الدولية

مواجهات إدلب تعيد حرق العلاقات الروسية التركية

البلاد – عمر رأفت

بينما رجح الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي مارك بيكستين طرح ملف إدلب السورية على طاولة المجلس مرة أخرى، دخلت تعزيزات عسكرية تركية جديدة الأراضي السورية واتجهت نحو حلب وإدلب، أمس السبت، تزامنا مع تواصل الاشتباكات العنيفة في ريفي الرقة والحسكة بين فصائل قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وأخرى موالية لتركيا، وشدد نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي أن بلاده عازمة على وقف تقدم قوات النظام السوري في إدلب، وإعلان النظام السوري تأمين طريق دمشق حلب الدولي بالكامل، وتقدم قواته في غرب ريف حلب إلى مشارف مدينة الأتارب، أكد معهد بروكينغز أن الأحداث الأخيرة في إدلب السورية أثبتت أن العلاقة الهشة بين تركيا وروسيا وصلت إلى أسوأ مراحلها.

وقال غالب دالاي الخبير السياسي في المعهد الذي يعد أحد مراكز الأبحاث الرائدة في العاصمة الأمريكية واشنطن إن تركيا وروسيا توصلتا في وقت سابق إلى اتفاق على أن إدلب ستكون مكانًا لوقف إطلاق النار، طالما أن أنقرة ستضغط على المعارضة المعتدلة لفصل نفسها عن الجماعات الإرهابية، الأمر الذي تشير موسكو إلى إخفاق أنقرة في إنجازه.

وتمتلك تركيا 12 مركز مراقبة في إدلب تم إنشاؤها بموجب اتفاق سوتشي لعام 2018 مع روسيا لمنع هجوم قوات الحكومة السورية، ومع ذلك، شن جيش النظام هجمات متعددة في إدلب وقتل 13 جنديًا تركيا في الأسبوع الماضي، مما حدا بالرئيس التركي رجب أردوغان للتهديد بأنهم سيدفعون الثمن.
وأضاف دالاي أن الأزمة تحدث في إدلب في وقت تواجه فيه الحكومة التركية رد فعل محلي غاضب على وجود حوالي 3.5 مليون لاجئ سوري على أراضيها.

وعلى هذا النحو، ستقاوم موجات جديدة من اللاجئين، وستبذل قصارى جهدها لإبقاء الناس في إدلب على الجانب السوري من الحدود، ومع ذلك، بالنظر إلى الأزمة الإنسانية التي تتكشف والظروف الشتوية القاسية، فإن مقاومة تركيا القوية لقبول لاجئين سوريين جدد ستأتي بتكاليف معنوية وسياسية كبيرة، مما يساهم في المزيد من فضح الابتزازات التركية.

واقترح دالاي أيضًا إمكانية اتفاقية جديدة بين روسيا وتركيا قد تتضمن منطقة عازلة تسيطر عليها تركيا على الجانب السوري من الحدود المشتركة بتنسيق روسي، لمساعدة الأشخاص الهاربين من ويلات الحرب في سوريا وتخفيف الأزمة الإنسانية، على أن تقوم تركيا بالتواصل مع أوروبا لتمويل تلك المناطق. وخلص الخبير السياسي في معهد بروكينغز إلى أن العلاقات التركية الروسية من المحتمل أن تستمر في الانهيار بسبب التوترات في إدلب، وأن العدوان التركي على سوريا ليس في صالح علاقات موسكو وأنقرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *