المحليات

متسولون .. برتبة عامل نظافة

جدة- عبد الهادي المالكي

تنامت سيناريوهات تسول عمّال النظافة ليل نهار عند إشارات المرور وأماكن تجمع العائلات، بل وصل بهم الأمر إلى المنافسة على حجز مواقعهم بشكل لافت، وتركيزهم على أوقات ذهاب وعودة الموظفين، وكذلك الأيام الأخيرة من كل شهر وقت نزول الرواتب، حيث نجدهم يتنافسون على تنظيف الشوارع القريبة من صرافات البنوك والإشارات والتجمعات، وهنا نتساءل: هل تم استقدام هذه العمالة للنظافة أم التسول؟، وفيما أكدت أمانة جدة أنها ممثلة في الإدارة العامة للنظافة والمرادم تلزم مدراء المشاريع بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة ظاهرة التسول للعمالة وذلك بعمل برامج توعوية وتوزيع بروشورات تثقيفية وتحذيرية داخل المجمعات السكنية للعمال وعمل ورش عمل للحد من ممارسة الظاهرة والتوضيح للعمالة بأن هذه السلوكيات تخالف أنظمة الدولة، فإن عملية تسول عمال النظافة باتت مكشوفة،

فما أن نقف عند إشارة مرور أو مطاعم وأسواق وفي أي وقت كان، إلا ونرى عامل نظافة أو أكثر يتظاهرون بالتنظيف، ولكن في حقيقة الأمر هم يتسولون بطرق غير مباشرة، إذ تجدهم يبادرونك، بنظرات استعطاف وشفقة، أو بـإلقاء التحية “السلام عليكم”، طمعا بأي مبلغ ولو ريال واحد، وبرغم وجود اشراف مباشر على عمال النظافة الا أن هذه الظاهرة مستمرة على مدار العام.


“البلاد” قامت بإعداد هذا التحقيق ليس تضييقا على دفع الصدقة والإحسان إلى الفقراء، بل لوقف هذا السلوك غير السوي الذي حوّل عامل النظافة إلى “متسول برتبة عامل نظافة” وصرفه عن عمله الأساس، والتقت بعدد من المواطنين والذين أكدوا أن على البلديات الفرعية إحكام المراقبة على عمال النظافة ، خصوصا بجوار إشارات المرور، والأسواق والصيدليات ومكائن الصرف الآلي .

وقال عدد من المواطنين إن مسألة لجوء بعض عمال النظافة التابعين للبلديات بالتسول طوال العام بصفة عامة وفي رمضان بصفة خاصة، أصبح من المسائل اللافتة للنظر حيث يتواجدون بغرض النظافة ويستمرون على البقاء في الموقع لساعات بالرغم من نظافة الموقع من أجل استجداء الناس، وهم بذلك يتسولون بطريقة مستترة، ودعا عدد من المواطنين أمانة جدة إلى تعيين مشرفين من اجل متابعة عمل عمال النظافة خلال فترتي النهار والليل.

في البداية يقول سعد النفيعي بفضل الله لدينا قطاع من قطاعات الحكومة الخاصة بالتسول بصفة عامة سواء كان للعمال أو لغيرهم من المتسولين ولكن يجب ان يقف المحسنون في وجه مثل هذه التصرفات وذلك بمنع اعطائهم النقود حتى لا يتعودوا على ذلك حيث أننا بالتصدق عليهم نجعلهم يتمادون أكثر ويتناسون عملهم فلو نتكاتف مع الجهات المسؤولة لتمكنا من إخفاء هذه الظاهرة وانا أوجه رسالة إلى الشعب السعودي الكريم حتى نستطيع ان نصل الى الرؤية 2030 والمملكة خالية من التسول بكافة اشكاله.

أكبر مشكلة
وقال عاطف ناهض الأحمدي إن المارة وأصحاب السيارات في إشارات المرور، هم من يجعلون عمال النظافة يتمادون في حكاية التسول، ولو أننا لم نمنحهم ما تجود به أنفسنا فإنهم سوف يتوارون عن إشارات المرور وتجمعات الأسواق ، لذا علينا ان نخرج الصدقة في الجمعيات الخيرية وهي المكان المناسب لها لافتا إلى أنه بات ملحوظا تحول بعض عمال النظافة إلى ممارسة التسول، وهو تسول إن لم يكن صريحا فإنه تسول موارب تكشف عنه تجمعاتهم أمام المتاجر وعند صرافات البنوك وإشارات المرور، وهي تجمعات تنتظم في الليل والنهار يحملون مكانسهم ويجرون براميلهم ويتنقلون بين السيارات في مشهد غير لائق.

وأضاف للأسف ان تسول عمال النظافة ومن في حكمهم تعدى مرحلة الظاهرة ليصل لدرجة الإزعاج والمضايقة فنجدهم بالقرب من إشارات المرور واجهزة الصراف الآلي للبنوك، وبجانب المطاعم و”الكافيهات” ينتظرون المتعاطفين معهم.

عمل منظم
وأضاف الأحمدي أن حكاية العمالة التي تمارس التسول الموارب يبدو أنها أخطر مما يظهر لنا، فخلف هذه الظاهرة عمل منظم يتم فيه توزيع المواقع وجدولة أوقات الوقوف، بل يبلغ الأمر تأجير بعض هذه العمالة أرديتهم التي توزعها عليهم شركات النظافة التي يعملون فيها على عمال من شركات أخرى، بل يتقاضى بعضهم رسوما مقابل تنازلهم عن المواقع الإستراتيجية التي يرون أنها أكثر ارتيادا من قبل المتبرعين لهم والمتصدقين عليهم.

كل ذلك يفرض أن تتدخل الجهات المسؤولة عن مكافحة التسول، وأن يتوقف المواطنون عن استدراج هؤلاء العمال إلى التسول بما يقدمونه لهم من صدقات لا يستحقونها.


ضرورة المراقبة
وقال كل من سلمان العتيبي وحجاب العتيبي لقد أصبح عمال النظافة يقضون وقتهم في التسول ونلاحظها كثيرا عند الاشارات حيث أصبح الناس يعطونهم مبالغ حتى صار دخلهم كبيرا،ـ وهذا بحد ذاته يغنيه عن الشغل والعمل ونعتبر ان الخلل في مراقبة العامل من قبل البلدية، لذا يجب على البلديات الفرعية متابعة عمال النظافة في المدن لأن مسألة التسول أصبحت عادية بالنسبة لهم .

برامج توعوية لعمال النظافة بسكنهم أوضحت أمانة جدة أنها ممثلة في الإدارة العامة للنظافة والمرادم تلزم مدراء المشاريع بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة ظاهرة التسول للعمالة وذلك بعمل برامج توعوية وتوزيع بروشورات تثقيفية وتحذيرية داخل المجمعات السكنية للعمال وعمل ورش عمل للحد من ممارسة الظاهرة والتوضيح للعمالة بأن هذه السلوكيات تخالف أنظمة الدولة، ويجري أخذ تعهدات على كل من تثبت مخالفته للأنظمة وفي حال تكرار المخالفة يرحل العامل نهائيا، كما أنه يتم تحفيز العمالة الملتزمة بأعمالها بمكافآت تشجيعية علما أنه يوجد متابعة لانضباط العمالة تتم من خلال مراقبي مشروع الإشراف وفي حال رصد أية مخالفة يتم الرفع بها لمدير عقد النظافة لاتخاذ الإجراءات النظامية.

وكانت ثمة دراسة صادرة عن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية خلصت إلى وجود 4 معوقات تحد من فاعلية الإجراءات الخاصة بمكافحة ظاهرة التسول ، موصية بضرورة التنسيق والتعاون بين الجهات الأمنية والاجتماعية المتخصصة، لتحديث الإجراءات الخاصة بمكافحة التسول ، بما يناسب بعض المتسولين الذين يصعب تنفيذ الإجراءات النظامية بحقهم ، إضافة إلى استحداث شرطة، تساند الدوريات الأمنية في القبض على المتسولين.
من أبرز المعوقات : « عدم شمولية الحملات الأمنية لكافة ألاحياء في المدن، وعدم كفاية الاجراءات النظامية في ردع المتسولين، وصعوبة التنفيذ الفعلي لبعض الحالات، إضافة إلى عدم وجود آلية لرفع البلاغات من قبل المواطنين.

كما أن وزارة الشؤون البلدية والقروية سبق وأن وجهت جهاتها الإشرافية والرقابية في الأمانات والبلديات كافة، بتكثيف الرقابة الميدانية لمتابعة تسول عمالة نظافة المدن، والتي وصفتها بـ”الظاهرة”، بعد استشرائها بشكل لافت خلال الفترة الماضية.

ويأتي ذلك بعد ما رصدت الوزارة ملاحظات عدة في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة حول ظاهرة تسول عمال نظافة المدن في الميادين العامة وغيرها من المواقع التي تكثر فيها الحركة، إضافة إلى ما نشر في بعض الصحف حول قيام العمالة بممارسة التسول أثناء ساعات عملهم.

كما أكدت الوزارة على أماناتها والبلديات التابعة لها أن هذه التصرفات التي تصدر من قبل العامل تعد قصورا في أداء العامل، مما ينعكس سلبا على أدائه في تقديم مستوى خدمات نظافة المدن، إضافة إلى إساءته للشركات المتعاقد معها لتنفيذ عقود مشاريع النظافة في الأمانات والبلديات.

وطالبت الوزارة الجهات المعنية بضرورة توجيه الجهات المختصة في الأمانة والبلديات التابعة بالتأكيد على مقاولي المشاريع بمتابعة عمالتهم، ومنعهم من التسول، وتوجيههم بالتركيز في أداء الأعمال المنوطة بهم، إضافة إلى إعلامهم وإفهامهم بأن التسول مخالف للنظام المعمول به في المملكة وأنهم بأعمالهم هذه وممارستهم سيعرضون للعقوبة المنصوص عليها نظاما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *