الثقافية

السماري : تصاعد مفهوم الوطنية في الفكر الاجتماعي السعودي

الرياض : واس

أكد معالي الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري , تصاعد مفهوم الوطنية في الفكر الاجتماعي السعودي مع مرور الزمن والتجربة، حيث لم يكن هذا المفهوم في بداية ظهوره ذا شأن، بل إن البعض في الداخل كان ينظر إليه على أنه مثل خطبة عابرة أو كلمة براقة بعيدة عن التحقيق، ويراه من هم من خارج المملكة العربية السعودية مجرد صدى لمفاهيم الأمم المتحدة ضمن مشروعها العالمي .

وأضاف معالي الدكتور فهد السماري في حديثه عن محورية التراث والتاريخ الوطني – في الجلسة الثانية من المؤتمر الدولي للهوية الوطنية الذي تنظمه جامعة شقراء وانطلق صباح أمس الأحد – قائلاً: هذا المفهوم بدأ في التفعيل والفاعلية بعد اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله – وسمو ولي العهد – حفظه الله – بـ” الوطنية ” كمفهوم وحياة تستمد أصالتها وقوتها من العمق التاريخي للمملكة العربية السعودية الذي يقوم على التراث المتنوع والتاريخ الذي يمتد من العصور القديمة والعهود الإسلامية الأولى وأيضًا المكاسب الحضارية، وأن “الوطنية” كشعور وإيمان قبل أن تتبلور كمفهوم نظري موجودة في التاريخ الوطني السعودي، ودليل ذلك أن الدولة السعودية انتهت مرتين بسبب عوامل خارجية ثم عادت ثابتة مستقرة، وما سر ذلك إلا مبادئ الدولة والأسرة المالكة الكريمة التي تقوم على الوطنية المتأصلة بتعاليم الإسلام ومبادئه ” .

وتطرق معالي الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز إلى الوسائل الممكنة لتوثيق وتعميق الهوية السعودية قائلًا: ” إن من وسائل دعم الهوية الوطنية وتعميقها في النفس وبالتالي في السلوك الإفادة من وسائل التواصل التقنية، مع الأخذ في الحسبان سرعتها في الانتشار والتحديث، وكثافة منتجاتها ومواكبتها فكر الشباب ورغباتهم في المعلومة السريعة والذكية بدل المطولات، والانتقال من الموضوعات العامة والجوانب السياسية التي أشبعت بالدراسة والبحث والتحليل إلى التفاصيل الصغيرة كقاعدة في بناء المعلومات الكبيرة وجبل المعرفة الكبير، حيث إن التفاصيل تمتلك عناصر متفردة في الإقناع والإبداع ربما لم نكن نعرفها من قبل ” .

ودعا الأمين العام المكلف للدارة إلى التقارب بين الأكاديمي الزاخر بالمعلومات التاريخية الغزيرة والمتنوعة، وكاتب المحتوى التاريخي التقني للوصول إلى “عمل” يحقق نتيجة جامعة بين مزايا الطرفين ومهاراتهما، وأشار هنا إلى مشروع “أنتمي” الذي تنفذه دارة الملك عبد العزيز بتوجيه ومتابعة مباشرة من سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز – حفظه الله -، حيث يسعى المشروع إلى الجمع بين سرعة التقنية وقدراتها وعناصر التشويق العميقة في التاريخ الوطني في منتجات إلكترونية تناسب الحالة الفكرية والمعرفية للشباب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *