المحليات

الإنفلونزا ضيف الشتاء الثقيل ترهق الأطفال والمسنين

جدة – ياسر بن يوسف

مع دخول فصل الشتاء تكثر نزلات البرد عند الجميع ولا تفرق بين الكبار والصغار، ولكن السؤال: ماهو الفرق بين نزلة البرد والأنفلونزا؟، ومتى تستدعي الحالة مراجعة طوارئ المستشفى؟، فضلا عن العلاج المناسب لنزلات البرد في المطلق والوقاية منها واهمية التطعيمات وأبرز النصائح في هذا الخصوص. للإجابة عن كل هذه الاستفسارات التقت “البلاد” بعدد من المختصين، فأوضحوا أنه من السهل الخلط بين أنواع الإنفلونزا إذ تتداخل الأعراض مع بعضها البعض. ورغم أن كلاً من الإنفلونزا ونزلات البرد العادية هي أمراض تصيب الجهاز التنفسي، إلا أن الفيروسات المسببة للإصابة تختلف في كل منهما، إذ تجعلك الإنفلونزا تشعر باستياء شديد عند ظهور أعراض الإجهاد مقارنةً بانسداد أو رشح في الأنف عند الإصابة بنزلة برد. وقد تؤدي الإصابة بالإنفلونزا في بعض الحالات إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل الالتهاب الرئوي أو دخول المستشفى.

تشخيص المرض
في البداية أوضح الدكتور معتز حلمي عبدالشافي أنه في معظم حالات الإنفلونزا يتعافى المريض دون الحاجة إلى الأدوية وكذلك الحال بالنسبة للمصابين بأنفلونزا الخنازير، ويمكن للطبيب أن يقرر معالجة الأشخاص دوائيا في حال وجود خطر تفاقم أعراض المرض، أو في حالات إصابة المريض بمرض مزمن أو عند وجوده في المستشفى بسبب الانفلونزا، كما أنه توصف الأدوية بالنسبة للمرضى من الاطفال أو كبار السن والنساء الحوامل.

وعن كيفية تشخيص المرض على أنه انفلونزا موسمية أو نزلة برد يقول عبدالشافي: يمكن للأعراض وحدها أن تؤكد إصابة المريض بالنزلة، غير أن هذه الفحوصات تكتشف العديد من الفيروسات وهناك فحص قادر على اكتشاف انفلونزا الخنازير من الأنفلونزا الموسمية ونزلات البرد بصورة محددة، غير أن نتائجه تصل بعد عدة أيام فقط.

ومن الممكن أن يرغب الطبيب ببدء العلاج بشكل فوري. لذلك يفضل معظم الأطباء عدم القيام بهذا الفحص، عند دلالة الأعراض على انفلونزا الخنازير، خصوصا عند تواجد المريض في بيئة انتشر فيها المرض وتم انتشار العدوى بين العديد من الأشخاص في المنطقة.

الجهاز التنفسي
ويعّرف الدكتور عبد الشَّافي الانفلونزا بقوله: الإنفلونزا هي مرض يصيب الجهاز التنفسي عن طريق فيروس الإنفلونزا، وعلى عكس نزلات البرد التي قد تصيب الشخص في أي وقت على مدار العام، فإن الإنفلونزا تكون موسمية في العموم. وعادةً ما تنتشر الإنفلونزا بحلول شهر أكتوبر وتستمر حتى شهر مايو.

ونظراً لأن أعراض نزلات البرد تشبه أعراض الإنفلونزا، فإنه يجب إجراء فحوصات خلال الأيام الأولى من الإصابة بالمرض لمعرفة ما إذا كان الشخص مصاباً بالإنفلونزا أم لا. عادةً ما تظهر بعض الأعراض الآتية أو كلها عند الأشخاص المصابين بالإنفلونزا: الحمى أو الشعور بارتفاع في درجة الحرارة القشعريرة.

السعال، انسداد أو رشح في الأنف، التهاب الحلق، الإرهاق (الإجهاد)،الصداع قد يشعر بعض الأشخاص بالقيء والإسهال، ومع ذلك فهذه الأعراض يصاب بها الأطفال أكثر من البالغين.

آليات الوقاية
وعن كيفية الوقاية من الإنفلونزا يقول: يعد هذا الفيروس معدياً للغاية، كما أنه ينقل عن طريق الهواء، مما يعني انتشاره عن طريق السعال أو العطس. ويمكن للقاح الإنفلونزا أن يساعدك في تجنب الإصابة بالإنفلونزا، ويمكنه أن يحد من خطورة المرض إن أصبت به. وعليك أن تضع في الحسبان أن اللقاح يستغرق أسبوعين حتى يبدأ مفعوله في العمل.

ومما يعينك على الوقاية أيضاً، أن تبقى بعيداً عن الأشخاص المصابين بالمرض والحفاظ على النظافة الشخصية، لذا؛ عليك أن تغسل يديك جيداً وبشكل متكرر بمياه دافئة وصابون لمدة 20 ثانية على الأقل لإزالة الجراثيم عن البشرة، وأبعد يديك عن أنفك وفمك وعينيك تجنباً للعدوى بالمرض.

ظهور الأعراض
وعن الفرق بين أعراض انفلونزا الخنازير والانفلونزا الموسمية يقول د.معتز عبدالشافي: تظهر أعراض إنفلونزا الخنازير في فترة مبكرة أكثر من السنة, كالربيع, بينما تنتشر الانفلونزا الموسمية في وقت متأخر, في فصل الشتاء, إذ يكون أوجها في نوفمبر ويناير وفبراير.

لقاح الفيروس
وعن لقاح الإنفلونزا يتحدث الصيدلي سمير محمد شعث عضو جامعة هارفارد بقوله: يمتلك لقاح الإنفلونزا القدرة على حماية الشخص من الفيروسات الأربعة الأساسية المسببة للإنفلونزا المتوقع انتشارها بكثرة خلال موسم الإنفلونزا الموسمية، لافتا إلى أنه توجد أربعة أنواع رئيسية من الفيروسات المسببة للإنفلونزا، يقي لقاح الإنفلونزا منها، فأغلب لقاحات الإنفلونزا تقي من أربعة فيروسات أخرى مسببة للإنفلونزا، تعرف باللقاحات الرباعية.

ويمكن أن تتطور الإنفلونزا إلى حالة مرضية أكثر خطورة مثل الالتهاب الرئوي وقد تؤثر على الأطفال والبالغين على نحو مختلف وسلبي. وعلى وجه التحديد، فإن الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في الجهاز المناعي يكونون أكثر عرضة للإصابة وهم: الأطفال دون سن خمسة أعوام، كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم 50 عاماً.

النساء الحوامل، الأشخاص الذين يعانون من أمراض تضعف جهاز المناعة مثل الربو وأمراض القلب والسكري.
إذا كانت مخاطر تطور المضاعفات لديك أعلى، فعليك استشارة الطبيب إذا ظهرت لديك أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا.

استعمال اللقاح
وحول طريقة استعمال لقاح الإنفلونزا والجرعة الموصى بها يقول د.شعث:يجب على البالغين تناول جرعة واحدة من لقاح الإنفلونزا، ويوصى بإعطاء جرعتين للأطفال الذين يتناولون اللقاح لأول مرة. ويجب إعطاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سن 6 أشهر إلى 8 سنوات الجرعة الأولى في بداية موسم الإنفلونزا، والجرعة الثانية بعدها بأربعة (4) أسابيع على الأقل. وأنصح بالذهاب إلى المستشفيات والمراكز الصحية وأخذ لقاح الإنفلونزا.

مجموعة الخطر
وفيما يتعلق بالأشخاص الذين يحتاجون التطعيم ضد الإنفلونزا قال مستشار الإعلام الصحي الصيدلي صبحي الحداد: بسبب نقص كمية التطعيمات في معظم الدول، تكون أولوية إعطاء التطعيم للأشخاص ذوي أعلى احتمال لتدهور مضاعفات الإنفلونزا وتشمل مجموعة الخطر: النساء الحوامل، الأشخاص الذين يقطنون في نفس البيت مع أطفال دون سن الستة أشهر، أو أولئك الذين يعتني بهم أفراد الطواقم الطبية، أو طواقم الإسعاف الأولي، الأطفال والبالغون والشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 6 أشهر والـ 24 سنة، الأشخاص بين جيل 25 و- 64 سنة ذوو خطر تفاقم مضاعفات انفلونزا الخنازير، كأولئك الذين يكون جهازهم المناعي ضعيفا، أو المصابين بمرض مزمن، كالربو، أو مرض القلب.

وعند ازدياد مخزون التطعيمات، من الممكن أن يتم اختيار أشخاص إضافيين لتلقي التطعيم. قد يوصي الطبيب بالتحصين أيضا للأشخاص الذين لا ينتمون لأية واحدة من مجموعات الخطر المذكورة أعلاه. ومن المهم أن نعرف أن الأشخاص الذين تلقوا تطعيم الانفلونزا الموسمية يحتاجون هم أيضا التطعيم ضد انفلونزا الخنازير. كل واحدة من التحصينات تمنع نوعا مختلفا من النزلة.

وعما اذا كان التحصين ضد انفلونزا الخنازير يعتبر آمناً، يقول د.الحداد :نعم، يعتقد الأطباء أن التحصين ضد انفلونزا الخنازير آمن بنفس درجة التحصين ضد الانفلونزا الموسمية، الذي يعتبر تحصينا آمنا جدا. في حالات نادرة، من الممكن ظهور استجابة تحسسية للتطعيم. يجب على الأشخاص الذين أصيبوا في الماضي برد فعل تحسسي كنتيجة لتلقي التطعيم، أو رد فعل تحسسي للدجاج أو بياض البيض، أو الأشخاص ذوي الحمى، أو أي مرض آخر ليس زكاما أن يخبر الطبيب بذلك.

قد لا يحتاج الأشخاص غير المتواجدين بإحدى مجموعات الخطر أعلاه تلقي الأدوية ذات وصفة الطبيب لكي يتعافوا. عند وجود خطر الإصابة بانفلونزا الخنازير يجب الاتصال بالطبيب، للتأكد إذا ما كان هناك داعٍ للخضوع لفحص في العيادة أو لا.

وتشمل أعراض انفلونزا الخنازير التي تحتاج اهتماما خاصا من الطبيب: صعوبات التنفس، ضيق نفس، ارتباك.وهنالك أعراض مقلقة تظهر لدى الأطفال مثل: قلة شرب السوائل، صعوبة الاستيقاظ من النوم، أعراض تشبه النزلة، التي تختفي وتعود للظهور ثانية، وتترافق بالحمى والسعال، حمى مع طفح، وعصبية زائدة تجعل الطفل يعترض على حمله باليدين.

الأدوية المستخدمة
وفي سؤال عن نوعية الأدوية المستخدمة لعلاج فيروسات الإنفلونزا في المطلق يقول الصيدلي عبدالعزيز عبدالحميد نواب من صحة مكة المكرمة سابقاً: عند ارتفاع درجة حرارة الجسم، يمكن خفضها بمساعدة الأدوية الخافضة للحرارة مثل الباراسيتامول، الإيبوبروفين، أو الأدوية التي تحتوي على النابروكسين.

وتستعمل هذه الأدوية لتسكين الألم.ويمنع إعطاء الأسبيرين للأطفال والشباب دون سن الـ 18، وذلك لأنه قد يؤدي لمتلازمة راي (Reye’s syndrome ) ومتلازمة راي هو مرض خطير، يمكنه أن يؤدي للموت. ويجب الإكثار من شرب السوائل، وذلك لتجنب الجفاف الالتزام بالراحة حيث تساعد الراحة الجسم على التعافي بسرعة. وعن طرق الوقاية من العدوى بمرض انفلونزا الخنازير يقول د.شعث: لمنع انتشار انفلونزا الخنازير يوصى بالقيام بما يلي: تغطية الأنف والفم بمنديل ورقي، عند السعال أو العطس. في حال عدم وجود المناديل الورقية، يجب السعال أو العطس داخل الكوع، وليس داخل كفتي اليدين.

إلقاء المناديل الورقية المستعملة داخل سلة النفايات.غسل اليدين بأوقات متقاربة بالصابون والماء، أو بواسطة مستحضر يحتوي على الكحول.الامتناع عن لمس العينين، الأنف والفم.الامتناع عن التواجد على مقربة من الأشخاص المريضين.الامتناع عن الاستعمال المشترك للأغراض الشخصية، كمستحضرات التجميل، أواني الطعام، المعدات الرياضية، أو المعدات المكتبية.يجب على الأشخاص المصابين بانفلونزا الخنازير البقاء داخل المنزل، عدم الذهاب للعمل والمدرسة والامتناع عن التواجد قرب الأشخاص الاخرين. يجب البقاء في البيت لمدة لا تقل عن الـ 24 ساعة بعد زوال الحمى.

الفرق بين نزلات البرد والإنفلونزا
عند شعورك بانسداد في الأنف والتهاب في الحلق وصداع شديد، هل هذه أعراض نزلة برد أم أنها الإنفلونزا الموسمية؟
من السهل الخلط بين الاثنين إذ تتداخل الأعراض مع بعضها بعضاً. ورغم أن كلاً من الإنفلونزا ونزلات البرد العادية هي أمراض تصيب الجهاز التنفسي، إلا أن الفيروسات المسببة للإصابة تختلف في كل منهما، إذ تجعلك الإنفلونزا تشعر باستياء شديد عند ظهور أعراض الإجهاد مقارنةً بانسداد أو رشح في الأنف عند الإصابة بنزلة برد. وقد تؤدي الإصابة بالإنفلونزا في بعض الحالات إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل الالتهاب الرئوي أو دخول المستشفى. وتعرف نزلات البرد بأنها عدوى فيروسية تنقل عن طريق الهواء تصيب الجهاز التنفسي العلوي.

وتنتشر نزلات البرد أكثر في أشهر الشتاء، وذلك لأن معظم الفيروسات المسببة لنزلات البرد تنمو في رطوبة منخفضة. وتنتشر نزلات البرد عندما يعطس شخص ما أو يسعل، مما يرسل قطرات الرذاذ محملة بالعدوى عن طريق الهواء.

ونادراً ما تظهر أعراض حمى أعلى عند الإصابة بنزلات البرد العادية، ولا ينجم عنها عموماً مشكلات صحية خطيرة، وإذا كنت تعاني من نزلات البرد، فستظهر الأعراض الاتية: انسداد أو رشح في الأنف، العطس،السعال، التهاب الحلق، ألم طفيف بالجسم، إجهاد خفيف.

وعن كيفية الوقاية من نزلات البرد يرى الأطباء أنه لا توجد أدوية لعلاج نزلات البرد بشكل جذري، إلا أنه دائماً ما يمكن الوقاية منها باتباع أساليب النظافة الشخصية الجيدة، ونظراً لسهولة انتشار نزلات البرد، فإن الوقاية خير من العلاج.
وإذا كنت مصاباً بنزلة برد فعليك البقاء بعيداً عن الاخرين تجنباً لإصابتهم بالعدوى، وابعد يديك عن أنفك وعينيك وفمك وغطهم عند السعال أو العطاس.

أما أعراض الإصابة بفيروس كورونا فتتمثل في سيلان الأنف، صداع الرأس، السعال، التهاب الحلق، الحمى، شعور عام بالتوعك.

أخصائي الطب الوقائي:
المخاطر الصحية المحلية لكورونا منخفضة

أكد أخصائي الطب الوقائي والصحة العامة، الدكتور فيصل الكليب، أنه بناء على الوضع الراهن والتقارير الصادرة من مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة، فإن المخاطر الصحية المحلية لفيروس كورونا منخفضة في الوقت الحالي، لافتا إلى أنه يتم حالياً مراقبة الوضع الوبائي في المنطقة بالتنسيق مع هيئة الطيران المدني بتوفير معلومات للأشخاص الذين قد يسافرون إلى المدن المسجل فيها إصابات، إضافة إلى معلومات المسافرين القادمين منها لتقييمهم صحياً والتأكد من سلامتهم، مشدداً على أنه تم نشر دليل مؤقت يوم امس من قبل وزارة الصحة للتعامل مع الحالات المشتبه فيها.

وقال الكليب إن منظمة الصحة العالمية عقدت اجتماعاً طارئاً، مؤخرا قررت على إثره أنه لم يحن الوقت لإعلان تفشي فيروس كورونا كحالة طوارئ ذات شأن عالمي. وأضاف أن الحد من انتشار الفيروس يبدأ بأن تكون المخالطة محدودة، بالإضافة إلى ارتداء الكمامة الواقية في الأماكن المزدحمة. وبالنسبة للشخص المصاب بأعراض تنفسية وارتفاع في درجة الحرارة عليه أن يمتنع عن مخالطة الآخرين، ويحرص على تغطية الفم والأنف بمنديل عند العطس، إضافة إلى غسل اليدين بالماء والصابون بشكل دائم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *