الإقتصاد

تخصصات الابتعاث تواكب التنمية والتطور الاقتصادي

القاهرة – محمد عمر

عززت المملكة قوتها الوطنية وأولت الشباب السعودي مكانة خاصة وأطلقت رؤيتها الشاملة من أجل ريادة الوطن والمواطن، وفي هذا الإطار تأتي الأهمية الكبرى للابتعاث الخارجى من أجل تزويد الشباب بالبرامج العلمية المتطورة حتى يتمكنوا من بناء المستقبل عبر الاقتصاد الحديث والتنمية المستدامة.

حول ذلك أجرت “البلاد” استطلاعا مع العديد من الخبراء في الشأن الاقتصادي حول أهمية برنامج الابتعاث.
في البداية يؤكد الدكتور علي عباس الخبير الاقتصادي أن ابتعاث الشباب السعودي إلى الخارج بدأ مبكرا منذ عهد الملك المؤسس رحمه الله ، وتتويجا لهذا التاريخ الطويل من الابتعاث والتواصل العلمي ولتحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠ ، يشهد الابتعاث مرحلة نوعية بالتركيز على التخصصات العلمية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله – وذلك من خلال تخصصات نادرة يحتاجها سوق العمل مثل الذكاء الصناعي والنقل الجوي والصحة وتأهيل الموارد البشرية، وكل هذا ينعكس على اقتصاد المملكة كقوة علمية واقتصادية عملاقة.

خبرات وتخصصات اقتصادية
بدوره قال محمود ياسين الباحث الاقتصادي وخبير اسواق المال إن الابتعاث أحد الوسائل المهمة لتطوير التعليم والرقي به في معظم بلاد العالم لما يضيفه من فوائد للطلاب المبتعثين عبر إلحاقهم بالجامعات العالمية التي تمتلك الخبرة والجودة في التعليم العالي، ولما فيه من نقل الخبرات والمعارف والتقنيات من الدول المتقدمة علميا وصناعيا ، تستهدف الوصول إلى مصادر القوة والطاقة البشرية والعقول المبتكرة التي ستدعم الوطن في تطوير قدراته وفي مختلف الاتجاهات التنموية، وهي مفاتيح التطور الازدهار العلمي والصناعي والمجتمعي.

وأضاف أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، يعد وفقاً لتوصيف القائمين عليه البرنامج الأضخم في تاريخ الابتعاث بالمنطقة وتاريخ الابتعاث التعليمي العالمي بجوار الهند والصين وبلغت أعداد المبتعثين من خلاله عشرات الآلاف من الطلبة منهم 6000 طالب وطالبة خصصت بعثاتهم لصالح جهات حكومية ، وكذلك الأطباء وأساتذة الجامعات ، أضف الى ذلك بناء العقول المتميزة لمشروع نيوم العملاق الذي بدأ يرى النور للمضي قدماً نحو آفاق المستقبل المشرق للمملكة.

من جهته قال الدكتور أحمد الإمام الخبير الاقتصادي إن المملكة تسعى اليوم في ظل رؤية المملكه 2030 وتتطلع قيادتها الرشيدة بالدخول إلى العصر الرقمي بكل أبعاده التي غيرت من المنظور التقليدى لاقتصاديات القرن العشرين مع بداية الثورة الصناعية الرابعة وهيمنة المعرفة والتكنولوجيا الرقمية، وأصبح القرن الحادي والعشرون عصر الربوت الذكي وتكنولجيا البلوك تشين و الذكاء الاصطناعي ومن أجل التحول الاقتصادي المنشود وفقا لرؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الرقمي مع هذه المتغيرات، وإعادة هيكلة الإقتصاد من اقتصاد تقليدي قائم على الهيمنة النفطية والصناعات المرتبطة إلى اقتصاد أكثر تنوعا واستدامة يعتمد على تكنولجيا الإنتاج والطاقة المتجددة والاستدامة المالية.

ويعد الإنسان السعودي حجر الزاوية والهدف الأساس من الرؤية هو تعزيز دور المجتمع الشاب حيث احتلت السعودية المرتبة الثالثة عالميا دون 29 سنة بواقع 13 مليوناً من الجنسين ونسبة 67 % من السكان وفقاً لدراسة بحثية دولية عرضت في منتدى جدة للموارد البشرية عام 2014 ويمثل السعوديون تحت سن 30 نسبة 58 % وفقا للإحصائيات 2018 وفى ظل هذا المجتمع الشاب ومع وجود بطالة بين السعوديين تصل الى 12.5 % (الربع الاول 2019 الهيئة العامة للإحصاء).

وأشار د. الإمام بأنه طبقا لبيانات خارطة التخصصات ، يتوزع المبتعثون على عدد من المجالات تصدرها مجال الأعمال التجارية والإدارية بنحو 21 %، تلاها قطاع الهندسة والصناعات الهندسية بنسبة 20% والطب والخدمات الطبية بنسبة 20% ، مما يؤشر الى دراسة التخصصات الأكثر طلبا ، حيث أولت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله – زيادة الموارد المخصصة للابتعاث وحجم المبتعثين إلى الخارج لتطوير الكوادر الإكاديمية والمتعلمين السعوديين بشكل يتواءم مع سوق العمل والبيئة العلمية السعودية.

وفى هذا الشأن دشنت المملكة عام 2018 المرحلة الثالثة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث للخارج الذي طور مرحلة جديدة تتلاءم مع رؤية 2030 والتركيز على تخصصات نوعية فى الذكاء الاصطناعى والأمن السيبراني والنقل الجوي والتخصصات الصحية في مسارات ستؤدي إلى تأهيل موارد بشرية نوعية تستطيع التنافس في سوق العمل العالمي واقتناص الوظائف المتاحة داخل السوق السعودي من الاجانب وخصوصا في التخصصات التقنية والتكنولجية والهندسية والطبية، مما يسهم في توسيع مجالات الشركات والمشاريع الرائدة التي تتناسب مع متطلبات العصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *