الدولية

مسؤولون فلسطينيون لـ «البلاد »:  «حرب الاستيطان» تعزل القدس

البلاد – مها العواودة

قبل أيام قليلة من انطلاق قطار الانتخابات الإسرائيلية المقررة مطلع مارس القادم، أشعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حرب الضم والاستيطان المسعورة كوقود لحملته الانتخابية، وذلك لكسب المزيد من الأصوات اليمينية لضمان فوزه في تشكيل الحكومة الجديدة، ونجاته من قضايا الفساد والملاحقة التي باتت تهدد مستقبله السياسي وتتوعده بالسجن.

مسؤولون فلسطينيون ومراقبون، أكدوا لـ”البلاد” أن تكثيف نتنياهو لتوسعه الاستيطاني وعمليات التهويد التي تركزت بشكل جنوني في مدينة القدس المحتلة، تهدف لفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على القدس المحتلة بشطريها الشرقي والغربي، ما يمهد لفوز نتنياهو في الانتخابات، خاصة وأن عمليات الضم والاستيطان تسارعت بعدما اعتبرت الإدارة الأمريكية القدس عاصمة موحدة لإسرائيل متجاهلةً الحقوق الفلسطينية، مشيرين أن هذه الخطوات الإسرائيلية تحول دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967،

وقد تفجرت الأوضاع الميدانية، والانزلاق نحو اندلاع انتفاضة جديدة في وجه التغول الاستيطاني. أكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، أن نتنياهو يواجه أزمتين، تتمثلان في الفوز في الانتخابات، وقضايا الفساد التي تلاحقه، ويحاول من خلال التوسع الاستيطاني، باعتباره المخرج الوحيد لنتنياهو من أزماته،

ويسعى لأن يحسم لصالحه تشكيل الحكومة الجديدة من خلال الفوز بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات القادمة، والحصول على الحصانة البرلمانية داخل الكنيست الإسرائيلي لضمان عدم ملاحقته في قضايا الفساد، وليظهر أمام الشارع الإسرائيلي بأنه رجل قوي قادر على حماية إسرائيل.

ونوه إلى أن نتنياهو صادق خلال الأسبوعين الماضيين على إقامة 17 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية، منها 9 آلاف وحدة استيطانية في مطار قلنديا التاريخي، والتي ستعزل مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني، إضافة إلى مشروع بناء خط سكة حديد من مطار اللد مباشرة إلى منطقة حائط البراق مخترقًا البلدة القديمة في القدس.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن نتنياهو كان يأمل تطبيق عمليات الضم وفرض السيادة الكاملة على الضفة الغربية قبل الانتخابات الإسرائيلية، إلا أن الإدارة الأمريكية طلبت التأجيل، حتى لاتتهم بمساعدة نتنياهو المباشرة في الانتخابات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *