الدولية

5 آلاف أسير فلسطيني بلا وقاية من “كوفيد”

البلاد – مها العواودة

حذرت الحكومة الفلسطينية ومنظمات حقوقية من تفشي فايروس كورونا في صفوف الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في ظل تعمد إدارات السجون عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية لحماية الأسرى، واستمرار الإهمال الطبي ومنع إدخال مواد التعقيم والتنظيف للسجون، إضافة إلى رفض إجراء الفحوصات اللازمة للأسرى المرضى وكبار السن والذين يتجاوز عددهم 2000 أسير.

وطالبت الحكومة الفلسطينية الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بالضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن، وكذلك تعقيم كل المعتقلات، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة وبشكل عاجل لكافة الأسرى البالغ عددهم نحو 5 آلاف أسير .

ويتخوف أهالي الأسرى من استهتار دولة الاحتلال بأرواح أبنائهم، واستغلال انشغال العالم بأزمة كورونا لفرض المزيد من القيود على الأسرى ومضاعفة معاناتهم داخل السجون.

فيما أكد رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة، وجود حالة قلق كبيرة على حياة الأسرى داخل سجون الاحتلال، خاصة أن أقسام السجون تشهد حالة اكتظاظ شديدة وتنعدم فيها الحياة الصحية، في ظل الاستهتار بحياة الأسرى وتعمد استمرار سياسة الإهمال الطبي التي أدت خلال العقود الماضية إلى استشهاد 222 أسيراً، وتدهور الحالة الصحية للعشرات من الأطفال وكبار السن.

وقال لـ”البلاد” إن إهمال الحالة الصحية للأسرى سيجعلهم فريسة سهلة لفايروس كورونا الذي يهدد العالم بأكمله، خاصة في ظل رفض الاحتلال منع دخول الكمامات والأقنعة، ورد إدارات السجون على مطالب الأسرى بالقول “استخدموا جواربكم” في انتهاك واضح وفاضح لاتفاقيات جنيف التي نصت على حماية الأسرى ومعاملتهم معاملة إنسانية.

ولفت رئيس جمعية “حسام للأسرى والمحررين” موفق حميد، إلى أن معتقلات الاحتلال بيئة خصبة لانتشار الأوبئة والأمراض، حيث تفتقد للتهوية والتنظيف، مؤكداً أن إدارات سجون الاحتلال منعت خلال الأيام القليلة الماضية 140 صنفا من الأغذية ومواد التنظيف من الدخول للأسرى الموزعين على 22 معتقلا الأمر الذي سيفاقم الأوضاع الصحية للأسرى.

وأضاف أن هذه الأوقات الأصعب على الأسرى وذويهم في ظل منع الاحتلال تعقيم السجون وإدخال الصابون والمطهرات التي يحتاجها الأسرى، خاصة وأن مباني السجون قديمة جدا شيدت قبل عام 1948، ومتهالكة ولا تصلح للحياة الآدمية.

ويرى وجود تخوفات من نقل السجانين والمحققين الإسرائيليين فايروس كورونا إلى الأسرى أثناء التحقيق معهم أو خلال إعداد وجبات الطعام، حيث تعمد الاحتلال منع الأسرى الفلسطينيين من إعداد وجباتهم وأوكل المهمة للمعتقلين الإسرائيليين الجنائيين، مطالباً منظمة الصحة العالمية بضرورة إجراء الفحوصات الطبية للسجانين المخالطين للأسرى الفلسطينيين والذي هم في الأصل معزولين في السجون والزنازين.

وأكد حميد أن دولة الاحتلال العنصرية التي تشهد ارتفاعا متزايدا في معدل الإصابة بالفايروس ستفرج عن المئات من المعتقلين الجنائيين الإسرائيليين عبر دفعات، بينما تتجاهل نداء السلطة الفلسطينية ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية المطالبة بضرورة الإفراج عن الأسرى المرضى والأطفال وكبار السن الذين باتوا بلا وقاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *