التسلسل المريب للأحداث والانتشار المخيف للتفاصيل والتفشي المفاجئ والسريع للوباء بمعدلات تفوق المعتاد وتسجيل إصابات جديدة في كل دقيقة في العالم وارتفاع معدل الوفيات في كل ساعة واحصائيات ومؤشرات باتت تتسارع نحو المصير المجهول !!
(رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَدًا آمِنًا) لا يسكنه الخوف ولا يُرعبه الوباء ولا تفترس أفكار أبنائه الشائعات وأبعد عنا كل سوء وقدر لنا الخير واحم وطن قلوبنا من كل شر.
إن الجهود الاحترازية والتدابير الوقائية التي تبذلها حكومة مملكتنا الحبيبة لمنع انتشار فايروس كورونا الجديد 19-COVID، التي استبقت وقوع المشكلة وتفاقمها، جاءت منسجمة ومتوافقة مع توصيات منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى حماية مواطنيها والمقيمين على أراضيها بكل السُبل التي تحافظ على سلامتهم وصحتهم.
فالجهود التي تقوم بها وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الداخلية وهيئة الطيران المدني والجهات الحكومية الأخرى للتصدي للفيروس ، عكست القدرة الكبيرة والحمد لله على تقدير الوضع الراهن وحسن التعامل مع الأزمة بكل دقة وأمانة.
فالوطن أعظم نعمة تقترن بالأمن والطمأنينة للنفس البشرية السوية والشعور بالمسؤولية وإدراك النواحي الحسية والاهتمام الحقيقي بالتواصل المعنوي وسرعة الاستجابة للدوافع الأساسية التي تحقق النمو النفسي والاجتماعي السليم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، لا يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه” رواه أبو داؤود.
هكذا هي أسرة الإسلام تجعل من المؤمن أنموذجا رائعا يجسد التفاني والإخلاص اللذين يسكنان العقول قبل القلوب ، ويُنيران الصدور قبل الدروب ، ويمنحان الحياة بهجة قبل أن تغادر البسمة تفاصيل الوجوه ، بالحب نحيا وبالأمل نعيش وبالعطاء الصادق نعطر الوجود.
هذا عندما يأخذنا نداء الإنسانية والمشاركة الوجدانية ومحاولات التكيف مع الظروف الحياتية إلى أفاق المساعدات وتلبية الاحتياجات.
فكيف حين ينادينا الوطن ؟؟ للمشاركة الاجتماعية وترجمة الهوية الوطنية وتفعيل معايير القيم الإنسانية ونقاط القوة في التماسك بالمبادئ الجماعية ، فالتعامل مع الأسس العلمية والتعرف على الاعتبارات التنظيمية تُمثل الانتماء إلى الوطن وتحمل شعار الوطنية، لأنه بات البقاء بالمنزل والتزام الجلوس به واجبا وطنيا لحماية بلادنا من تفشي المرض حيث أن تعاون المواطنين وتحملهم الأعباء مع الأجهزة الحكومية والأهلية، خير دليل على الرقي في توصيف الأدوار واستثمار الموارد وتكاتف الجهود.
رسالة شكر وتقدير وامتنان إلى أولئك المخلصين الذين يحملون وسام العطاء وقلوبهم تنبض بحب الوطن، يسهرون على راحتنا يفدون البلاد بأرواحهم ، فالوطن أثمن ما يمتلكه المواطن الصالح ولا يخفى عن العالم بأسره أننا في مملكتنا الحبيبة بنيان مرصوص أمام أي تهديد يحاول المساس بأمن بلادنا واستقرارنا، ونحن على يقين تام بأن الله معنا.