الدولية

«مرشح إيران» يشعل غضب العراقيين

البلاد- هاشم آل هاشم – عمر رأفت

اشتعلت الساحات العراقية رفضًا لتكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة، واصفين إياه بأنه مرشح المليشيات الإيرانية، وتنديدًا بمواقف مقتدى الصدر التي اعتبروها مناهضة للحراك الشعبي ولصالح المليشيات والأحزاب الموالية لطهران.
وتوافد المتظاهرون على ساحات التحرير والطيران والخلاني والوثبة احتجاجًا على تكليف علاوي رافعين شعار “علاوي مرفوض”، منددين بما أشاروا إلى أنه تدخل إيراني في تسمية المرشح للمنصب، ومؤكدين أن تكليفه سيزيدهم إصرارًا على البقاء في ساحات التظاهر حتى يتم تطهير المنظومة السياسية من الفاسدين وسارقي المال العام.

وقطع متظاهرو الناصرية عدة طرق رئيسية منها جسر النصر والحضارات وتقاطع البهو، كما تظاهر طلبة جامعة ذي قار الذين في مسيرات بشوارع مدينة الناصرية رفضًا لتكليف شخصية سياسية سابقة لشغل منصب رئيس الوزراء، وفي مدينة الحلة رفع المحتجون شعارات “علاوي مرشح الميليشيات الإيرانية وليس الشعب” وقطعوا بعض الطرق، مؤكدين عزمهم تنفيذ خطوات تصعيدية. أما في مدينة الديوانية أغلق محتجون طرق المطار والرابط بين النجف والكوفة والواصل بين محافظتي النجف وكربلاء، وأصدروا بيانًا أكدوا خلاله افتقاد علاوي لشروط الموضوعة ساحات الاعتصام لأنه مرشح الأحزاب، ونظم طلبة جامعة واسط في مدينة الكوت تظاهرة من مبنى الجامعة إلى ساحة الاعتصام الرئيسية في المدينة، وطالبوا بتحديد موعد للانتخابات المبكرة.

وعلى الرغم من تعهده بالخروج بالبلاد من الأزمة السياسية، وسعيه لتشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصة، وضرورة استمرار التظاهر السلمي وحماية المتظاهرين وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء والتنسيق مع السلطة القضائية والامتناع عن استخدام الذخيرة الحية وحظر استخدام الأسلحة غير الفتاكة مثل عبوات الغاز المسيل للدموع، إلا أن الرفض كان مصير علاوي من قبل المحتجين، الذين يرفضون أي شخص له صلة بإيران.

وتعليقًا على الأحداث، أكد خبراء ومختصون في الشأن العراقي أن الطريق لن يكون ممهدًا أمام رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد توفيق علاوي، لتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدين على وجود العديد من التحديات والأزمات التي تقف في طريقه.

وقال المحلل السياسي العراقي باسم الكاظمي لـ”البلاد” إن اختيار علاوي جاء بعد مخاض طويل واختلاف بين الأحزاب والقوى السياسية فيما بينها لتسمية مرشحها للمنصب، ما سيكون عائقًا أمام الرجل لتشكيل الحكومة، لا سيما مع مطالب الحراك بوزراء مستقلين، كما أن عامل الوقت كذلك بمثابة تحدي للرجل .

وقال الكاتب السياسي تامر أحمد أبو جامع، إن ترشيح علاوي جاء بعد موافقة كتلة سائرون بزعامة مقتدى الصدر وكتلة الفتح الموالية لإيران، حيث سارع “الصدر” بالترحيب باختياره، ما قد يكون عائقًا أمام نجاحه، كون المتظاهرين يرفضون تولى أي شخصية موالية لإيران.

وفي لبنان، أفادت أنباء أن اللجنة الوزارية ستنتهي اليوم (الاثنين) من صياغة البيان الوزاري، بينما دعا الحراك إلى حجب الثقة عن حكومة دياب، التي يصفونها بأنها حكومة “حزب الله”، ذراع إيران في لبنان، معلنًا التمسك بمطلب تشكيل حكومة مستقلين، ومؤكدًا تصاعد الفعاليات تزامنًا مع تصويت البرلمان على الثقة بالحكومة.

وفي سياق متصل بإيران، نشرت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية تقريراً يفيد بأن الممارسات الإرهابية الإيرانية مستمرة، وفقًا للمحلل السياسي الأمريكي إريك ماندل، الذي بين أن مهاجمة إيران للوجود الأمريكي في العراق سيتواصل، كما أن المليشيات الموالية لها كحزب الله اللبناني لديها العديد من الأهداف التي ستلجأ لاستهدافها عند صدور أوامر من طهران. وبحسب التقرير، فإن تمدد ميليشيات “حزب الله” وصل لأمريكا اللاتينية، خاصة منطقة الحدود الثلاثية الواقعة بين البرازيل والأرجنتين وباراجواي، منوهًا إلى أنه يجب الاهتمام بتلك المناطق، ليس فقط بسبب المخدرات وعمليات غسل الأموال، ولكن لأنه ربما يتم استخدامها للتخطيط أو التنسيق للهجمات ضد الولايات المتحدة.

وفي سياق آخر، قال الاتحاد الأوروبي، إن مسؤول السياسة الخارجية بالتكتل خوسيب بوريل، سيزور طهران اليوم للقاء مسؤولين إيرانيين، في محاولة لتخفيف حدة التوتر ولإيجاد حلول سياسية للأزمة بعد تخلي إيران عن التزاماتها النووية وتصعيدها في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *