في مطلع الأسبوع الحالي ومع عودة قناديل الفرح من أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات، إلى مدارسهم وسط حفاوة القائمين على المؤسسة التعليمية، في جميع مناطق ومحافظات المملكة، ومن الطبيعي أن تتضاعف الجهود من أجل هذه الثروة الحقيقية من أبناء وبنات الوطن، في التعليم العام والجامعي، ولاشك أن البيئة التعليمية المحفزة، أصبحت مطلبا أساسيا في خارطة ومنظومة العمل الإبداعي، وهي من أهم الأساليب التربوية، التي تترك أثرا بارزا في حياة هذه اللبنات، وتساهم في الأخذ بأيديهم لتحقيق آمال وطموحات قيادتنا الرشيدة، وللحقيقة فإن التباين في مستوى الأداء والفروقات الفردية تظل قائمة، وفق إمكانيات وتفاعل كل إدارة تعليمية، ولنا أن نفخر بالمؤسسة التعليمية والتي تضم العديد من النماذج الوطنية العاشقة لرسالتها التربوية.
وتعمل على توظيف الإمكانيات في خدمة العملية التعليمية، ليأتي دور التنافس الشريف بين الجهات المعنية على نطاق واسع، من قبل الإدارات التعليمية، وكوادرها من المشرفين والمشرفات في ظل خطط تطويرية مستمرة، اعتادت أن تكون في جاهزية تامة، بتضافر جهود المعلمين والمعلمات وصولا لتقديم الأفضل، وما تحدده معايير المخرجات التعليمية، وإن اختلفت الأساليب بين مدرسة وأخرى، والتي تعتبر لبعض المدارس عناوين بارزة للتعريف بالمدارس الأكثر تميزاً، ولاشك أن المجتمع يعي هذه المعايير، ويثني على من يستحق الثناء، ويبادر بالإشادة بالإنجازات التي تحققت، سواء عندما كان الآباء والأمهات طلابا على مقاعد الدراسة، أو من خلال متابعتهم لمستويات أبنائهم الدراسية، والالتقاء بقيادات المدارس وكوادرها التعليمية.
بتعاون الأطراف ذات الصلة، ومدى استثمار العلاقات المتميزة مع الآباء والأمهات، التي قد تتطور لإقامة مشاريع تعليمية تخدم المناهج الدراسية، وتساهم في تشجيع الجميع، لاكتساب خبرات تُعدهم للمستقبل وتحببهم في التخصصات التي يرغبون الالتحاق بها خلال مسيرتهم التعليمية، منذ بدايات التعليم العام إلى الجامعي، وهناك تجارب قدمت نماذج من إنتاج أبنائنا وبناتنا، وهذا ما تؤكده أهداف التعليم المعاصر الهادفة لتحقيق متطلبات وتنمية المجتمع السعودي، التي تنصب في الإنجازات الحضارية على مستوى الوطن.
ولا أذهب بعيدا عن الضغوط التي يعيشها المعلم والمعلمة، والتي تحد من تميزهم وأفكارهم الإبداعية، فهذه النُّخب المبدعة، لابد أن تُعطى كافة الصلاحيات والتسهيلات، ليكون دور الإشراف التربوي المساندة ونقل تصور للإدارات التعليمية، خارج أسوار المدرسة لتوفير الإمكانيات، إذا أردنا أن نتغلب على بعض الرتابة التي تؤدي للملل، وزيادة الضغوط المؤثرة سلبا على البيئة التعليمية، فالتميز والإبداع لا يرتبط بكثرة الكم من المعلومات ومفردات المنهج، بقدر ما يتحقق عن طريق الكيفية التي تترجم بها المفاهيم النظرية، إلى تجارب علمية تطبيقية تعطي شُحنة معنوية، وتجعل من الطالب والطالبة متحفزاً للبحث عن المعلومة، متى ما دعت الحاجة لذلك، وفي مدارسنا الكثير من المبدعين والمبدعات، تتبخر إبداعاتهم بمساواتهم ببقية الطلاب العاديين، في الصف الدراسي الواحد.