الدولية

الانتخابات وكورونا يعمقان مأزق الملالي

البلاد – عمر رأفت

يتعامل النظام الإيراني مع الانتخابات البرلمانية التي أجريت الجمعة، تمامًا كمرض كورونا حيث تتضارب الأرقام ويمارس النظام الكذب لتجميل صورته المفضوحة بعشرات التقارير الموثقة.

عن الانتخابات، حيث أكدت تقارير من آلاف الدوائر الانتخابية في 31 محافظة مقاطعة واسعة النطاق للشعب الإيراني لـ”مسرحية الانتخابات” البرلمانية، وواصل النظام تخبطه بإعلان نسب تصويت متضاربة وتضخيم الأرقام لمحاولة شرعنة استيلاء أنصاره على 70% من المقاعد، مقابل 10% لمن يسمون “الإصلاحيون”، و20% للمستقلين، بعدما استبعد مجلس صيانة الدستور قرابة نصف المرشحين المشكوك في معارضتهم للنظام أو حتى استقلاليتهم .

وأفادت منظمة “مجاهدي خلق” المعارضة لنظام الملالي في تقرير أن عموم المدن الإيرانية شهدت عدم إقبال على الانتخابات، مثل طهران وكرج وشهريار ورباط كريم وإسلام شهر وقدس وأصفهان ونجف آباد ، فيما قالت صحيفة “بيلد” الألمانية: إن الانتخابات البرلمانية شهدت حالة من المقاطعة للشعب الإيراني، لرفضهم التصويت للإرهابيين، وأن ذلك بمثابة كابوس للنظام.

وعن كورونا، وسط تزايد القلق من تستر الحكومة على العدد الفعلي للضحايا والإصابات المسجلة بالفيروس، هاجم النائب محمود صادقي، السبت، سلوك النظام تجاه خطر كورونا قائلًا: “بعد التستر على مقتل المواطنين جراء الأحداث الفظيعة في نوفمبر الماضي، وبعد ثلاثة أيام من الكذب، بشأن إسقاط الطائرة الأوكرانية، الآن وصل الدور إلى التستر على تفشي فيروس كورونا”.

وكانت وسائل إعلام تركية قد أعلنت أن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، قال إن نظيره الإيراني أبلغه خلال اتصال هاتفي، بأن عدد الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا في بلاده وصلت إلى 758 حالة، بينما قال مواطنون في مدينة قم إن عدد الضحايا لا يقل عن 12 شخصًا، والمصابين في المدينة فقط أكثر من 200 شخص، ما يؤكده إغلاق المدارس والجامعات في قم ودعوة مسؤولي الصحة إلى تعليق كافة التجمعات الدينية هناك.

وبينما يحاول النظام التستر على التلاعب بالانتخابات والإخفاق في مكافحة كورونا، دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إيران للتصرف كدولة طبيعية إذا أرادت فك عزلتها، وشدد على ضرورة أن يواجه النظام الإيراني عواقب عدم امتثاله المستمر للمعايير الدولية وتمويله للإرهاب، والتدخل في شؤون المنطقة.

وتعليقًا على هذا، قال أحمد فاروق، الباحث في الشأن الإيراني، أن العالم يبدو أنه أمام واحدة من أدنى الدورات الانتخابية مشاركة في إيران رغم تمديد ساعات الاقتراع إلى منتصف الليل.
وأضاف أن المشاركة الشعبية لم تتجاوز نسبة 25% من الناخبين.

فيما قال علي قاطع الأحوازي، مدير المرصد الأحوازي لحقوق الانسان إنه لا يمكن اعتبار ما حدث في إيران انتخابات، إنها مسرحية لا تعد تنطلي على المواطن في إيران ولا على أي انسان حر ومنصف يعرف المعايير الحقيقية لعملية الانتخابات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *