المحليات

 عشت لحظات عصيبة.. وإجراءات الصحة تبعث الطمأنينة

جدة – مهند قحطان

لحظات رعب عصيبة عاشها المذيع السعودي في إحدى المحطات الإذاعية مازن اكرامي، بعد ظهور أعراض شبيهة بمصاب فيروس كورونا، ما دفعه للاتجاه إلى أقرب مستشفى للتأكد من إصابته أو عدمها، وبعد الفحوصات وضع في العزل الصحي داخل مجمع الملك عبدالله الطبي شمال مدينة جدة، لتتحول أيامه إلى خوف من مجهول إلى حين ظهور النتيجة.

وروى اكرامي العائد من أسبانيا والدمام في حديث خاص لـ”البلاد”، الوضع الذي عاشه إلى أن تم إعلامه بأن النتيجة “سلبية” وبالتالي نجا من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، شارحا الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة معه عند الاشتباه والتجهيزات داخل الحجر الطبي، قائلا: “في البداية ذهبت إلى المستشفى الخاص لكي أتأكد ‏من احتمالية وجود الفيروس وأجريت تحاليل خاصة بالدم، وبعدها اكتشفت أن تحاليل الدم لاعلاقة لها بفيروس كورونا، فقلة الوعي والمعرفة لدي في البداية جعلتني أجرى ذلك الفحص لكن عندما علمت أن الفحص يجب أن يكون من خلال اللعاب والجلق توجهت إلى مجمع الملك عبد الله الطبي، لأنهي تعب ستة أيام والإحساس بوجود كتمة في الصدر أثناء النوم، مع التهاب في الجيوب الأنفية والصداع المتواصل”.

وأضاف “عندما توجهت إلى الطوارئ أجريت الفحوصات مع عدة أشخاص وتم التشخيص على أنه يوجد مشاكل تنفسية فقط، ودخلنا إلى عيادة خارجية منفصلة عن الطوارئ ‏معزولة تماما حتى لا يتضرر أي شخص وهذه نقطة إيجابية، وتم إبلاغي بأنه لدي أكثر من عارض يشير إلى احتمالية للإصابة كورونا، وعزلت في غرفة منفصلة ولم يسمح لي بالخروج، مع توفير جميع المستلزمات الشخصية التي أحتاجها داخل العزل ‏حتى لا يتم اختلاطي بأشخاص آخرين وأكون سببا في نقل العدوى لهم”.

وقال اكرامي إن التعامل معه في غرفة العزل كان بلطف‏، وورده اتصال من الجهات الصحية ‏للتأكد من حوجته لشيء من داخل العزل الصحي ‏أو خارجه، وقدمت له خدمة تضاهي خدمة فنادق الخمسة نجوم، مع توفير جميع المستلزمات الطبية والمعقمات للاستخدام اليومي للوقاية من الفيروس ‏من خلال صندوق يحتوي على العديد من المعقمات ‏وسجادة الصلاة معقمة ومغلفة، ‏ومناشف. وتابع “كل هذا في اليوم الأول لي بالعزل، كما تم توفير الطعام لي لأنني لم أتناوله منذ الصباح حتى بعد منتصف الليل، وقبل نهاية اليوم تم فحصي عبر أشعة الصدر دون أن أتحرك من سريري”.
واستطرد مازن اكرامي حديثه بالقول: “في اليوم الثاني طلبت مشروبا من مكان خارج المجمع الطبي، ولم أتوقع أنه سيتم تنفيذ طلبي بجلب قهوة من الخارج، ولكن تفاجأت بتنفيذ الطلب وفق الطرق الصحية السليمة، والأجمل عندما طلبت الفاتورة تبين لي أنها مدفوعة من وزارة الصحة التي تكفلت بجميع المصاريف ‏الخاصة بالطلبات الشخصية لمن هم داخل العزل الصحي، كما أن من الإجراءات المتبعة داخل ‏العزل أنه في كل ‏ساعة يقوم أحد من الطاقم الطبي بفحصي بشكل عام والتأكد من درجة الحرارة وسرعة نبض القلب للاطمئنان على حالتي الصحية”.

ويقول اكرامي: “في آخر يوم لي صباحا جاءني الخبر السعيد بأني لم أصب بفيروس كورونا والتحاليل جميعها سليمة ويمكنني مغادرة العزل، ‏عندها توجهت إلى المكتب المخصص لاستلام التقرير الطبي الموجه إلى مقر عملي بإجازة مرضية‏ ‏من قبل وزارة الصحة، ما اعتبره اهتماما كبيرا بالمواطنين والمقيمين”. وأضاف “بعد خروجي تم التواصل معي من قبل وزارة الصحة للاطمئنان ‏على وضعي الصحي والتأكد ‏من عدم مغادرتي ‏المنزل لمدة 14 يوما وعدم المخالطة مع الأشخاص والتزام العزل التام، وأقدر جهود رجال الصحة الكبيرة في الحفاظ على صحتنا”.

وأشاد اكرامي بإجراءات العزل والالتزام بوسائل الوقاية بتعقيم الملابس والكادر الطبي بعد ‏فحصه للمصابين ‏بشكل فوري، ‏ومنع خروج الفيروس من الغرف المخصصة للعزل وفحص المرضى بشكل مستمر. وتابع ” الملفت هو حرص الكادر الطبي بالتخلص من جميع ‏الملابس الوقائية وارتداء أخرى عند التوجه لفحص شخص آخر أو الانتهاء من فحص المصاب، باستخدام أدوات الوقاية من ملابس ونظارات ‏وكمامات وقفازات من أجل حماية المعزولين قبل حماية أنفسهم”.

‏واعتبر مازن اكرامي أن التجربة كانت مخيفة جدا في البداية، ولكن بفضل الله ثم وزارة الصحة والكوادر ‏الطبية المتوفرة للعناية بجميع المصابين أو المعزلين احترازيا جعله يشعر بالأمان والاطمئنان، وأوصي الجميع بالوقاية. وختم قائلا: “أنا اليوم في منزلي أشكرهم من أعماق قلبي على ما قدموه لي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *