الدولية

نهاية المشوار السياسي لأردوغان

البلاد – رضا سلامة

قال الرئيس التركي أردوغان، أمس السبت، إنه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إفساح الطريق للجيش التركي ليتعامل مع النظام السوري بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن “عدد الجنود الذين قتلوا في إدلب كان 36” وأن “تلة الشهداء لن تبقى فارغة”، في إشارة إلى إحباطه من الدعم الروسي المتواصل لقوات النظام السوري، وإلى استمرار تدخلاته في سوريا حتى لو أدى ذلك إلى سقوط المزيد من الضحايا في صفوف الجيش التركي، تصاعد التوتر على الحدود التركية مع اليونان وبلغاريا بعد تنفيذ أردوغان لابتزازه لأوروبا بإغراقها بطوفان لاجئين، وعلى ضوء ذلك تساءل تقرير لوكالة “بلومبرغ”: هل اقتربت نهاية أردوغان؟، مستعرضًا الوضع الصعب للرئيس التركي داخليًا وخارجيًا، الذي يقربه أكثر من أي وقت مضى لنهاية مشواره السياسي.

وقال أردوغان، أمس السبت، إنه طلب من بوتين أن “يبتعد عن طريقنا” في إدلب، بينما أكدت وزارة الخارجية الروسية أنه “جرى التركيز من الجانبين على الحدّ من التصعيد على الأرض مع مواصلة مكافحة الإرهابيين المعترف بهم كذلك من مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة”، في مؤشر لرفض الطلب الأردوغاني وربط خفض التصعيد في إدلب بإيفاء الرئيس التركي بتعهداته في سوتشي عام 2018، خاصة فصل المعارضة السورية المعتدلة عن من يوصفون بالمتطرفين والإرهابيين.

وواصلت تركيا لليوم الثاني على التوالي فتح حدودها أمام اللاجئين السوريين للنزوح إلى أوروبا، السبت، وأظهرت مشاهد منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي توفير سلطات أنقرة سيارات لنقلهم مجانًا من الحدود السورية التركية إلى القرى المجاورة للحدود اليونانية، ومنع عناصر حرس الحدود اليونانيون مئات المهاجرين من دخول البلاد، حيث وقعت اشتباكات بينهم ومهاجرون سوريون على الحدود مع تركيا، وتوجه رئيس الأركان العامة اليوناني ووزير الداخلية إلى المنطقة، بينما أكدت الحكومة رفع التأهّب على الحدود “إلى أقصى درجة ممكنة”.

وكان رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف قد قال إن بلاده تشدد الإجراءات الأمنية على طول حدودها الجنوبية الشرقية مع تركيا، بعدما توجهت مجموعات من المهاجرين في تركيا نحو الحدود.

وكان أردوغان قد قرر عدم منع اللاجئين السوريين من الوصول إلى أوروبا سواء برًا أو بحرًا بعد سقوط جنوده في إدلب، الخميس، في رد على ما يعتقد أنه تخلي دول القارة عن دعمه هناك، بينما رد الناتو بأن عمليته العسكرية لم تحظي بإذن من الحلف.

وذكر تقرير وكالة “بلومبرغ” أنه بعد مقتل عدد كبير من جنود تركيا في سوريا بهجوم هو الأكثر دموية على جيشها منذ عقود، بات أردوغان في وضع صعب داخليًا وخارجيًا ، معتبرًا أن هذا الموقف هو نتيجة سنوات من السياسات الخاطئة التي تركته وحيدًا معزولًا وسط انهيار اقتصادي غير مسبوق، ومشيرًا إلى أن فتح معابر تركيا لمرور اللاجئين السوريين إلى أوروبا ليست ورقة رابحة وسوف تفشل سريعًا.

وجاء في التقرير أن أردوغان على علم بأن رفاقه في حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك الولايات المتحدة، ليسوا مستعدين للخوض في مستنقع إدلب، كما كان مدركًا بأن حليفه الآخر، بوتين، يدعم في هذه المعركة خصم أنقرة بقوة، وانتهى الأمر بأردوغان إلى تجنب أي تحدٍّ مباشر لروسيا.

وبحسب “بلومبرغ”، علاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي متوترة بسبب عقود من الخلافات حول مسائل أساسية مثل جزيرة قبرص، كما جلبت الحرب السورية تحديات جديدة إلى علاقات الطرفين، وأنه عند دراسة الخيارات المتاحة أمام تركيا، كان على أردوغان أن يضع في الحسبان حالة الاقتصاد المتداعية في بلاده، حيث وضع الليرة هش ومستويات التضخم والبطالة مرتفعة واختلالات الموازين التجارية الخارجية في تزايد، مما يضع البلد على مسار انهيار اقتصادي.

وخلص التقرير إلى أن تعثر الاقتصاد ومغامرات تركيا العسكرية في سوريا وليبيا وتوتر العلاقات مع روسيا والغرب ودول عربية سيؤثر سلبًا في نهاية المطاف على صناديق الاقتراع لغير صالح أردوغان، مما قد يعني نهاية مشواره السياسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *