متابعات

مزرعة مذاق العلا .. تمور وحمضيات على مد البصر

جدة ـ عبد الهادي المالكي

وأنت في محافظة العلا تجد نفسك محاطا بحزمة من بانوراما الطبيعة المتمثلة في الجبال والرمال التي تمتد على مرمى البصر وتعكس طابعا صحراويا بامتياز، لكنها تخفي في باطنها جنات زراعية تزخر بثمار لا تنبت إلا في أخصب أنواع التربة، لتضفي مزيدا من السحر على مدينة العلا. تشتهر العلا بتمورها التي تنتشر مزارعها في مختلف أنحاء المدينة، إلا أن ما لا يدركه كثيرون هو أن الخضروات والفواكه التي يُشترط لزراعتها وجود مناخ معتدل وتربة خصبة، وجدت لنفسها موطنا في العلا.

بفضل مهرجان “شتاء طنطورة” الذي يقام سنويا في المدينة، فتحت مزرعة “مذاق العلا” أبوابها للزائرين، وسمحت لهم أيضا بتقمص شخصية المزارع، من خلال قطف الثمار بأنفسهم وعصر بعضها، بل وزراعة بذور باسمهم.

مشهد ساحر ينتظر الزائر فور دخوله إلى المزرعة، فكل ما يراه أشبه بلوحة فنية امتزج فيها اللون الأخضر بالبني، بمختلف أطيافهما، فالجبال الشاهقة تحتضن الأشجار، التي تزخر بدورها بألوان الثمار البراقة. تبدأ التجربة في “مذاق العلا” بتعريف الزائر بأنواع الثمار التي تزرع فيها، التي تنقسم لقسمين، شتوي مثل البرتقال والليمون و”البوملي” و”الترينج”، وصيفي مثل الموز والأناناس والكيوي والخوخ والتفاح والرمان والجزر، وهو أمر كفيل بإثارة دهشة الزائر. “مسلح” بسلة، ينطلق الزائر في المزرعة برفقة أحد العاملين فيها، لتبدأ مهمته في التعرف على الأشجار المزروعة وقطف ما يحلو له من ثمارها.

شجرة ليمون.. هي أول “مستقبلي” زوار “مذاق العلا”، وتنتج نحو 600 رطل من الليمون سنويا، لتبدأ بعدها أشجار البرتقال والمانغو والجوافة والرمان بالظهور شيئا فشيئا. ويعود السبب في وجود هذه الأنواع المختلفة من الثمار في المزرعة، إلى التربة الخصبة لمدينة العلا، التي يرجع الفضل فيها إلى وفرة المياه الجوفية. ولعل أكثر ما يجذب الانتباه في مزرعة “مذاق العلا”، هو وجود أشجار بعيدة كل البعد عن بيئة المدينة، لتثبتت أن حب التجربة قادر على كسر الحواجر. ومن عوامل نجاح هذه التجارب، هي خصوبة التربة بفضل المياه الوفيرة، ووجود الجبال المحيطة بالمنطقة، التي تعمل كمصدات للريح .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *