الدولية

الفلسطينيون يحددون ملامح الحكومة الإسرائيلية الجديدة

البلاد – مها العواودة

تشهد الحياة السياسية الإسرائيلية حالة من الضبابية بعد نجاح زعيم حزب “أزرق أبيض ” بيني غانتس في انتزاع كتاب التكليف لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بفضل دعم القائمة العربية المشتركة، وذلك بعد فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنتهية ولايته والتي حصلت كتلته اليمينية على 58 مقعدًا من أصل 120 في الحصول على أغلبية ، وقد شرع غانتس فور تسلمه كتاب التكليف بمشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، والتي إن فشل في تشكليها سيتم الذهاب لانتخابات رابعة في إسرائيل وهو أمر غير مرغوب به عند معظم الأحزاب الإسرائيلية .

تكليف بيني غانتس بتشكيل الحكومة والذي ما كان ليحدث بدون دعم القائمة العربية ، سيستمر ثلاثة أسابيع وفق القانون الإسرائيلي، وقد ينجح في تشكيل حكومة ضيقة مدعومة من القائمة العربية التي غيرت المشهد السياسي في دولة الاحتلال من خلال فرض نفسها بقوة على من سيكون رئيس الوزراء القادم، أو تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الليكود بزعامة نتنياهو يتم فيها تقاسم ولاية رئيس الوزراء ومدتها أربعة أعوام مناصفة بين نتنياهو وغانتس .

ويرى السياسي الفلسطيني وليد العوض أن ما حققته القائمة المشتركة من إنجاز بحصولها على ١٥ مقعدًا في انتخابات الكنيست الـ 23، في ظل الخارطة السياسية غير المستقرة في دولة الاحتلال وحتى تراجع الأحزاب التقليدية، جاء ليؤكد أن القائمة المشتركة هي الوحيدة التي تحافظ على استقرارها بل وتقدمها، لافتًا أن هذا النجاح أثبت أن القائمة العربية المشتركة التي تتشكل من فلسطينيي الداخل وعددهم يقارب 18% من عدد سكان إسرائيل مكون لا يمكن تجاوزه، فهي من ترجح كفة تشكيل الحكومة أو الذهاب لانتخابات رابعة وهي من تستطيع ربط قضايا المواطنة بالقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن توصية القائمة العربية لغانتس بتشكيل الحكومة لم تكن حبا به بل لإسقاط حكومة نتنياهو اليمينية.

وقال إن نجاح غانتس بتشكيل الحكومة سيخرج نتنياهو من الحلبة السياسية، وسيكون بداية لتقهقر اليمين الإسرائيلي، وزيادة قدرة الفلسطينيين العرب على التغيير مما سيزيد الالتفاف حول القائمة العربية .

مطالب العرب
من جانبه يقول المحلل السياسي محسن أبو رمضان إن الخيار المطروح بقوة حاليًا هو تشكيل حكومة ضيقة مدعومة من القائمة العربية المشتركة، وهي أمر لا يفضله حتى غانتس نفسه الذي يضم حزبه شخصيات يمينية متطرفة ترفض أن يكون مستقبل الحكومة الإسرائيلية مرتبط بالقائمة العربية، لكن ما سيدفع غانتس لهذا الخيار هو عدم رغبة أزرق أبيض في الذهاب لانتخابات رابعة لأنه سيكون الخاسر فيها.

وبحسب أشرف العجرمي المختص في الشأن الإسرائيلي، الإنجاز الذي حققته القائمة العربية المشتركة كبير من خلال منع اليمين الاسرائيلي المتطرف من تشكيل حكومة لثلاث مرات متتالية، وبسبب دعمها حصل منافس نتنياهو على تفويض بتشكيل الحكومة الجديدة.

وأضاف أن غانتس قد ينجح في تشكيل حكومة واسعة ضمن شروط معينة تأخذ بالاعتبار بعض مطالب العرب، وخاصة تجميد أية خطوات سياسية متعلقة بالضم للضفة المحتلة، ولكن الحكومة التي ستقوم هي حكومة طوارئ ويحتمل أن يشارك فيها أحزاب كثيرة ويمكن أن تكون برئاسة بنيامين نتنياهو لفترة قصيرة يعقبه فيها غانتس، وذلك لعدم قدرة غانتس على تشكيل حكومة ضيقة بسبب تمرد أعضاء من قائمته على هذه التشكيلة، الأمر الذي يعول عليه نتنياهو، مؤكدًا أن الأهم هو ذهاب الكنيست الإسرائيلي لسن قوانين قد تمنع نتنياهو من تشكيل حكومة برئاسته بسبب قضايا الفساد التي تلاحقه، وهذا قد يتم قريبًا بدعم القائمة العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *