البلاد – رضا سلامة، عمر رأفت
بعد تمادي إيران في التدخلات بشؤون الدول الأخرى، وممارستها الإرهاب في مختلف دول المنطقة، تعقد اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسُبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية اجتماعًا على مستوى وزراء الخارجية بعد غدٍ برئاسة الإمارات، ومشاركة المملكة، ومصر، والبحرين، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، لمناقشة تقرير أعدته الأمانة العامة للجامعة العربية في ضوء مشاوراتها مع رئاسة اللجنة (الإمارات) حول تطورات الأزمة مع إيران وسُبل التصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية، إلى جانب متابعة تنفيذ خطة عمل اللجنة التي وضعتها في اجتماعات سابقة للتصدي لهذه التدخلات سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا وأمنيًا.
وتدرس اللجنة مشروع قرار بشأن تطورات الأزمة مع إيران وكيفية التصدي لها، ورفع هذا المشروع إلى وزراء الخارجية العرب لاعتماده كخطة تحرك عربي للتعامل مع هذه التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وفي الداخل الإيراني، ألقى الرعب من تفشي كورونا بظلاله السلبية على الحياة العامة للإيرانيين، بعدما فتك وأصاب الفيروس أعدادًا كبيرة، وطال أسرة المرشد خامنئي ومسؤولين كبار. وعلى الرغم من وضع مدينة قم بؤرة المرض تحت حجر صحي جزئي، وصدور توجيهات بتحويل جميع المستشفيات إلى حجر صحي لكورونا، يواصل النظام التعتيم والتهوين من خطورة الأوضاع ويروج عبر أبواقه لنظرية المؤامرة، فيما ارتفعت أصوات بالتنديد بالنظام الذي تكتم على تفشي المرض لإتمام مسرحية الانتخابات البرلمانية وأهمل مكافحته، ولم يوفر لمواطنيه حتى أبسط المتطلبات مثل الكمامات والمطهرات، وكذبت تقارير موثقة للمعارضة الإيرانية إعلان النظام، أمس (الأحد)، أن عدد المتوفين جراء فيروس كورونا 54 والمصابين قرابة 900، فيما أكدت منظمة مجاهدي خلق تجاوز عدد الضحايا الـ 500 والمصابين الآلاف، حتى مساء السبت.
ودخلت قم أخيرًا مرحلة الحجر الصحي، لكنها اقتصرت على مستوى حركة المرور والدخول والخروج من المدينة، ولهذا السبب، انتقد البرلماني من مدينة رشت غلام علي جعفر زاده، المسؤولين مشيرًا إلى أنه كان ينبغي عزل مدينة قم من الأيام الأولى، وليس الآن بعدما تفاقمت الأمور، لافتًا إلى أن عدم الجدية في اتخاذ القرارات اللازمة، وتعدد مراكز صنع القرار، أديا إلى توسع الأزمة أكثر، مقترحًا عزل المدينة بشكل كامل.
وفي إشارة إلى فشل النظام في توفير أبسط ضروريات الحماية من كورونا، أكدت صحيفة “آرمان ملي” الإيرانية عبر تقرير من شارع نواب في طهران، مركز مبيعات الأدوات الطبية، نشر أمس، ما ورد برسالة “نمكي” ذاكرة أن التجار ليس لديهم كمامات ولا مطهرات، حيث خزن تجار الجملة المواد الطبية لبيعها بأسعار خيالية في الوقت الحرج، فيما يبيع صاحب أحد المتاجر الأقنعة الطبية بالبطاقة الشخصية، كما تضاعفت الأسعار بشكل كبير جدًا.
وبينما دعا تقرير لصحيفة “إيران” بعنوان “الملجأ في المنزل”، إلى تشجيع الناس على البقاء في منازلهم، نقلت صحيفة “اعتماد” عن ممرضة في مدينة رشت قولها إنه منذ يوم السبت تم تحذير جميع الطاقم الطبي من التحدث إلى أي شخص حول فيروس كورونا، كما وضعت حسابات “إنستجرام” للطاقم الطبي تحت المراقبة، حتى لا يتم نشر أيّ خبر، وأضافت الممرضة أن المستودعات في رشت خالية من الكمامات والمطهرات، وأشارت “اعتماد” في تقرير آخر إلى أن السيطرة على كورونا بحاجة إلى تعاون الناس والحكومة معًا، وهو أمر غير ممكن في ظل أزمة عدم الثقة، لأن الحكومة لا تقول الحقيقة.
ونوهت صحيفة “اقتصاد بويا” إلى أن الناس يتعرضون للقصف بالأخبار المريرة والمحبطة، معترفة بأنه “لم يتم نشر ثقافة السعادة في السنوات الـ 40 الماضية”، في إشارة لفترة حكم الملالي.
في حين، واصل النظام تعليق فشله على شماعة المؤامرة، حيث هاجمت صحف الولايات المتحدة، زاعمة أنها تريد نشر الخوف من إيران بعد تفشي كورونا، كما اعتبرت صحيفة “خراسان” أن أخبار تصدير كورونا من إيران إلى بلدان أخرى مؤامرة أيضًا.