البلاد – رضا سلامة
دخلت الأزمة السورية عامها العاشر، أمس (الأحد)، مخلفة مقتل مئات الآلاف من السوريين وأكثر من مليوني مصاب بجراح مختلفة وإعاقات دائمة، وتهجير ونزوح نصف عدد السكان، فضلًا عن أوضاع إنسانية واقتصادية مأساوية لغالبية الشعب السوري، بينما يواصل النظام القتل والقمع وحرق الأرض وإخلاء المدن والقرى مسنودًا بآلة حرب روسيا وإيران وميليشياتها من العراق ولبنان وأفغانستان، وسط تشتت المعارضة السورية وصمت عالمي وتواطؤ تركي تجاه أبشع صراع في العصر الحديث.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 384,000 شخص على الأراضي السورية، منذ انطلاقة الثورة السورية في الـ 15 من مارس عام 2011 وحتى صباح أمس، وتوزعت الخسائر البشرية على النحو التالي: الشهداء المدنيون السوريون: 116,086، منهم 80307 رجلًا و22,075 طفلًا دون سن الثامنة عشرة، و13,704 مواطنة فوق سن الثامنة عشرة، و54,281 من الفصائل المسلحة المعارضة للنظام ، و12,694 من قوات سوريا الديمقراطية والوحدات الكردية، و67,388 من قوات نظام بشار الأسد، و 52,060 من عناصر الميليشيات الموالية، ووصل عدد المنشقين عن قوات النظام 2,625، بينما بلغت حصيلة قتلى حزب الله اللبناني1,697، في حين بلغ عدد قتلى المسلحين غير السوريين الموالين للنظام 8,331 من ضمنهم 264 من الجنود والمرتزقة الروس، ووصل عدد قتلى الجنود الأتراك 191، وكذلك بلغ عدد قتلى هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقًا” وتنظيمات أخرى27,581، وعدد قتلى عناصر داعش 39,715، وعدد غير السوريين في صفوف قوات سوريا الديمقراطية 930، بالإضافة إلى عدة لآلاف من مجهولي الهوية، ولم يتمكن المرصد من توثيق الخسائر في صفوف قوات التحالف الدولي بسبب التكتم الشديد.
هذه الإحصائية للخسائر البشرية لم تشمل نحو 88,000 مواطن استشهدوا تحت التعذيب في معتقلات نظام بشار الأسد وسجونه، كما لم تتضمن مصير أكثر من 3,200 مختطف من المدنيين والمقاتلين في سجون تنظيم داعش، إضافة لأنها لم تشمل مصير أكثر من 4,100 أسير ومفقود من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وما يزيد عن 1,800 مختطف لدى فصائل المعارضة المختلفة، بينما قدَّر المرصد السوري لحقوق الإنسان، العدد الحقيقي لمن قتل أكثر بنحو 105 آلاف، من الأعداد التي تمكن من توثيقها، نتيجة التكتم الشديد على الخسائر البشرية من قبل كافة الأطراف، ووجود معلومات عن شهداء مدنيين لم يتمكن المرصد من التوثق من استشهادهم، لصعوبة الوصول إلى بعض المناطق النائية في سورية، كما أسفرت العمليات العسكرية المتواصلة وعمليات القصف والتفجيرات عن إصابة أكثر من 2 مليون مواطن سوري بجراح مختلفة وإعاقات دائمة، فيما شرِّدَ نحو 12 مليون مواطن آخرين منهم، من ضمنهم مئات آلاف الأطفال ومئات آلاف المواطنات، بين مناطق اللجوء والنزوح، ودمرت البنى التحتية والمشافي والمدارس والأملاك الخاصة والعامة بشكل كبير جدًا.
وكانت الثورة السورية انطلقت في 15 مارس 2011 بخروج العشرات في مظاهرات للمطالبة بإطلاق الحريات وإخراج المعتقلين السياسيين من السجون ورفع حالة الطوارئ، وازداد سقف المطالب تدريجيًا حتى وصل إلى إسقاط نظام بشار الأسد بالكامل، وبحلول شهر يوليو 2011 تطوَّرت مظاهر الاحتجاجات إلى اعتصاماتٍ مفتوحة في الميادين الكبرى ببعض المدن، إلا أنَّ هذه المظاهرات السلمية تعرَّضت إلى القمع والعنيف على أيدي القوات النظامية، ومع تطور الأزمة أخذت الانشقاقات في الجيش النظامي بالتزايد والتضخم، وفي مطلع شهر أغسطس أعلن عن تأسيس الجيش السوري الحر، وبدأت المواجهات العسكرية على نطاقٍ صغيرٍ ومحدودٍ بين القوات النظامية وقوات المعارضة، ثم أخذت بالتوسُّع تدريجيًا حتى بدأت تصل مستوى المعارك المباشرة مع بداية عام 2012.
وحتى اليوم ومع دخول الحراك في سوريا عامه العاشر، لا يتوقع السوريون نهاية أفضل، فالأزمة السورية ما زالت في تعقد كبير مع تعنت النظام ودعم روسيا وإيران وميليشياتها وتواطؤ تركيا وشتات المعارضة.