رياضة مقالات الكتاب

لاتخبرني بما آراه

المعلق جزء لا يتجزأ من متعة أية رياضة، فرغم متعة اللعبة في مشاهدتها؛ لكونها لعبة مرئية و من خلال هذه الرؤية يمكنك مشاهدة كامل المتعة للقاء بين الريال و البرشا إلا أننا نستصعب تلك المشاهدة بدون سماع صوت يصف هذا اللقاء بأسلوبه الخاص الذي يضفي مزيداً من المتعة و في حالتي يكون ذلك الشخص فهد العتيبي ورؤوف خليف.

و مابين مدرسة محمد رمضان البسيطة المحببة للقلب و المليئة بالحماسة، وعلي داوود الهادي الذي يشدك بهدوئه، والراحل زاهد قدسي.. ما بين هذا و ذاك مع وصفه التكتيكي للقاء ، الى من تبعهم سائراً على نهجهم كمحمد البكر وغازي صدقة ونبيل نقشبندي، ومن ترجل مبكراً بلغته الفصحى و أسلوبه الجديد كمال السوادي. كل هذه الأسماء برعت بطريقتها في إيصال صورة للمشاهد هو يشاهدها أصلاً و لا يحتاج من يخبره بأن هذه هجمة مرتدة أو أن تلك تسديدة قوية هزت القائم ، و لكنهم استطاعوا جذبه بحيث أصبحوا يعطون نكهة مميزة للمباريات و في بعض الأحيان يساعدونك على تجاوز لقاء غير مثير بإثاراتهم الخاصة.

تحول التعليق الى حصص من الصراخ ، معتقدين أنه يطفي الحماس على اللقاء و يحمس المشاهد أو بالبلدي (يعيشه جو) ، و أسلوب آخر يجعلك تحس أنك في إحدى حصص البلاغة لمدرس غير متمكن ، فختم الجُمَل و بدؤها بكلمات متقاربة ليس لها علاقة بسياق الجملة أو ببعضها البعض هو من السجع المبالغ. و آخرون يكيلون قصائد المديح للاعبين و الرؤساء بدون أي مناسبة ، الى من يعتقد أن أستعراضه لأسماء لاعبين سابقين في الاندية بدون أي علاقة لذلك بالسياق يجعله يظهر بمظهر العارفين بأمور الأولين ، وانتهاء بمن في رأيي الأسوأ و هم مقلدو الأسماء الكبيرة في الأسلوب و نبرة الصوت مما نتج عنه نسخة مملة من المعلق الأصلي.

أعتقد أنه حان الوقت لأن نكون أكثر دقة في اختيار المعلقين والاستفادة من المخضرمين في المملكة أو في العالم العربي لتقديم التوجيه لتكوين شخصية مستقلة و إبراز قدراتهم فلابد أن يعرف المعلق أنه يقدم للمشاهد صورة هو مشاهدها، و أن هذه المهمة ليست سهلة بحيث تؤدى ببعض الصراخ و الكلمات المسجعة.

بُعد آخر:
أعتقد أنه حان الوقت للتغيير بعض الشيء في إضافة محلل أو ناقد صحفي (ياليت أن يكون من الأسماء الجديدة) الى معلق المباراة.
@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *