الدولية

أردوغان يستفز الأكراد.. وضغوط إدلب تحاصره

البلاد – رضا سلامة – عمر رأفت

فيما تستمر تركيا في استفزاز الأكراد في الشمال السوري عبر القصف المتواصل للقرى بمساعدة فصائل سورية موالية لأنقرة، إذ قصفت قرى تل مضيق، وتل جيجان، وحليصة، وبينه في شمالي محافظة حلب، التي تقع ضمن مناطق انتشار القوات الكردية، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وصف بشار الأسد تهديدات أردوغان له بعملية عسكرية كبرى، لإجباره على الانسحاب من المناطق التي سيطر عليها حديثًا والعودة إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية قبل نهاية الشهر الجاري بأنها “فقاعات صوتية فارغة”.

وشدد الأسد على استمرار المعركة التي وصفها بـ”تحريرِ ريفِ إدلب وحلب وكلِ التراب السوري”، فيما تتزايد الضغوط على أردوغان حيث تتعثر حملته العسكرية في إدلب، ومفاوضاته مع روسيا حولها لم تمنحه ما يحفظ ماء وجهه، وتخلى الناتو عن دعمه، بينما تتصاعد المعارضة في الداخل لمغامراته الخارجية، ما دفعه للقيام بحملة اعتقالات جديدة، أمس الثلاثاء، والشماعة التي يعلق عليها ممارساته القمعية هي الانقلاب الزائف في 2016.

وفي محاولة يائسة للضغط لوقف تقدم جيش النظام السوري المدعوم روسيا في إدلب وحلب، واصل أردوغان إرسال تعزيزاته إلى الأراضي السورية التي دخلها رتل تركي جديد، أمس (الثلاثاء)، عبر معبر كفرلوسين الحدودي يتألف من نحو 70 آلية من دبابات وراجمات صواريخ ومدرعات تجاه عمق إدلب، وبذلك، يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة “خفض التصعيد” منذ 2 فبراير الجاري إلى أكثر من 2225، وبلغ عدد الجنود الأتراك المنتشرين في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر من 7000 جندي.

وبالتوازي، لم تسفر المفاوضات التركية الروسية حول التصعيد في إدلب، الثلاثاء، عن إحراز تقدم ملموس، حيث ترهن موسكو فرملة تقدم جيالأمر ش النظام السوري بوفاء أنقرة بتعهداتها بالفصل بين التنظيمات الإرهابية والمعارضة السورية المعتدلة في إدلب، الذي فشلت فيه تركيا منذ توقيع اتفاقية سوتشي عام 2018.

من جانب آخر، أكد حلف الناتو أنه لن يتدخل للرد على مقتل جنود أتراك في شمال غرب سوريا، كما لن يدعم مخططات أردوغان بشأن إدلب، وأشار مصدر في الناتو إلى أن الحلف لا ينوي تقديم الدعم العسكري لأنقرة في حال قيامها بعملية عسكرية في شمال سوريا، مؤكدًا أن “دول الناتو لن تدعم تفعيل البند الخامس بسبب مقتل عسكريين أتراك في إدلب مطلع فبراير”، مشددًا على أن الحلف “لا ينظر في إمكانية تقديم مساعدة عسكرية لتركيا في حال القيام بعملية في هذه المنطقة”.

وردًا على تزايد المعارضة في الداخل لمغامراته الخارجية وتدهور أوضاع الاقتصاد والحريات، نفذ أردوغان موجة اعتقالات جديدة لمعارضيه، أمس، إذ أمر ممثلي الادعاء المعنيين بالتحقيق في شؤون الجيش ووزارة العدل بالقبض على 228 شخصًا، وجاء التبرير كالعادة بمزاعم عن الاشتباه في صلاتهم بشبكة “عبد الله جولن”، التي تدعي أنقرة دون تقديم أدلة صلتها بمحاولة الانقلاب في يوليو 2016.

وأفادت وكالات تركية رسمية بأن ممثلي الادعاء أمروا، في أحدث خطوة متعلقة بالتحقيق في أنشطة أفراد القوات المسلحة التركية، باعتقال 157 شخصًا من بينهم 101 لا يزالون في الخدمة، وأشارت إلى أن العملية تتركز في إقليم ازمير غرب البلاد لكنها تشمل 43 إقليمًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *