الإقتصاد

ولي العهد يوجه بأولوية تخصيص إنتاجه للقطاعات المحلية

الرياض- واس

عقدت اللجنة العُليا للمواد الهيدروكربونية اجتماعاً، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء في 26 جمادى الآخر 1441 هـ الموافق 20 / 2 / 2020م ، واطلعت على خطط تطوير حقل الجافورة العملاق في المنطقة الشرقية، الذي يعد أكبر حقل للغاز غير المصاحب، وغير التقليدي، يتم اكتشافه في المملكة بطول 170 كيلومتراً، وعرض 100 كيلو متر، ويقدر حجم موارد الغاز في مكمنه بنحو 200 تريليون قدم مكعب من الغاز الرطب، الذي يحتوي على سوائل الغاز في الصناعات البتروكيماوية والمكثفات ذات القيمة العالية.

وقد أثنى سمو ولي العهد، على جهود الشركة الوطنية “أرامكو السعودية” في تطوير الحقل، بحجم استثمارات تصل إلى 110 مليارات دولار (412 مليار ريال) ستؤدي مراحل تطويره إلى تزايد إنتاج الحقل من الغاز تدريجياً ليصل في حال اكتمال تطويره إلى 2.2 تريليون قدم مكعب عام 2036 تمثل نحو 25 بالمائة من الإنتاج الحالي. وبسبب خاصية الحقل سيكون قادراً، بإذن الله، على إنتاج نحو 130 ألف برميل يومياً من الإيثان تمثل نحو 40 بالمائة من الإنتاج الحالي ونحو 500 ألف برميل يومياً من سوائل الغاز والمكثفات اللازمة للصناعات البتروكيماوية تمثل نحو 34 بالمائة من الإنتاج الحالي.

ووجه سموه بأن تكون أولوية تخصيص إنتاج الحقل من الغاز وسوائله للقطاعات المحلية في الصناعة والكهرباء وتحلية المياه والتعدين وغيرها؛ لمواكبة معدلات النمو الطموحة وفق رؤية 2030.

وأشار سمو ولي العهد إلى أن تطوير الحقل سيحقق طوال 22 عاماً من بداية تطويره دخلاً صافياً للحكومة بنحو 8.6 مليار دولار سنوياً (32 مليار ريال) ويرفد الناتج المحلي الإجمالي بما يقدر بـ 20 مليار دولار (75 مليار ريال) سنوياً ويؤدي إلى توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للمواطنين في تلك القطاعات وغيرها. وسيجعل المملكة أحد أهم منتجي الغاز في العالم؛ ليضاف إلى مركزها كأهم منتج للبترول. وسيؤدي تطوير الحقل إضافة إلى برامج المملكة في تطوير الطاقات المتجددة إلى تحقيق المزيج الأفضل لاستهلاك أنواع الطاقة محلياً، ويدعم من سجلها في حماية البيئة واستدامتها.

وأكد سموه، حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله- على استمرار جهود التنمية والتنويع الاقتصادي، واستغلال الميزات النسبية في المملكة، وتعزيز مكانتها الرائدة في سوق الطاقة العالمي.
وتواصل أرامكو السعودية تعزيز احتياطيات المملكة من الغاز الطبيعي، باكتشاف حقول جديدة، وإضافة مكامن جديدة في الحقول الموجودة وتحديد المكامن والحقول القائمة وإعادة تقييمها؛ حيث طورت على مدى الأعوام الماضية عددًا من مرافق الغاز، وفقًا لإستراتيجية التوسع في هذا المجال الحيوي.
ويعد معمل الغاز بالفاضلي أحد المرافق الإنتاجية المهمة، التي تعزز التأثير الكبير لقدرات أرامكو وريادتها، ليس فقط على مستوى زيادة إمدادات الغاز، إنما أيضا على مستوى النمو الاقتصادي وتطوير قدرات الموارد البشرية الوطنية، وتقليل الانبعاثات.
وبعد الانتهاء، سيصبح معمل الغاز في الفاضلي عنصرًا رئيسًا في شبكة الغاز الرئيسة في المملكة، ليرفع من مستوى الإمدادات الحالية من 8.8 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من غاز البيع كما في عام 2015م إلى 12.2 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم بحلول العام القادم 2021م.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمحطة الكهرباء التي تعمل بنظام “الإنتاج المزدوج” 1500 ميجاواط سيتم إمدادها إلى الشبكة الوطنية شاملة 250 ميجاواط لمعمل الغاز، وتعادل الكهرباء التي سيولدها المعمل استهلاك 1.4 مليون شخص. كما يتوقع أن ينتج المعمل أيضًا 1447 طنًا في الساعة من البخار، و 768.8 طنًا في الساعة من الماء سيتم إمدادها إلى أرامكو السعودية.

تصدير الغاز قريبا
وكان سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، قد أعلن مؤخرا أن المملكة تستهدف تصدير الغاز، مشيراً إلى الإعلان قريباً عن “موضوع سيكون مفخرة في قطاع الطاقة” يتعلق بكشف كبير للغاز الطبيعي وإنتاج البتروكيماويات للتصدير، وأشار في كلمته أمام مؤتمر سابك 2020 الذي اختتم قبل أيام، إلى التوجه لإنتاج الطاقة الكهربائية في السعودية باستخدام الغاز ومصادر الطاقة المتجددة كالرياح في إطار خطط التنوع بعيداً عن النفط وأيضا التزاماً بالمعايير البيئية ومواجهة التغير المناخي.

وخلال جولته التفقدية في مرافق المعمل، أعرب رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، في حفل تكريم لفريق المشروع عن سعادته بمستوى الإنجاز والأداء في معمل الفاضلي، الذي يُعد إضافة نوعية لأعمال الشركة ومنشآتها، معبّرًا عن فخره بالكفاءات الوطنية التي تعمل على إدارة وتشغيل أحد أحدث منشآت معالجة الغاز، والتي تُعد مفخرة وطنية وإضافة مهمة لشبكة الغاز الرئيسة في المملكة، من خلال ما تضمنته من تقنيات جديدة وأساليب مبتكرة تعزز الأداء التشغيلي والبيئي، وفي الوقت نفسه تُسهم بدور كبير في رفع طاقة معالجة وإمدادات الغاز بما يدعم أهداف التنمية الصناعية والاقتصادية في المملكة، حيث يتوقع أن ترتفع طاقة المعالجة في شبكة الغاز الرئيسية من 15.5 إلى 18 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم.

وبحسب المهندس الناصر ، فإن ماحققته الكفاءات الوطنية سواءً كانت من الشباب الجدد أو من ذوي الخبرة من إنجازات بهذا الحجم ، تعكس تميّز الشركة في تطوير الموارد البشرية الوطنية بمعايير عالمية لتلبية المتطلبات الفنية والإدارية والتشغيلية في مختلف قطاعات الإنتاج. كما أن المشروع يبرز روح الفريق والتكامل عبر قطاعات العمل المختلفة لتحقيق جودة عالية ووفورات ضخمة في التكاليف.

معالجة قياسية
وفي سياق تميّز أداء المعمل، من المتوقع أن يرفع معمل الغاز الجديد في الفاضلي طاقة معالجة الغاز بمقدار ملياري قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام في اليوم من حقل الحصباة، وإلى نصف مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام في اليوم من حقل الخرسانية. وتتسم هذه الحقول بمكامن عالية الإنتاجية تم تطويرها باستخدام آخر ما توصلت إليه تقنيات الحفر والإنتاج وإدارة المكامن، وأسهمت بشكل ملحوظ في تقليل التكلفة الرأسمالية للمشروع.

وبطاقة معالجة تبلغ 2.5 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الخام، يعالج معمل الغاز في الفاضلي الغاز القادم من الحقول البرية والبحرية، ويمد شبكة الغاز الرئيسة بمقدار 1.57 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من غاز البيع، إضافة إلى 470 مليون قدم مكعبة في اليوم من الغاز ذي المحتوى الحراري المنخفض إلى شركة فاضلي لتوليد الطاقة. وسيكون معمل الغاز في الفاضلي أول معمل لأرامكو السعودية يعالج الغاز غير المصاحب من الحقول البرية والبحرية معًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *