وصل صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية في زيارة رسمية اليوم، استهلها بلقاء معالي وزير الخارجية الألماني هيكو ماس بمقر وزارة الخارجية الألمانية.
وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وسبل التنسيق والتعاون المتبادل إزاء الملفات الإقليمية والدولية.
عقب اللقاء أجرى الوزيران مؤتمرا صحفيا مشتركا، نوه سمو وزير الخارجية خلاله بالعلاقات التي تربط المملكة العربية السعودية بجمهورية ألمانيا الاتحادية ووصفها بالتاريخية والمتينة، مؤكداً أن هناك تعاوناً وثيقاً بين البلدين في مجالات عدة منها المجال الاقتصادي والتشاور السياسي، معرباً عن تطلعه لتكثيف هذا التعاون والدفع به إلى آفاق أرحب في المجالات كافة.
وأدان سموه حادثي إطلاق النار اللذين وقعا في مدينة هاناو الألمانية، مؤكداً تضامن المملكة العربية السعودية العميق مع جمهورية ألمانيا الاتحادية وذوي ضحايا الحادثة، معبرا عن أسفه لما جرى.
وأشار سمو وزير الخارجية إلى أن محادثاته مع نظيره الألماني كانت مثمرة وبناءه وتناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وقال :” هناك اتفاق عام في وجهات النظر حيال ضرورة تغليب الحلول السلمية لحل النزاعات، وتكلمنا أيضاً عن الوضع في اليمن وشرحت لمعاليه التطورات السلبية الأخيرة منها الهجمات الصاروخية التي طالت مدن مدنية من قبل الحوثيين، والتصعيد العسكري المستمر من الجانب الحوثي الذي يدل على عدم جديتهم في البحث عن حل سياسي لهذه الأزمة، ولذلك نشجع جميع الأطراف الدولية الفاعلة للتأكيد على أهمية دعم مسعى التحالف والحكومة الشرعية اليمنية لإيجاد حل سياسي “.
وأثنى سموه على موقف المجتمع الدولي تجاه التصرفات الحوثية فيما يتعلق بالمساعدات والعوائق التي تضعها المليشيا الحوثية لوصول المساعدات إلى مستحقيها في مناطق اليمن التي يسيطرون عليها، مؤكداً أهمية استمرار دعم العمل الإنساني داخل اليمن للرفع من معاناة الشعب اليمني الشقيق.
وأشار سموه إلى أنه بحث مع وزير الخارجية الألماني الأوضاع الإقليمية وبالذات التدخلات الإيرانية في المنطقة، سواء كانت في سوريا أو العراق أو اليمن، مستعرضاً موقف المملكة من أهمية استمرار الضغط على إيران حتى تتجه إلى منحى سلمي وتبتعد عن التدخل في شؤون جيرانها، وحل جميع المشاكل العالقة في هذا المجال.
وأثنى سمو الأمير فيصل بن فرحان على جهود الحكومة الألمانية في مؤتمر برلين فيما يتعلق بحل الأزمة في ليبيا، مؤكداً موقف المملكة العربية السعودية الداعم لهذا المسار ولكل الجهود الطيبة الهادفة إلى حل تلك الأزمة التي سببت كثير من العناء للشعب الليبي.
وقال سموه: كما شرحت لمعاليه أيضاً قلقنا الكبير جداً من إرسال مقاتلين سوريين إلى الشمال الليبي من قبل تركيا لأن هذا يسهم في استمرار عدم الاستقرار في ذاك البلد وإذكاء الصراع، وسوف نستمر في دعم كل الجهود التي تسعى إلى إيجاد حل سلمي بين الأشقاء الليبيين ينهي تلك المعاناة.
من جانبه رحب معالي وزير خارجية الألماني بسمو الأمير فيصل بن فرحان ، مشيراً إلى أن المحادثات شملت ملفات عدة منها استضافة المملكة لقمة مجموعة العشرين، منوهًا بمجالات التطوير التي تشهدها المملكة.
وقال معاليه :” إن المحادثات تطرقت لأبرز ملفات المنطقة، ففي الشأن الإيراني نشعر بالقلق من الانتهاكات التي تقوم بها إيران لبرنامجها النووي لذلك نركز بشكل خاص على المفاوضات والحوار وقمنا بتفعيل آلية فض النزاع لنركز على أننا لسنا مقتنعين بهذه الانتهاكات ونريد أن نزيد الضغط على إيران”.
وفي الشأن اليمني طالب بوقف التصعيد والعودة للحوار والحل السياسي بإشراف الأمم المتحدة.
كما تطرق لجهود برلين في حل الأزمة الليبية مؤكدا أهمية دعم المملكة لجهود ألمانيا في هذا الصدد، ومؤكدا على دور المملكة الحيوي في معالجة أزمات المنطقة.
عقب ذلك أجاب سمو وزير الخارجية ونظيره الألماني على أسئلة الصحفيين.
فحول سؤال عما إذا شملت مباحثات الوزيران بشكل مفصل الدور الإيراني المزعزع لاستقرار المنطقة في ضوء اعتراض المملكة لصواريخ باليستية موجهة لمدنها أطلقتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، أجاب وزير الخارجية الألماني بأنه يشعر بالقلق من زيادة العنف وتصعيد العمليات العسكرية من قبل الحوثيين، وبأن ألمانيا تشجع على الكف عن هذه الأعمال، والتركيز على مسار الحل السياسي برعاية الأمم المتحدة، والعودة لاتفاق ستوكهولم، مشددا على ضرورة أن يسمح الحوثيين للأمم المتحدة بإيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.
من ناحيته أجاب سموه قائلا : بالفعل شرحت لمعاليه خطورة التصعيد الأخير بإطلاق الصواريخ الباليستية على مدن المملكة الذي هو مؤشر على عدم جدية الحوثيين في البحث عن حل سلمي، والدور الإيراني واضح وقد أثبت بأكثر من حالة سواء من الأمم المتحدة وجهات أخرى بتحليل حطام الصواريخ وأيضاً بما يتم ضبطه في البحر، من أسلحة مهربة من الجانب الإيراني إلى الحوثيين، وهذا دلالة أخرى على عدم سعي النظام الإيراني لأي شيء غير زعزعة الأمن في المنطقة.