التشجيع والتحفيز يعدان من أركان الإدارة لتحقيق المنجز بأسرع وقت وأدنى جهد وأقل تكاليف ممكنة من خلال مضاعفة الطاقة الإبداعية والإنتاجية.
والتحفيز أساس أية إدارة ناجحة ويمثل قوة داخلية للإدارات لتتجه نحو تحقيق الأهداف. حيث أن الشكر والثناء والإطراء وتقديم الجوائز والمكافآت والترقيات والترفيعات لمستوى أعلى، هي من أدوات التحفيز التي تزيد الثقة بالنفس ولها الأثر الأكبر على النفوس للعمل بكفاءة والحرص على تحقيق الأهداف المرجوة . وهو ما جعل بعض الإدارات الناجحة تحرص على تكريم المتميزين في حفلات عامة لتأكيد أهمية وجودهم وبيان دورهم وإعطائهم المكانة التي يستحقونها .. ليكونوا قدوة لغيرهم .
لكن الغريب أن نجد بعض من يتسنمون مواقع المسؤوليات في بعض الجهات يستكثرون توجيه خطاب شكر لمبدع أو متفوق في أدائه متميز في عطائه يحقق منجزات لا يحققها غيره .. لأنهم يجهلون أساليب الإدارة الناجحة التي تقود إلى النجاح والتميز بتحريك العاملين ودفعهم إلى العمل الجاد والتفاعل الإيجابي وتحقيق المزيد من الإنتاجية. ومبرر أولئك المديرين الذين يحجمون عن التشجيع والتحفيز بأن ذلك من صميم عملهم الوظيفي، وضمن واجبهم الأساسي ويساوونهم بالخاملين القابعين في مواقعهم برتابة وضعف أداء، وهذا مكمن الخلل.
والأدهى من ذلك عندما تحرص بعض الجهات على مكافأة الحاصلين على الامتياز في التقدير السنوي ثم يحدد العدد المطلوب سلفاً بصرف النظر عن أية اعتبارات أخرى أو وجود معايير دقيقة فالأهم لديهم التكريم المبتور لهذا العدد المعين فقط ! وهنا يغيب التقييم الصحيح ليبرز جانب الترشيح العاطفي الذي يخضع لمزاجية من يقوم بالاختيار بلا ضوابط ولا اعتبارات سليمة ودقيقة ، فتتحكّم فيها الأهواء. والمفترض أن يحصل على الامتياز كل من يستحقه فعلياً بتميّز الأداء وجودة العطاء واستمرارية الارتقاء بالمنجز.
فليس من المقبول أن يكون الموظف في درجة الامتياز ثم تنقّص درجاته دون ذلك لأن العدد محدود فذلك أمر مستغرب يناقض مفهوم التحفيز المطلوب. كما يعطي بعداً لمستوى الإدارة المتردي مهما كانت التبريرات. ومن واجب تلك الإدارات أن تستوعب الأهداف وأن تطّلع على أسس علم وفن الإدارة الواعية ومعرفة معاني وأبعاد التشجيع والتحفيز على أسسه الصحيحة.