جدة – بدر النهدي -عائض الدهاس
أكد الخبير القانوني الدولي التونسي ” علي عباس” في تصريح خاص لـ” البلاد” أن وباء كورونا سبب فوضى في كل المجالات؛ ومنها المجال الرياضي؛ خاصة كرة القدم التي تمثل أهم الأنشطة التي توجد بها تجمعات كبيرة بفعل الجنون الجماهيري؛ مما يجعل من احتمال انتقال العدوى أكبر، خاصة مع تنوع العلاقات التي يكثر فيها التزاحم و التلامس؛ سواء بين اللاعبين، أو بين الجماهير.
وبما أن الإجراءات الصحية الوقائية المتبعة من الدول، تعتمد بالأساس على التقليل من التنقل بالطائرات؛ لذا انعكس ذلك سلبا على انتظام معظم المسابقات العالمية والمحلية في كثير من الدول. ومنها الدوري السعودي للمحترفين.
الدوري السعودي
في حالة الدوري السعودي، فالتوقف مؤقت، وسيستكمل الموسم بالتأكيد؛ حتى لو حدث تداخل مع بداية الموسم المقبل، وقال: أستبعد افتراضية إيقاف الدوري الموسم الحالي نهائيًا، فلن يكون هناك بطل للدوري، أو هبوط وصعود؛ لعدم اكتمال المسابقة؛ خاصة أن المتبقي على انتهاء الدوري 8 جولات، سيتم من خلالها تحديد البطل، والهابطين.
وأضاف عباس: أرى أن الاتحاد السعودي لن يعلن بطلاً للدوري، والمتأهلين لدوري أبطال آسيا، والهابطين للدرجة الأولى، إلا بعد استكمال البطولة، وفي حال حدد اتحاد القدم البطل والهابطين، فيحق للأندية الاعتراض في محكمة” كاس” لإلغاء ما حدده الاتحاد السعودي؛ كون أن مسابقة الدوري تبقى فيها مباريات هامة؛ على ضوئها يُحدد البطل والمتأهلون لآسيا، والهابطون للأولى.
المسابقات المحلية :
في المسابقات المحلية، الاتحاد المحلي، مثل الاتحاد السعودي لكرة القدم له سلطة اتخاذ القرار؛ حسب توجهات الدولة، والتعليمات الوقائية، ويمكن لاتحاد القدم إيقاف الدوري، أو تعليقه، أو يلغيه. وكل هذه الفرضيات واردة، مع التطور السريع لانتشار الفيروس في العالم .
والفيفا لا تفرض على الاتحادات المحلية إلغاء المسابقات، ولكن إلغاء الدوري سينتج عنه إشكالٌ على مستوى تحديد الفرق التي ستشارك بدوري أبطال آسيا مثلاً؛ إذ إنه في حال عدم وجود دوري أو إلغائه فيرجع للاتحاد الآسيوي لاتخاذ قرار اعتماد الموسم السابق كمعيار لتحديد الفرق التي ستشارك في البطولة الآسيوية المقبلة.
ويمكن لاتحاد القدم السعودي، تحديد المتأهلين للممتاز، والهابطين للأولى، ولكن سيصعب ذلك إذا لم تكتمل المسابقة .
والأقرب للواقع أن الاتحادات المحلية ستؤجل إتمام المسابقات حتى و لو اقتضى الأمر إتمامها في بداية الموسم المقبل .
عقود اللاعبين
هذه الحالة الاستثنائية تفرض على الفيفا اتخاذ قرارات استثنائية فيما يتعلق باستمرار العقود مع اللاعبين، والمدربين وعلى الاتحاد الدولي أن يمارس دوره التشريعي؛ لتنظيم استمرارية العقود، وكذلك تعديل فترات التسجيل مؤقتًا.
التصفيات المؤهلة للمونديال
الفيفا ومن ورائه الاتحادات القارية تتعامل مع الفيروس بمعيار القوة القاهرة، و تتخذ قرارات تصاعدية حسب المؤشرات الصحية، خاصة من منظمة الصحة العالمية، و كذلك حسب قرارات الدول المتعلقة بالحد من التنقل أو إغلاق الحدود؛ لذا فجميع الاتحادات المحلية علقت كل الأنشطة الرياضية تقريبا؛ خاصة كرة القدم، إلا أن سلطة القرار في إيقاف أو تغيير جدول المباريات يختلف حسب الجهة المنظمة للمسابقة. فالنسبة للمسابقات المتعلقة بالتصفيات المؤهلة لمونديال 2022؛ الفيفا هو الجهة المنوط بها اتخاذ قرار التعليق، أو التأجيل، و لكن بالاتفاق مع الاتحادات القارية؛ كالاتحاد الآسيوي، أوالأوروبي، أو الأفريقي.
– وبالنسبة للمسابقات القارية، مثل دوري أبطال أسيا، أو دوري أبطال أوروبا، أو أمم أوروبا، فإن القرار يرجع للاتحاد القاري، و يبقى للفيفا دور استشاري، علمًا أن الفيفا قد نصح الاتحادات القارية بضرورة إيجاد جدولة جديدة، وإلغاء المسابقة إذا اقتضت الضرورة ذلك.
واختتم عباس بالقول: أتمنى أن ينتهي هذا الكابوس سريعًا؛ لتعود عجلة كل المسابقات المحلية والقارية والدولية للدوران من جديد.