نرمين عباس
تختلف مشاهدة الفيلم قبل تسعة أعوام عنها الآن.. ولكن التوتر والإثارة واحدة في الحالتين..
ربما يزيد عليها حالياً خوف مصدره الواقع اليومي.. فهو فيلم نعيشه فعلياً مع اختلاف بعض التفاصيل
على بوابة دار العرض الأمريكية المُغلقة؛ بسبب حظر التجمعات
والخوف من فيروس الكورونا، كتبت إدارة السينما “الدار مغلقة حتى يتوقف الواقع عن محاكاة السينما”..
يوماً ما، قبل تسع سنوات تقريباً، كانت تلك السينما تعرض فيلم Contagion “عدوى”
وكان من أفلام دراما الكوارث والأوبئة القاتلة.
يشبه فيلم “عدوى” كثير من الواقع الذي يتعرض له العالم مع انتشار وباء فيروس كورونا
وما صاحبه من تداعيات صحية واجتماعية وسياسية
وهو مأخوذ عن سيناريو كتبه “سكوت زد بيرنز” خصيصاً للسينما
ويتخيل فيه وباء يتسبب فيه فيروس ينتقل بالهواء واللمس، ويتسبب في قتل ملايين البشر حول العالم.
والفيروس عبارة عن مزيج من فيروسات مصدرها الخنازير والخفافيش
وتعتقد السلطات الأمريكية أن الفيروس جزء من هجوم بيولوجى يستهدفها
وهو أمر يشبه كثيراً نظرية المؤامرة الرائجة حالياً
والتى يؤكد المؤمنون بها أن وباء كورونا جزء من حرب بيولوجية واقتصادية بين الصين وأمريكا
والفيلم يتخيل سيناريو أصعب وأكثر قتامة
فالفيروس فى الفيلم لا علاج له، وانتشاره بالهواء واللمس يجعله كابوساً لا يمكن الإفاقة منه
ويتسبب في فوضى اجتماعية تصعب السيطرة عليها، خاصة بعد انتشار الجريمة، والشائعات المُربكة، واقتتال البشر داخل المتاجر للحصول على الطعام
ومن يشاهد الفيلم ربما يجد فيه بعض السلوى في كون فيروس كورونا أضعف وأقل فتكاً بالبشر
ولا ينتقل باللمس أو عبر الهواء لو تم الأخد باحتياطات التطهير والوقاية.
وبحسب تصريح شركة “وارنر” عن قائمة الأفلام الأكثر مشاهدة على منصتها
عبر خدمة المشاهدة حسب الطلب، ويحتل فيلم “عدوى” المركز الأول في تلك القائمة
ويليه سلسلة أفلام “هاري بوتر”، كما يحتل الفيلم المركز الثالث في المشاهدة على موقع iTunes داخل الولايات المتحدة حالياً
لا توجد تفاصيل عن أسباب إقبال المشاهدين على طلب الفيلم تحديداً
ولكن يمكن تخمين رغبة الكثير منهم فى معايشة أجواء الوباء فى أسوأ ظروفه
والفيلم يحمل كثير من تفاصيل تحدث في الواقع فعلياً
كما أنه يقدم سيناريوهات لما يُمكن أن يعانيه الفرد فى حالة تفشي الوباء بصورة أكبر.