البلاد – رضا سلامة
دخل المرشد الإيراني خامنئي مرحلة “الهوس” في تعاطيه مع “نظرية المؤامرة”، إذ لم يكتف بإعادة ترديد اتهاماته للولايات المتحدة بـ”تخليق كورونا” ونشره في دول مثل الصين وإيران، بل رفض مساعدة واشنطن لبلاده في مكافحة الفايروس زعما منه أنها سترسل دواءً يزيد من انتشار الفيروس.
وتشكل تصريحات خامنئي التي أطلقها أمس (الأحد) بمناسبة العام الفارسي الجديد، خطرا كبيرا على صحة الشعب الإيراني، خاصة في ظل انتشار الفيروس بسرعة كبيرة مع أوهام المرشد الأعلى بأن ذلك مؤامرة رفضا المساعدات الدولية، في ظل تردي الأوضاع الصحية داخل البلاد، فبدلا من اتخاذ تدابير فعالة للحد من تفشي الجائحة، مثلما حدث في الصين ودول أخرى، دعا خامنئي الإيرانيين إلى مواجهة كورونا والعقوبات الأمريكية بمزيد من “إنجاب الأطفال”، في مقاربة صعبة على الفهم من المسؤول الأول في بلد يبلغ عدد سكانه 84 مليون نسمة.
وسبق لخامنئي، التصريح بأن فايروس كورونا المستجد ليس كارثة كبيرة داخل بلاده، وقوبلت تصريحاته بسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث اعتبرها الكثيرون تبرير لعجز النظام عن الاطلاع بمسؤولياته في حماية أرواح المواطنين.
ويأتي غرق خامنئي في “نظرية المؤامرة” وترويجه للخرافات تزامنا مع إعلان المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، كيانوش جهانبور، أمس، أن عدد الوفيات بسبب كورونا ارتفع إلى 1685 بعد وفاة 129 شخصا خلال الـ24 ساعة الماضية، مبينا أن إجمالي الإصابات بلغ 21638 حالة، بعد تسجيل 1028 حالة إصابة مؤكدة جديدة خلال الفترة نفسها، لتظل إيران أكثر الدول الموبوءة بالفايروس في الشرق الأوسط، وواحدة من أكثر 4 دول معاناة من الجائحة في العالم مع الصين وإيطاليا وإسبانيا، في حين، تؤكد تقارير دولية موثقة وأخرى للمعارضة الإيرانية أن أعداد المتوفين والمصابين في إيران بسبب كورونا أضعاف الأرقام الرسمية المعلنة بمئات الأضعاف على الأقل.
وفي تكذيب لإدعاء المرشد الإيراني، أمس، أن لدى بلاده القدرة على مواجهة تفشي كورونا، كشف رئيس مركز مكافحة فايروس كورونا، علي رضا زالي، أن حالات الإصابة بكورونا في العاصمة طهران سجلت ارتفاعا بنسبة 5% بين المرضى المراجعين لمراكز العلاج، و12% بين المرضى من الحالات الحرجة والتي تحتاج إلى العناية الفائقة في مراكز العلاج، فيما أعلن نائب محافظ طهران، حامد رضا كودرزي، أن جميع المراكز التجارية في العاصمة يجب أن تغلق اعتبارا من الأحد، فيما لن يُسمح بالعمل إلا للمتاجر والصيدليات.
وفي سياق كشف كذب مزاعم مسؤولين إيرانيين بأن العقوبات الأمريكية أعاقت حصول طهران على أجهزة فحص طبية لتشخيص كورونا، أكدت وثائق نشرها موقع “إيران إنترناشيونال” المعارض لنظام الملالي أن إحدى الشركات السويسرية أعلنت استعدادها لاستيراد أجهزة فحص فايروس كورونا، منذ 25 يناير الماضي.
وفي إطار التصعيد الإيراني الأمريكي على خلفية استهداف المليشيات الإيرانية في العراق قواعد عسكرية تستضيف قوات أمريكية وأجنبية وردود واشنطن على ذلك، كشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن ترمب ناقش توجيه ضربة مباشرة لإيران قبيل إعلان الطوارئ بسبب كورونا، إلا أوضاع الانتشار الواسع للفايروس، رجح في النهاية شن غارات جوية على 5 مستودعات أسلحة للميليشيات داخل العراق، ما يؤشر إلى تصميم واشنطن على ردع الملالي والتصدي لإرهابهم في المنطقة.