الدولية

هربا من الجائحة.. الملالي يصعدون في العراق وسوريا واليمن

البلاد – رضا سلامة

في محاولة فاشلة للهروب من التعتيم على تفشي كورونا، صعد نظام الملالي وميليشياته العدوان في المنطقة، بينما الداخل الإيراني يئن تحت وطأة انتشار الفايروس الجائح، إذ تبنى فصيل جديد حمل اسم “عُصبة الثائرين”، أمس (الاثنين) في العراق، الهجمات الصاروخية الأخيرة المستهدفة لقاعدة التاجي العسكرية، التي تستضيف قوات أمريكية وأخرى تابعة للتحالف الدولي، مفيدا بأن هجماته تأتي ردا على مقتل المهندس وسليماني، ما يؤشر إلى أن الفصيل الجديد ما هو إلا ذراع جديد للملالي أو تسمية جديدة لميليشيات إيرانية موجودة بالفعل.

بومبيو للعراق: أمريكا ستتخذ إجراءات للدفاع عن نفسها إذا هوجمت وفي هذا السياق، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات للدفاع عن نفسها إذا تعرضت لهجوم، وذلك بعد هجوم صاروخي ثان على قاعدة عراقية تستضيف القوات الأمريكية التي تساعد في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وشدد على ضرورة محاسبة الجماعات المسؤولة عن هذه الهجمات، مشيرا إلى أن أمريكا لن تتسامح مع أي هجمات أو تهديدات لأرواح الأمريكيين وستتخذ إجراءات إضافية وفق الضرورة دفاعا عن نفسها.

وفي سوريا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه في ظل الانشغال باتفاق “بوتين – أردوغان” الجديد في الشمال السوري، كثفت إيران وميليشيات “حزب الله” عمليات تجنيد السوريين، ليرتفع إلى نحو 9000 تعداد الذين جرى تجنيدهم أخيرا ضمن منطقتي غرب الفرات والجنوب.

ونوه المرصد إلى عمليات تجنيد بشكل سري وعلني مقابل سخاء مادي واللعب على الوتر الطائفي عبر عرابين كـ”سرايا العرين” التابع للواء 313 في شمال درعا، بالإضافة لمراكز في صيدا وداعل وازرع والقنيطرة، كما تتواصل عمليات التجنيد غرب الفرات ضمن المنطقة الممتدة من الميادين حتى البوكمال بريف دير الزور الشرقي، والتي باتت تحت سيطرة النفوذ الإيراني بشكل كامل، حيث تستغل إيران وميليشياتها انشغال الروس في العمليات العسكرية والاتفاقات مع الأتراك في الشمال.

وفي اليمن، تحاول الميليشيا الحوثية، ذراع إيران في اليمن، التصعيد في عديد من الجبهات، بالتزامن مع زيادة محاولات استهداف الملاحة البحرية قرب سواحل اليمن، التي أحبطها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، في ظل إحباط البحرية الأمريكية مؤخرًا لعمليات تهريب إيرانية للسلاح إلى الميليشيات، وتأكيد واشنطن أن طهران دأبت منذ مقتل سليماني، عبر الحوثيين، على التصعيد في اليمن وتخريب أي مساع سياسية هناك.

وفي الداخل، أعلنت إيران، أمس، أن عدد الوفيات بسبب كورونا ارتفع إلى 853 حالة، بعد تسجيل 129 حالة خلال الـ24 الماضية، بينما زاد عدد الإصابات إلى 14991، في حين تشدد تقارير دولية موثقة وأخرى للمعارضة الإيرانية أن بيانات الملالي كاذبة، ومجرد نقطة في بحر، وأن الأرقام الحقيقية لضحايا ومصابي كورونا بمئات الأضعاف على الأقل.

وواصل الفايروس فضح كذب الملالي بحصد مزيد من الضحايا بينهم مسؤولون كبار، حيث توفي عضو مجلس خبراء القيادة هاشم بطحائي بعد إصابته كورونا، أمس، بحسب ما أفادت وكالة أنباء نادي الصحفيين (باشكاه خبرنكاران).

وتوالت الانتقادات لتعتيم النظام على تفشي كورونا وعدم اتخاذ الاجراءات اللازمة ومنها فرض الحجر الصحي على المدن والمناطق الموبوءة، وانتقدت النائبة عن مدينة طهران في البرلمان بروانه سلحشوري، التدابير المتخذة في مدينة قم التي تعتبر بؤرة انطلاق كورونا في البلاد، كما انتقدت شركة “ماهان” للطيران محملة إياها مسؤولية تفشي المرض، وأدانت عدم فرض حجر صحي على مدينة قم الإيرانية منذ بداية الأزمة، معتبرة أن هناك أشخاصًا في المدينة غامروا بأرواح المواطنين عبر بعض “المعتقدات الخرافية”.

وفي دلالة على الإدانة الشعبية لتعاطي النظام مع جائحة كورونا، أظهر استطلاع أجراه مركز “إسبا” الطلابي أن 89.4% من الإيرانيين يؤيدون تقييد دخول المدن والخروج منها، وفرض الحجر الصحي على المدن الموبوءة وخاصة قم، وعدم مغادرة الناس بيوتهم إلا من أجل الأعمال الأساسية.

يأتي هذا، في حين يعارض مسؤولو النظام الإيراني فرض أي حجر صحي، حتى على مستوى المناطق، ويقف روحاني ورئيس مجلس الأمن القومي على رأس المعارضين لفرض الحجر الصحي.
وفي جزء آخر من استطلاع مركز “إسبا”، أعلن 75.2% من الإيرانيين أنهم “قلقون جدًا” من إصابتهم أو إصابة أفراد أُسرهم بكورونا، بينما نظام الملالي في واد آخر متجاهلًا معاناة الشعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *