أبو ظبي ـ البلاد
كشفت الهيئة الملكية لمحافظة العلا خلال المنتدى الحضري العالمي العاشر مؤخرا عن نموذجها المبتكر للتنمية المستدامة في العلا، وهي منطقة ذات جمال طبيعي وتراث إنساني استثنائي، وذلك في إطار خطط المملكة الطموحة ضمن رؤية 2030، لتطوير المحافظة التي تبلغ مساحتها 2250 كيلومترًا مربعًا كمتحف حي مفتوح ووجهة رئيسية للسياحة التراثية والثقافية والفنية والمغامرات.
قام زوار المنتدى بالاطلاع على المبادئ الرئيسية لتطوير العلا من خلال سلسلة من العروض التفاعلية المصممة لنقلهم في تجربة حسية إلى العلا، التي تضم أول مواقع المملكة العربية السعودية المدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، الحِجر، إلى جانب الكثير من البقايا الأثرية من الحضارات المتعاقبة التي عاشت في العلا على مدى 7000 عام.
وتعليقًا على الحدث، قال الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا، عمرو المدني: “يتمثل دورنا كحماة للعلا في الجمع بين أفضل الممارسات الدولية والخبرات العالمية لتلبية احتياجات مجتمع العلا وتطوير مستقبله لمشاركة شغفنا ورؤيتنا لمستقبل مستدام يستند إلى أسس ثقافية وتأثير إيجابي على المجتمع.”
وأضاف المدني: “نحن نبحث عن شركاء يتمتعون بالجرأة لينضموا إلينا في رحلة اكتشاف مشتركة للمستقبل. ومنذ اليوم الأول للمنتدى، التقينا بالعديد من الجهات المشاركة في المنتدى، التي تحرص على الانضمام إلينا في رحلتنا والمساهمة في تحويل العلا.”
وأضاف المدني بقوله: “قد تكون رحلتنا بدأت للتو، ولكننا نرى طريقًا واضحًا نحو المستقبل، حيث نسعى لإجراء عملية تحول في العلا وجذب الاستثمارات إليها وتنفيذ مخططات التنمية بها لتصبح واحدة من أكثر الوجهات استدامة وحيوية في المملكة العربية السعودية والمنطقة والعالم.”
وقد استثمرت الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالفعل تاريخ العلا الطويل باعتبارها ملتقى للثقافات والحضارات المختلفة على مر العصور، حيث رحبت بالقادة والمفكرين المبدعين من جميع أنحاء العالم. فمنذ بداية عام 2020، استضافت العلا العديد من رؤساء الدول والحكومات الحاليين والسابقين، فضلًا عن 18 من الحائزين على جائزة نوبل وقادة الفكر والخبراء العالميين.
وتهدف الهيئة الملكية لمحافظة العلا إلى استقطاب مليوني زائر سنويًا في العلا بحلول عام 2035، كما تتوقع الهيئة أن يخلق مشروع تطوير العلا أكثر من 67 ألف فرصة عمل جديدة – منهم خمسون بالمائة تقريبًا في قطاع السياحة. ويمثل مجتمع العلا المحور الأساسي للمخطط الرئيسي للمنطقة. وقد وفرت الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالفعل البرامج التدريبية عالمية المستوى في مجالات السياحة والضيافة، حيث شكلت فرقًا من رواة العلا (المرشدين السياحيين)، وجوالي محمية شرعان الطبيعية وحمّاية (حماة التراث). كما تلقى مئات الخريجين من طلاب وطالبات العلا منحًا دراسية للحصول على تعليم عالمي المستوى في الجامعات الدولية، في كلٍ من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وأستراليا، بهدف إكسابهم التعليم والتدريب وصقل مهاراتهم في إطار تنفيذ رؤية العلا.
ويستند المخطط الرئيسي للعلا إلى ميثاق العلا، والذي انبثق عنه 12 مبدأ توجيهيًا، تشمل استراتيجية التنمية بمختلف جوانبها، من حماية المشهد الطبيعي والثقافي الاستثنائي وتطوير العلا كوجهة عالمية للتراث والفنون والثقافة، وحماية النظم البيئية والحياة الفطرية وتعزيز نظم الزراعة المتوازنة، إلى ضمان تطوير قطاع سياحي مستدام لا يؤثر على الخصائص البيئية والتاريخية الفريدة للمكان.