الدولية

الملالي بين خيارين.. تغيير السلوك أو السقوط

البلاد – رضا سلامة – عمر رأفت

من كل حدب وصوب تتزايد الضغوط على النظام الإيراني بفعل سلوكه العدواني في الداخل والمنطقة والعالم، وبدأ العد التنازلي لسقوط الملالي أو تغيير نهجهم الإجرامي، وفق مواقف عدة أطراف دولية خلال الساعات الماضية، واندلاع احتجات طلابية في طهران ضد النظام، أمس الأحد، وتواصل الحراك العراقي واللبناني ضد الأذرع.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن بلاده مستمرة في حملة الضغوط القصوى اقتصاديًا ودبلوماسيًا وعسكريًا على إيران من أجل دفع النظام لتغيير سلوكه، مشددًا على تمسك إدارة بلاده بمنع طهران من التسلح، وسعيها إلى تجديد القيود المفروضة على تسلح إيران في مجلس الأمن، قبل انتهائها في أكتوبر المقبل.

وأوضح بومبيو في مقابلة صحفية أمس (الأحد)، أن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان عدم قدرة إيران على شراء وبيع الأسلحة، لأن هذا الأمر يساعد نظام طهران على الاستمرار في زعزعة استقرار المنطقة، وإحداث المزيد من العنف وإطالة أمد الصراع والمعاناة. وقال: “لدينا ساعة على صفحة وزارة الخارجية على الإنترنت، تقوم بالعد التنازلي لإظهار الوقت المتاح للنظام حتى يتراجع، ولا تتعرض إيران للقيود والاضطرابات من جديد”،

مشيرًا إلى أن “الولايات المتحدة تسعى إلى إبرام صفقة شاملة مع إيران تتناول بشكل شامل سلوكها المزعزع للاستقرار، وليس فقط برنامجها النووي، لكن أيضًا برنامجها الصاروخي، وما يتعلق بدعم الوكلاء الإرهابيين والأنشطة الإقليمية الخبيثة، ببساطة، يجب أن تتصرف إيران كدولة طبيعية، وهذا ليس مطلبًا صعب التحقيق”، فيما سبق لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان التأكيد على أن :”رسالتنا لإيران أن تغيير السلوك أولًا قبل مناقشة أي شيء آخر”.

وفي شأن متعلق بالضغوط على النظام الإيراني، هددت أوكرانيا إيران بدعاوى أمام المحاكم الدولية على خلفية حادث طائرتها المنكوبة التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني بصاروخين، قرب مطار طهران أوائل الشهر الماضي.
وقال وزير الخارجية الأوكراني فاديم بريستايكو، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي انتهت فعالياته أمس، إنه إذا لم تقم إيران بتنفيذ الإجراءات التي تنتظرها أوكرانيا والدول التي فقدت مواطنيها في الطائرة المنكوبة، فقد ترفع هذه الدول دعاوى أمام المحاكم الدولية ضد طهران.

وفي العراق، تواصلت التظاهرات الرافضة لفساد الطبقة السياسية وهيمنة إيران على مفاصل الدولة وحكومة علاوي التي يصفها المتظاهرون بـ”حكومة المليشيات الإيرانية”، أمس، في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب.
ورغم وعود علاوي بقرب إعلان تشكيل حكومته المكونة من كفاءات، وهي التصريحات التي شكك فيها سياسيون، انطلقت تظاهرات طلابية حاشدة في بغداد وتجددت المواجهات بين الأمن والمليشيات الإيرانية من جانب، ومتظاهرين قرب ساحة الخلاني وسط العاصمة، كما تظاهر طلاب بابل وجامعة ميسان بفرع كلية الاعلام، وخرجت المسيرات في كربلاء والناصرية والبصرة وعموم محافظات الوسط والجنوب.

وعثرت السلطات الأمنية العراقية على منصة الصواريخ التي استهدفت السفارة الأمريكية في المنطقة ببغداد فجر الأحد، بـ 4 صواريخ كاتيوشا دون وقوع إصابات، عقب تهديد زعيم ميليشيا النجباء العراقية الموالية لإيران أكرم الكعبي” من طهران”، باستهداف القواعد الأمريكية في العراق. وفي لبنان، تواصلت الفعاليات المنددة بفساد النخبة السياسية وحكومة حسان دياب التي يراها الحراك الشعبي “حكومة حزب الله”، ذراع إيران في لبنان، إذ سادت حالة من الاستياء والسخرية بعدما نصَب حزب الله تمثالا لسليماني في بلدة مارون الرأس على الحدود مع فلسطين المحتلة، واستنكر اللبنانيون محاولات الحزب لتبييض صفحة قاتل مسؤول عن إراقة دماء آلاف العرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *