وداعاً، لفظة تختزل أعواماً طوالاً من الود والإخاء والصدق والعطاء، والإخلاص والوفاء، في مسيرة الأحباب والأصدقاء. جمعتنا معه مسيرة عمل عامرة بالمحبة والأريحية وحسن الزمالة والرقي في التعامل والنبل في الأخلاق. الوداع هو من أصعب الأمور التي يتعرض إليها الإنسان في حياته خاصة في اللحظة التي تفقد فيها شخصا عزيزا عليك.
أقول وداعاً إلى من وهبني عطفه وحنانه واهتمامه وحبه إنه المغفور له بمشيئة الله الكابتن محمد حسين عيد ــ يرحمه الله ــ الخطوط السعودية ــ رجل الخير والإحسان الذي كانت تقضى على يديه الكثير من حوائج الناس وكان مكتبه إبان رئاسته للعمليات الجوية الملكية مفتوحا للجميع ولا يرد فيه مطلبا لكل صاحب حاجة ولا يعلم عن ذلك سوى القليل من المقربين.
وكان رحمه الله بارا بوالديه وأسرته كما كان ماهراً في عمله مما أهله لأن يتولى مسئوليات متعددة لخدمة الوطن، واستمر رحمه الله طوال 40 عاما من حياته العملية محبا للخير ومتواضعا مع أصحاب الحاجات.وشاءت الأقدار عندما اشتد عليه المرض أن أكون الشخص المحظوظ الذي يحمل نفس فصيلة دمه وتبرعت له متأملا أن أنقذ حياته كنوع من رد الجميل ولكن شاءت إرادة الله بأن يأتيه الأجل المحتوم بعدها بأيام وهذا هو قضاء الله ومشيئته ولا اعتراض لكن قسوة الفراق أكبر من التعبير. رحمك الله يا غالي وجعل ما أصابك من مرض وآلام أجراً ورفعاً لدرجاتك عند الله كما أسأله تعالى بأن يجزيك خير الجزاء على كل ما فعلته من أجلي وبأن يجمعنا بك في جنات النعيم.
طيران السعودية الخاص