الإقتصاد

خسائر كورونا يربك الاقتصاد العالمي

القاهرة – هاشم آل هاشم

مع تسارع وتيرة انتشار فيروس كورونا حول العالم، حيث سجلت أعداد الإصابة بالفيروس القاتل على مستوى العالم ما يزيد على 80 ألف حالة في نحو 50 دولة, وتوفي نحو 2800 شخص ، تصاعدت الخسائر الاقتصادية في العديد من القطاعات الاقتصادية ، لا سيما أن الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم ، مما أثر على حركة الاقتصاد العالمي، ليصنف خبراء الاقتصاد بأنه أكثر الفيروسات التي أضرت بالاقتصاد العالمي في العصر الحديث بل فاق فيروس “سارس” الذي ضرب الصين في عام 2002 ، من حيث الخسائر المادية التي تعرضت لها دول العالم.

بورصة أوروبا
وأدى انتشار الفيروس في عدة دول أوربية منها دول بالاتحاد الأوربي على سبيل المثال كألمانيا واسبانيا وإيطاليا إلى تراجع البورصات الأوربية بشكل عام، حيث فقد مؤشر ستوكس 600 أوروبا أكثر من 1.8% من قيمته أي ما يعادل خسائر تقدر بنحو 700 مليون دولار منذ ظهور الوباء في أوروبا.

كما سجل سهم كومرتس بنك الألماني المدرج على مؤشر قطاع البنوك الأداء الأسوأ، وهوى السهم في ختام التعاملات لشهر فبراير المنصرم بنسبة 5.8%.، كما هبط مؤشر داكس الألماني بنسبة 1.9%. بينما هبطت أسهم إيطاليا بنسبة 1.4% لتواصل هذه الأسهم بذلك خسائره الفادحة.

وسجلت أسواق الأسهم في أنحاء العالم تراجعا بشكل حاد وسط مخاوف من أن تؤدي القيود المتزايدة على السفر إلى الحد من النشاط التجاري، بل يتوقع خبراء الاقتصاد أن يتكبد الاقتصاد العالمي، كورونا خسائر تفوق 160 مليار دولار كرقم أولي.

أثرياء العالم
وفي تقرير نشرته وكالة «بلومبرج» أكد أن أغنى أثرياء العالم خسروا نحو 139 مليار دولار، من بينهم «جيف بيزوس» مؤسس ورئيس شركة أمازون، ولفتت الوكالة إلى أن هذه الخسائر تعد الأكبر لمليارديرات العالم منذ أكتوبر 2016 بعد انهيار البورصات العالمية.

وأشارت «بلومبرج» إلى أن «جيف بيزوس» مؤسس شركة «أمازون»,وبرنارد أرنو رئيس ومؤسس مجموعة «لويس فيتون» خسر ما يعادل ,4.8 مليار دولار, فيما خسر مالك مجموعة الملابس «زارا» أمانسيو أورتيجا 4 مليارات دولار,أما مارك زوكربيرج مؤسس «فيسبوك» فقد خسر 3.48 مليار دولار.

القطاع التكنولوجي
من أكثر القطاعات الاقتصادية تأثراً بانتشار فيروس كورونا القطاع التقني ، حيث خسرت شركة “أبل”عملاق صناعة الهواتف الذكية 65 مليار دولار و أمازون حوالى 43 مليار دولار ، وشركة جوجل حوالى 44 مليار دولار وشركة مايكروسوفت حوالى 58 مليار دولار خلال شهر فبراير المنصرم.

كما تراجعت أسهم شركة “أبل” بنسبة 2.6% من قميته السوقية في الولايات المتحدة وذلك بالتزامن مع اعتراف الشركة بأن انتشار فيروس كورونا أضر بها أكثر مما كان متوقعا.

وذكر تقرير نشرته صحيفة ” واشنطن بوست ” الأمريكية أن انتشار الفيروس في الصين خلال الفترة الماضية قلل من عدد الأجهزة التي يتم تصنيعها في الصين ومنها هواتف آيفون.، مضيفة أن الشركة تتوقع أن إيراداتها لن تقترب من الرقم الذي حققته في الشهر الماضي.

وأعلنت شركة فيسبوك أنها تعرضت لخسائر تقد بـ 27 مليار دولار جراء انتشار الفيروس لتراجع الإعلانات بالموقع الشهير، مما ترتب عليه إلغاء مؤتمر المطورين السنوي F8 بسبب المخاوف الناجمة عن تفشي فيروس كورونا، لتنضم بذلك إلى العديد من الفعاليات التي أُلغيت حتى الآن بسبب الفيروس القاتل، حيث كان من المقرر عقد المؤتمر في يومي 5 و 6 مايو القادم.

يُشار إلى أن مؤتمر F8 ليس أول حدث تقني كبير يُلغى بسبب تفشي فيروس كورونا، إذ أُلغيت مؤتمرات أخرى، مثل: المؤتمر العالمي للجوال MWC 2020، ومؤتمر مطوري الألعاب GDC 2020.

السياحة العالمية
ومن بين القطاعات المتأثرة كذلك قطاع السياحة والسفر، بعد أن تسبب في تقييد حركة السفر في عدة بلدان وإلغاء العديد من الأشخاص لخطط السفر الخاصة بهم، حيث يعتمد الاقتصاد العالمي بشكل أكبر من ذي قبل على إيرادات السياحة التي وصلت في عام 2018 إلى تريليون و700 مليار دولار، وتوفر نحو 3189 مليون وظيفة حول العالم.

وتسبب ظهور فيروس كورونا وانتشاره في العديد من الدول في إلغاء العديد من رحلات الطيران وتخلي الكثيرون عن خطط السفر، ليصبح قطاع السياحة والسفر، في مقدمة القطاعات المتضررة .

وكانت رئيسة المجلس العالمي للسفر والسياحة غلوريا غيفارا ، قد قالت إن وباء كوفيد-19 سيؤدي إلى خسائر، بقيمة 22 مليار دولار، لقطاع السياحة العالمي، مع تراجع نفقات السياح الصينيين، لكن الفاقد يمكن أن يصل إلى 49 مليار دولار إذا امتدت الأزمة الحالية مثلما حدث مع أزمة سارس في 2003 و73 مليار دولار إذا طالت أكثر ، ومما فاقم من سوء الأوضاع، هو أن هذه الظروف تزامنت مع احتفالات السنة القمرية الجديدة التي كان من المفترض أن تشهد قيام أكثر من 400 مليون صيني بالسفر للاحتفال بهذه المناسبة وغيرهم الكثير.

وتعد الصين رابع أكبر وجهة للسياح بعد كل من فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة، إذ استقبلت في 2018 أكثر من 141 مليون سائح، بمن فيهم أولئك القادمون من هونغ كونغ وتايوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *