الدولية

«حزب الله» يدفن قتلاه في إدلب سراً

 بيروت – وكالات

لم يفق “حزب الله” من صدمة الشارع الذي لفظ حكومته ورفض استمرارها في السلطة، حتى تلقى الضربات الموجعة من كل دول العالم الرافضة لحكومة مليشياته والموالين له، بينما يقف الحزب الإرهابي مُرتبكاً أمام الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بلبنان منذ سنوات وزادت حدّتها منذ انطلاق الحراك الشعبي في 17 أكتوبر الماضي، مكتفياً تارةً بتحميل مسؤوليتها إلى قوى سياسية أخرى، وطوراً بوضعها ضمن إطار “المؤامرة” الغربية ضده من أجل إخضاعه سياسياً، على الرغم من إصراره على المشاركة في الحكومة.

وعلى وقع ضربات قوية مني بها أخيراً في سوريا، والعقوبات الأمريكية الضاغطة على كوادره، لا يبدو أن الحزب الذي سميت حكومة لبنان الوليدة باسمه، قادر على تخطي تلك الأزمة العميقة، بعد انتقاده قبل أيام التعامل مع مؤسسات دولية ذات خبرة في معالجة الأزمات الاقتصادية تحت حجّة أنها أدوات “استكبار” تابعة للولايات المتحدة الأمريكية التي تحاصره سياسياً وتمنع الدعم عنه.

ودفن حزب الله عناصر من مليشياته التي قتلت في سوريا بعد نقلهم إلى لبنان ليلاً وسط سرية تامة.
ويرى الأكاديمي والناشط السياسي، مكرم رباح، أن “حزب الله” أنشئ على أساس تنظيم عسكري يدّعي المقاومة، من هنا لا يملك إلا القوّة العسكرية ويفتقد إلى نموذج القوّة الناعمة أي الاقتصاد، فهو قد ينتصر في بعض المعارك العسكرية إلا أنه يفشل أمام التحدّيات الداخلية، بدليل ورفض الشعب له، مبيناً أن الضغط الذي يعاني منه “حزب الله”، والذي بدأ مع العقوبات الأمريكية عليه وأخيراً انتفاضة مناطق شيعية محسوبة عليه في الجنوب والبقاع، جعله يقف عاجزاً امام مواجهة التحديات السياسية الاقتصادية والمالية.

واعتبر رباح ، أن حزب الله بات “الحلقة الأضعف” في ظل هذه التحديات، خصوصاً مع سقوط التسوية السياسية بين حليفه “التيار الوطني الحر” الذي يرأسه النائب جبران باسيل و”تيار المستقبل” برئاسة الرئيس سعد الحريري نتيجة التطورات السياسية الأخيرة بعد استقالة الرئيس الحريري وخروجه من السلطة وانضمامه الى صفوف المعارضة ضد حكومة الرئيس حسان دياب”، مشيراً إلى “أن المجتمع الدولي رفع غطاءه عن لبنان بعدما باتت السلطة السياسية بيد حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر أي رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل، من هنا بات الحزب الحلقة الأضعف، خصوصاً أنه عاجز عن إيجاد حلول عملية للأزمة الاقتصادية والمالية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *