الدولية

الطب الشرعي يكذب روحاني: الحكومة مسؤولة عن قتلى الاحتجاجات

البلاد – رضا سلامة – عمر رأفت

فضحت تصريحات متضاربة تحايل النظام الإيراني لإخفاء أعداد قتلى تظاهرات نوفمبر الماضي، التي اندلعت في عموم البلاد احتجاجًا على الغلاء وتردي الأوضاع المعيشية، حيث رد رئيس منظمة الطب الشرعي الإيراني عباس مسجدي آراني، أمس (الاثنين)، على تصريحات الرئيس حسن روحاني قائلًا إن الحكومة هي المسؤولة عن إعلان قتلى الاحتجاجات. وقال إن “على الحكومة أن تعلن عن إحصائيات قتلى احتجاجات نوفمبر الماضي، حيث إنه وفقًا لقرار مجلس الأمن القومي، فإن الحكومة هي المسؤولة عن الإعلان عن هذه الإحصائيات”.

وكان روحاني قال الأحد “إن أعداد القتلى في الاحتجاجات كانت تحت تصرف الطب الشرعي في البلاد وينبغي علیهم الإعلان عن ذلك، إذا كانت واضحة لديهم”، بينما نوهت مصادر متطابقة أن رئيس منظمة الطب الشرعي أكد أيضًا إخطاره السلطات المختصة بما لديه من إحصائیات.

ولأكثر من ثلاثة أشهر، منذ بدء الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد في نوفمبر الماضي، رفض المسؤولون الحكوميون والقضاء الإبلاغ عن أعداد القتلی والمعتقلین، بينما أفادت تقارير إعلامية، أن نحو 1500 شخص قتلوا في الاحتجاجات، كما أكد وزير الداخلية الإيراني، في تصریح له، أن قوات الشرطة أطلقت النار بشكل مباشر علی رؤوس وأجسام المتظاهرین.

وبينما يستمر النظام في إخفاء عدد قتلى الاحتجاجات، أظهرت نتائج استطلاع للرأي، أجراه معهد بحثي تابع لجامعة طهران، أن ما يزيد على 75% من سكان العاصمة، لن يصوتوا بالانتخابات البرلمانية المزمعة إجراؤها في 21 فبراير الجاري.

وكشفت نتائج الاستطلاع الجديد أن 24% فقط سيدلون بأصواتهم في انتخابات البرلمان الإيراني، وأعرب قرابة 93% من سكان طهران عن تذمرهم من الوضع الحالي للبلاد مقابل 5% استحسنوا الوضع الراهن، حسب استطلاع جامعة طهران، الذي أجري في النصف الأول من الشهر الجاري وشمل 22 منطقة سكنية بالعاصمة.
نتائج الاستطلاع أيدتها مؤسسة “جمان” المتخصصة في دراسات استطلاع الرأي للإيرانيين، وهي مستقلة تتخذ من هولندا مقرا لها، حيث أعلنت أن 81% من سكان إيران البالغ عددهم 83 مليون نسمة لن يشاركوا بانتخابات البرلمان.

وشمل استطلاع جمان نحو 43 ألف شخص من بينهم 90 % يقيمون في إيران، بينما اعتبر 70% أن سياسات النظام الإيراني هي السبب وراء الأوضاع الراهنة، وأكد 76% من المشاركين في الاستطلاع أنهم سيصوتون ضد نظام الملالي شريطة وجود استفتاء حر، وأبدى 56% تضامنهم مع احتجاجات الشوارع ضد النظام داخل إيران.
وكان مئات الطلاب الإيرانيين، تظاهروا داخل حرم جامعة أمير كبير بالعاصمة طهران، احتجاجًا على قمع احتجاجات نوفمبر والوضع الحالي في البلاد، بالتزامن مع اليوم الأربعين لمقتل ركاب الطائرة الأوكرانية بصاروخين أطلقهما الحرس الثوري الإيراني.

ورفع الطلاب شعارات مناهضة للانتخابات مثل “الناس غارقون في الفقر وهم يفكرون في التصويت”، وأخرى مثل “1500 قتيل في نوفمبر” و”الأمن زائف والجمهورية فارغة” و”نوفمبر، يناير، يونيو.. أصدقاء راحوا ضحیة القمع والظلم”، وغيرها من الهتافات، بينما هاجم مغردون إيرانيون دعوة روحاني أخيراً للمشاركة شعبيًا بكثافة في الانتخابات البرلمانية بدعوى عدم إحداث فجوات بين الشعب والنظام، ودشنوا وسومًا بعناوين: “لن نصوت”، و”لا تصويت”، و”إصبع في الدم”، ردًا على دعوة روحاني باعتبارها تبيضًا لوجه النظام الإيراني المتورط بقمع محتجين ومعارضين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *