من مقاصد الشريعة السمحاء صون النفس وحفظها ، وكل مافيه مصلحة البلاد والعباد ، ومنها أمنهم الصحي في مواجهة أية مخاطر محتملة ، ومن هذا المنطلق الشرعي الواجب ، جاءت فتوى هيئة كبار العلماء فيما عرض عليها ، وذلك بعدم جواز شهود الجمعة والجماعة لمن يشتبه بإصابته بكورونا المستجد، تحقيقا للمقاصد الشرعية المتفق عليها ، وكذلك الالتزام بالعزل لمن قررت عليه جهة الاختصاص ذلك، وترك شهود صلاة الجماعة والجمعة ويصلي الصلوات في بيته أو موطن عزله ، وفي كل ما ذكر إذا لم يشهد الجمعة فإنه يصليها ظهراً أربع ركعات.
وتأتي هذه الفتوى وما أوصت به هيئة كبار العلماء الجميع من التقيد بالتعليمات ، في وقت أنجزت فيه الأجهزة المعنية في المملكة ، ما يحقق مقاصد السلامة الصحية العلاجية والوقائية، من إجراءات احترازية دقيقة وفعالة شهدها العالم والمنظمات الدولية لقوتها وكفاءتها وتوقيتاتها المناسبة ، وما تبذله المملكة كعهدها دائما ، من المسؤولية العالية في التعامل مع كل مايتعلق بسلامة المواطنين والمقيمين وضيوف الرحمن والتصدي لأية مخاطر محتملة، ومن هنا فإن هذه الإجراءات الاحترازية تستوجب أقصى درجات التعاون المجتمعي ومراقبة المعزولين كمهمة إنسانية لحماية الجميع ، والحرص على الوعي والالتزام بكل أسباب السلامة ، وعدم التهاون في ذلك منعا للإضرار بالنفس وبالغير ، إعمالا بالمقاصد الشرعية والإنسانية.