البلاد – رضا سلامة
خرج العراقيون في تظاهرات حاشدة في ساحات التظاهر في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، أمس (الثلاثاء)، تلبية للدعوة لمليونية رافضة لفساد الطبقة السياسية وهيمنة إيران على مفاصل الدولة وحكومة علاوي التي يصفونها بـ”حكومة الميليشيات الإيرانية”، بينما تراجع مقتدى الصدر عن مليونيته المضادة خشية من كورونا.
وعلى الرغم من تحديد البرلمان، غدًا الخميس، موعدًا لجلسة الثقة بحكومة رئيس الوزراء المكلف، إلا أن شخصيات سياسية أفادت بأن مفاوضات كتل برلمانية وسياسية لم تصل لتوافق بعد مع علاوي، الذي يروج إلى أن هناك مخططا لإفشال تمرير حكومته عن طريق دفع مبالغ باهظة للنواب، لعلمه بأنها ستسقط.
وتوافد المتظاهرون على ساحة الاحتجاجات الرئيسية في التحرير ببغداد، مؤكدين الإصرار على مواصلة الحراك، وتوافدت أعداد كبيرة من المعتصمين إلى ساحة الحبوبي في الناصرية تلبية لدعوة التظاهرة المليونية، وهم يرددون شعارات تؤكد على المطالب الشعبية واستمرار الاعتصام لحين تحقيق هذه المطالب، حيث أقدم عشرات المتظاهرين على قطع تقاطع البهو وسط المدينة أمام حركة سير السيارات،
بينما نظم طلبة في جامعة البصرة مسيرة انطلقت من منطقة الجبيلة وصولًا لساحة البحرية وسط المدينة، في إطار مساندة التظاهرات التي دعت إليها ساحات الاعتصام للتأكيد على المطالبة بحكومة مستقلة وغير متحزبة ولا تخضع للمحاصصة، وارتدى العديد من الطلبة كمامات لتوجيه رسالة توعوية للمواطنين بضرورة ارتدائها للوقاية من فيروس كورونا، كما خرجت تظاهرات مماثلة في عموم محافظات الوسط والجنوب.
في المقابل، علّق مقتدى الصدر أمس دعوة أنصاره إلى الخروج في احتجاجات بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا، وذلك إثر تأكيد وزارة الصحة العراقية على المواطنين تجنب التجمعات العامة بعد إعلانها عن أول إصابة في النجف لمواطن إيراني، و4 إصابات في كركوك لعائلة كانت قادمة من إيران.
من جهته، أكد عضو مجلس النواب عن تحالف القوى العراقية عبد الله الخربيط، أن الحوارات مستمرة ومتواصلة بين القوى السياسية، ورئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، لكن من دون الوصول إلى أي نتائج لغاية الساعة، موضحاً أن “القوى السياسية وعلاوي أدركوا جيدًا أنه لا يمكن عقد جلسة لتمرير الحكومة الجديدة، مع مقاطعة كتل سياسية كبيرة ومؤثرة من مكونات رئيسية، وجلسة يوم الخميس، ربما تفشل من جديد، إذا فشلت الحوارات الجارية، فلا تصويت من دون إرضاء الشركاء”.
وفي مؤشر على صعوبات تواجهه في طريق تمرير تشكيلته الحكومية، ادعى علاوي ما وصفه بـ”المخطط” لإفشال تمرير حكومته عن طريق دفع مبالغ باهظة للنواب، موضحًا أن هناك مخططًا لإفشال تمرير الحكومة بسبب عدم القدرة على الاستمرار في السرقات، بحسب تعبيره، لأن الوزارات ستدار من قبل وزراء مستقلين ونزيهين، وأن هذا المخطط يتمثل بدفع مبالغ باهظة للنواب وجعل التصويت سريًا، مضيفا أنه يأمل أن تكون هذه المعلومة غير صحيحة.
وتواجه حكومة علاوي العديد من العقبات لتمريرها في ظل انتقادات من مكونات أساسية لمنهجه في اختيار المرشحين.