جدة ـــ عبدالهادي المالكي
تمثل لوحات المحال التجارية جانباً مهماً من آليات الجمال التي ينبغي العناية بها لإضافة المزيد من الجمال للمدن، إذ يُفترض أن تكون هذه اللوحات بارزةً وكبيرة الحجم، على أن يتناغم اللون وحجم الخط مع نوع النشاط التجاري، ومن الضروري أيضاً مراعاة عدم تكرار الألوان والرسوم في هذه اللوحات، خاصةً حينما تكون على واجهات محالٍ متجاورة أو متقابلة قدر الإمكان، إلى جانب الحرص على أن تكون الرسوم والعبارات ذات معان هادفة، ومع ذلك فإنَّ ما يمكن ملاحظته أنَّ العديد من اللوحات التجارية المنتشرة مصممة بطرق تقليدية بعيدة عن الجوانب الإبداعية والاشتراطات والضوابط المعتمدة من قبل الجهات المعنية.
والأهم من هذا كله أن هناك لوحات على واجهات المحلات التجارية مكتوبة بلغة ركيكة أو بها أخطاء فادحة.
” البلاد ” في جولة لها كشفت أن العديد من شوارع جدة تعاني من تلوّث بصري نتيجة تنوّع واختلاف أشكال وأحجام لوحات المحال التجارية، فضلا عن الأخطاء الموجودة في بعض اللوحات، كما طغت على بعض اللوحات المزاجيّة والعشوائية في التصميم والتركيب واختلاف المساحات، وهذا الأمر تسبب -دون شك- في تشويه الصورة الجمالية لكثير من الشوارع المعروفة والمميزة ، رغم سعي أمانة جدة إلى معالجة هذه المشكلة عبر تكوين فرق عمل لهذا الغرض.
وقال الدكتور منصور بن محمد الحارثي مستشار رئيس مجلس الأمناء مدير أكاديمية الشعر العربي لقد حرصت المملكة العربية السعودية على اللغة العربية والاهتمام بها حتى سعت من اجل إيجاد يوم عالمي يختص باللغة العربية وهذا الذي صار وقامت وزارة التعليم بتفعيل هذا اليوم في جميع مؤسساتها التعليمية.
وعن اللوحات التجارية التي تحمل كلمات اجنبية قال نحن نقوم بتصحيح مثل هذه العبارات وبمشيئة الله انها مع الوقت سوف يكون لها تأثير حول إعادة اللغة العربية الى اوج عزها.
وأضاف لعل من الأمور الصعبة وغير المنطقية أن نجد محلا متميّزا في شكله الخارجي ولوحته المميزة الموضوعة حسب المواصفات والاشتراطات المطلوبة، بينما يكون بجواره محل آخر شوّه كل الجهود التي بُذلت في سابقه، نتيجة تركيب لوحته بشكل غير حضاري وعشوائي، وتُعدّ هذه اللوحات الإعلانية للمحال التجارية بمثابة الوسيلة الوحيدة لتعريف العملاء بالمحل واختصاصه، وبالتالي يُفترض أن تكون هذه الوسيلة وفق ضوابط ومعايير محددة تفرضها الجهات المعنية بما يحافظ على المظهر الجمالي والذوق العام.
أساليب مستحدثة
وقال الدكتور عبدالرحمن عشماوي ، اللغة العربية في العصور المتأخرة تعاني من بعض الأساليب المستحدثة والتي منها ادخال كلمات اجنبية اثناء الحديث او عمل لوحات لمحلات تجارية بالعربي وكلماتها انجليزية وهذا بسبب زهد بعضهم فيها وعدم العناية بها بل ان بعضهم وصل الى درجة الاحتقار لها، وفي المقابل عنايتهم باللغة الأجنبية مع وجود سيطرة العاميات وهذا بلا شك يؤثر في اللغة العربية.
وانا أقول ان من أراد ان يرقى بشخصيته فليلتزم بلغته وفي كلمة لباحث اصدر معجم كبيرا اسمه الفردوس بين فيه ان 24 الف مصطلح من اللغة الإنجليزية أصولها عربية وقال في كلمة له أي الباحث (من يفتخر بانه يتكلم الإنجليزية هو يفتخر بانه يتكلم اللغة العربية المكسرة) ان في نظري ان الملتقيات الأدبية والبرامج التي تعنى بالفصحى ما يمكن ان يسوقنا الى عنايتنا بهذا اللغة العربية.
وأضاف أنَّ الواقع الحالي يشير إلى اختلاف أحجام هذه اللوحات على المحلات التجارية وألوانها، إذ أنَّ من بينها الأصفر والأحمر والأزرق، وغيرها، وأنَّ تصميم هذه اللوحات يعتمد على مزاج صاحب المحل، مُضيفاً: «من المؤسف أن نجد ذلك في شارع صرفت عليه الدولة ملايين الريالات لأرصفته وتشجيره والعناية به، ثمَّ يجيء بعد ذلك من يُشوهه بهذه اللوحات التي تُسيء إلى كل هذه الجهود، مُرجعاً ذلك إلى عدم وجود تصميم موحد واعتماد مقاس ثابت للوحات الإعلانية للمحال التجارية.
وأضاف أنَّ هذا الإجراء سيكون له آثار إيجابية على تحسين القيمة الجمالية للمكان والبيئة العامة، داعياً الجهات المعنية إلى الاهتمام بهذه اللوحات الإعلانية ومراقبتها، خاصةً أن الكثير منها مُشوّه في الشكل والمضمون، وذلك نتيجة حتمية لقلة الوعي لدى أصحاب هذه المحال وعدم اهتمامهم بالمظهر العام، مُقترحاً مساءلتهم وتطبيق العقوبات بحقهم وفرض الغرامات عليهم.