متابعات

ملتقى النص يحتفي بالقصيدة العمودية

جدة ـ البلاد

ركزت بحوث الجلسة الرابعة من ملتقى قراءة النص الـسادس عشر أمس، الذي نظمه أدبي جدة، على حقل الشعر متناولًا القصيدة العمودية، والقصيدة السعودية الجديدة.

وتناولت ورقة علمية بعنوان “شعرية الحداثة والعودة إلى الأصول في القصيدة السعودية الجديدة” ، قدّمها الدكتور حميد سمير، جاعلاً من ديوان “سماوات ضيقة” للشاعر خليف الغالب شاهداً على فرضياته البحثية ، فيما يتعلق بشعرية الحداثة وسياق الأزمة ، والحداثة وبنية اللغة ، والحداثة ورسالة الشعر، وشعرية الحداثة وسياق ما بعد الأزمة ، عاداً الديوان ” سماوات ضيقة ” ، نموذجاً لنمط شعري جديد في الشعر السعودي.

من جانبه أكد الدكتور حمد بن ناصر الدخيل في بحثه الموسوم بـ ” ريادة القصيدة العمودية في الشعر السعودي ” ضرورة استصحاب سبعة أعمدة تقوم عليها القصيدة العمودية ، وليس الوزن والقافية فقط ، وأن الوزن والقافية يعدان عمودين من سبعة أعمدة لابد أن تشتمل عليها القصيدة أو الشعر ، مشيراً إلى أن الشعر السعودي منذ إرهاصاته الأولى أيام الدولة السعودية الأولى التزم بوحدة الوزن والقافية ، وقارب الالتزام في مرحلته الأولى ببعض ما نعده من أركان الشعر العمودي .

ورصدت الدكتورة شادية شقرون في ورقتها ضمن بحوث الجلسة الرابعة موضوع “الكتابة والاختلاف في القصيدة السعودية الجديدة من سلطة التمرد إلى آفاق التجديد”، رحلة إبداع الشعر التي واكبت تجديدا وتحولات ، على مستوى الشكل والمضمون ، حيث كان التحول الأول على مستوى الشكل بتكسير بنية القصيدة العربيّة القديمة وتجديد قالبها الشكلي بما يتماشى مع المتغيرات المجتمعية .

بدوره شارك الدكتور عبدالله بن إبراهيم الزهراني ، ببحث تناول “القصيدة العمودية وسلطة البقاء”، متخذا من جماعة الشعر في نادي مكة الأدبي الثقافي نموذجًا وشعرهم متعدد المناحي ومتعدد المواضيع في الغزل والوطنيات والفكاهة ، فمنه البيتي وهو الأحظى والأكثر لدى شعراء هذه المجموعة ، والتفعيلي الأقل ، لافتا إلى أنه ورغم مرور ما يقارب قرنًا من الزمان على ظهور شعر التفعيلة إلا أن القصيدة البيتية مازالت متسيدة .

وفي حوار مُعنون بـ” ألق القصيدة العمودية ومداراتها الإبداعية حفريات في الشعر السعودي المعاصر” ، طرح الدكتور ولد متالي لمرابط أحمد محمدو ، تساؤلاً عن المنطلقات الفنية التي أدت إلى حضور البناء الفني للقصيدة العمودية في الشعر السعودي ، مشيرا إلى أن الإجابة عليها يكون من خلال تفكيك مجموعة من النماذج الشعرية للوقوف على تجليات القصيدة العمودية بشحنتها التراثية فنياً وموضوعياً لدى الشعراء السعوديين ، معتمدًا في ذلك على المنهج البنيوي الذي يروم الدخول إلى عمق النص لاكتشاف أسسه وآلياته الفنية.

واختتمت الجلسة الرابعة ببحث للدكتور سعد بن سعيد الرفاعي بعنوان ” القصيدة العمودية.. سلطة البقاء.. أم بقاء للسلطة؟”، استجلى خلاله حاضر القصيدة العمودية ومقومات بقائها في ظل المتغيرات الآنية والمستقبلية ومدى مقاومتها للأشكال الأخرى كقوة موجهة للذائقة وللتلقي ، معتمدًا على الاستقراء والتحليل.

وتطرق الرفاعي في بحثه إلى سلطة النموذج ومحاولات التخلص منه ” الهدم وإعادة البناء “، وعلاقة الشعر بالسلطة ثنائية الوعي والسلطة والمتغيرات حضوراً وغيابًا ، في حين خلصت الدراسة من منطلق واقع الإنسان العربي واستقراء مستقبله إلى استشراف مستقبل القصيدة العمودية في المشهد الشعري ومقومات حضورها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *