متابعات

محاجر البيئة خط الدفاع الأول ضد الآفات النباتية والحيوانية

جدة ـــ ياسر بن يوسف

تعمل محاجر وزارة البيئة والمياه والزراعة بوتيرة ممنهجة من أجل حماية الصحة العامة والثروة الحيوانية والنباتية في المملكة، من خلال الحد من تسرب الأمراض الوبائية والآفات الزراعية عبر الحدود، والكشف على جميع الإرساليات الحيوانية والنباتية الواردة، حيث تتولى المحاجر في منافذ المملكة فحص جميع الإرساليات المستورَدة والمصدَّرة والعابرة لضمان خلوها من الأمراض المعدية والوبائية والآفات النباتية إلى جانب ما يتبع ذلك من الإجراءات المحجرية من معالجة وتطهير أو إعدام أو إعادة تصدير أو حجر، وذلك بالتنسيق مع إدارة تقييم مخاطر الثروة الحيوانية.

” البلاد ” التقت بعدد من المسؤولين في وزارة البيئة والزراعة والمياه والذين أـكدوا أن جميع الإرساليات الحيوانية والنباتية ومنتجاتها الواردة يتم إرسال عينات منها إلى المختبرات لفحصها والتأكد من سلامتها قبل فسحها. في البداية أكد مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة المهندس سعيد جار الله الغامدي أن ما يتم استيراده عن طريق محاجر وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة يغطي أكثر من ٨٥ % من حاجة السوق المحلي للملكة ودول الخليج من المواشي والخضار والفاكهة.


ويقوم بتنفيذ وتطبيق هذه الإجراءات بفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة مكاتب الحجر الحيواني والنباتي الموزعة في كل من ميناء جدة الإسلامي وميناء الملك عبدالله الاقتصادي في محافظة رابغ ، ومطار الملك عبدالعزيز بجدة( مكتب الشحن الجوي ، وصالات قدوم الركاب الدولية والشمالية والجنوبية وصالات الحج وذلك من خلال مشاركات الوزارة للجهات الحكومية ذات العلاقة أثناء قدوم الحاج والمعتمر في موسم الحج والعمرة ) إضافة الى المحجر الحيواني بالخمرة وتم استحداث محجر لوزارة البيئة والمياه والزراعة بمطار الطائف الدولي.

الحجر الحيواني
وأضاف الغامدي أن الحجر الحيواني والنباتي بوزارة البيئة والمياه والزراعة يعتبر خط الدفاع الأول ضد تسرب الآفات الحشرية والأمراض النباتية والحيوانية الى داخل المملكة عن طريق مايتم استيراده من حيوانات حية ومنتاجاتها، والتأكد من قيام المحاجر في منافذ المملكة في منطقة مكة المكرمة والمحاجر الخارجية في الدول المصدِّرة المعتمَدة من المملكة بفحص جميع الإرساليات المستورَدة والمصدَّرة والعابرة لضمان خلوها من الأمراض المعدية والوبائية والآفات النباتية إلى جانب ما يتبع ذلك من الإجراءات المحجرية من معالجة وتطهير أو إعدام أو إعادة تصدير أو حجر، وذلك بالتنسيق مع إدارة تقييم مخاطر الثروة الحيوانية.

فحص الإرساليات
من جهته أوضح الدكتور غالب عبد الغني الصاعدي نائب مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة أن الكشف على الارساليات الحيوانية النباتية الواردة إلى المملكة يتم على مدار الساعة للتأكد من مطابقة المستندات المصاحبة لكل ارسالية وسلامتها ومن ثم فسحها وذلك من خلال ٧٢ موظفا في محاجر وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة حيث أن هناك 22 طبيبا بيطريا ، و12 مساعدا بيطريا ، و15 باحثا زراعيا، و٨ اخصائيين فنيي مختبر ، و12 إداريا، و 3 سائقين ) في الايام العادية ويتم تكليف العديد من الموظفين خلال موسم الحج.

فمثلا خلال موسم الحج الماضي كلفت الوزارة أكثر من 310 من موظفيها وفرقها البيطرية خلال موسم الحج لفحص أكثر من 2,000,000 رأس من المواشي وردت إلى المملكة عبر ميناء جدة الإسلامي ودخلت مكة المكرمة والمشاعر المقدسة دون أية أمراض محجرية – ولله الحمد -، وكذلك جندت مهندسيها الزراعيين في المحاجر للكشف عن الإرساليات النباتية والإرساليات الواردة مع الحجاج للحد من انتقال الآفات النباتية للمملكة.


لوائح تنظيمية
وعن مهام قسم المحاجر يحدثنا فؤاد احمد الغامدي مدير محاجر وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة أنهم يقومون بتنفيذ التشريعات والسياسات واللوائح التنظيمية الفنية الخاصة بأنشطة المحاجر الحيوانية والنباتية والأحياء المائية في المكاتب والتأكد من تطبيقها.

كما أنهم يقومون بإصدار أذونات الاستيراد الكترونيا (المواشي، النحل الحي المزروم، بيض التفقيس والصيصان ، الاسماك، الحيوانات الاليفة، الفراشات) والحيوانات الحية ومنتجاتها، بالاضافة الى إصدار أذون الاستيراد والتصدير والإرساليات العابرة (الترانزيت) للحيوانات الحية وبيض التفقيس والصيصان والأحياء المائية والمنتجات الحيوانية والنباتية غير المصنعة وهي جزء من عملية الإشراف على حركة الإرساليات المستورَدة والمصدرة والعابرة من أجل منع دخول الأمراض والأوبئة الحيوانية والأحياء المائية والآفات النباتية إلى المملكة.

إجراءات محجرية
وبيَّن مدير ادارة الزراعة بفرع منطقة مكة المكرمة المهندس غانم ال مهمل ان وزارة البيئة وضعت ضوابط عدة لدخول المواشي إلى العاصمة المقدّسة في موسم الحج ، تهدف من خلالها إلى ضمان سلامة الأضاحي وعدم انتشار الأوبئة، بدايةً بالمتابعة من قبل المحجر الحيواني والنباتي بميناء جدة الإسلامي وتطبيق جميع الإجراءات المحجرية على المواشي المستوردة حتى فسحها، وبعد ذلك يتم ترصيص الشاحنات ومتابعتها حتى وصولها لمواقعها، إضافة إلى متابعة الوارد للمشاعر المقدسة من السوق المحلية من خلال فروع الوزارة بمحافظات: جدة والجموم والليث.

بالاضافة إلى أنهم شركاء مع مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي بإدارة البنك الإسلامي للتنمية والمشـكّـلة من عـدد من الجهات الحكومية في المملكة العربية السعودية. وقد فسحت الوزارة مليون رأس لمشروع المملكة للافادة من الهدي والاضاحي العام الماضي.

محجر الميناء
ويحدثنا الدكتور عبدالرحمن الزهراني عن محجر وزارة البيئة والمياه والزراعة بميناء جدة الإسلامي عن أهمية الميناء الذي اكتسب أهميته التاريخية كون مدينة جدة هي البوابة الرئيسية للمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، فهو الميناء الرئيسي الذي يخدم ويستقبل حجاج بيت الله الحرام القادمين من كافة أنحاء العالم. وقد خلق ذلك أثرًا إيجابيًّا على الحركة الملاحية التجارية في الميناء، كما يعتبر من أكثر طرق الملاحة البحرية انشغالًا؛ حيث يتم فيه مناولة أكثر من 75 % من البضائع الواردة عبر الموانئ السعودية.

وتبلغ مساحة ميناء جدة الإسلامي 12.5 كم2، وانه من خلال عمل المحجر العام الماضي ١٤٤٠ هجرية تم الكشف وسحب عينات الدم وتحليل وفسح حوالي ٧ ملايين رأس من المواشي الحية وهي تمثل 98 % من اجمالي المواشي الحية الواردة للمملكة و2 % من جميع المحاجر الـ32 على مستوى المملكة.

محجر المطار
وعن محجر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة يقول المهندس خالد ابو حيمد: يعتبر هذا المطار الأهم في مطارات السعودية, حيث أنه هو المركز الرئيسي ومركز عمليات شركة الخطوط الجوية العربية السعودية. كما يعتبر بوابة مكة المكرمة الجوية, وعن طريقه يصل الحجاج والمعتمرون إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة, كما يتميز أيضاً بأنه يضم رابع أكبر صالة للركاب في العالم وهي صالة الحجاج حيث تبلغ مساحتها 510.000 متر مربع.

ويقوم بتنفيذ مهام محاجر وزارة البيئة والمياه والزراعة في مطار الملك عبدالعزيز بجدة من خلال ٤ مكاتب تعمل بطريقة علمية وهو أحد صمامات الأمان ضد الأمراض النباتية والحيوانية الوافدة.

1.7 مليون ريال غرامات لـ29 مخالفاً للثروة الحيوانية
أصدرت وزارة البيئة والمياه والزراعة، مؤخرا عدداً من العقوبات على 28 مخالفاً لنظامي الثروة الحيوانية والرفق بالحيوان، بغرامات مالية بلغت 1.760.000 ريال، وأوضحت الوزارة أن أبرز المخالفات المسجلة تمثلت في بيع منتجات حيوانية محلية غير آمنة للاستهلاك البشري، والتعدي على الحيوانات بالإساءة، ونقل حيوانات مشتبه بإصابتها بالأمراض بين المناطق، إضافة إلى مخالفات تتعلق بالتراخيص الخاصة بمشاريع الثروة الحيوانية ومنها عدم وجود تراخيص أو عدم تجديدها أو التصرف بتلك المشاريع دون الرجوع للوزارة.

وأشارت إلى أن المخالفات توزعت على عدد من مناطق المملكة، حيث جاءت منطقة مكة المكرمة أولاً بعدد 17 مخالفة، تلتها منطقة الرياض بخمس مخالفات، ثم منطقة عسير بثلاث مخالفات ثم جازان بعدد مخالفتين، وأخيراً مخالفة واحدة في منطقة القصيم.

وأشادت الوزارة بالمراقبين البيطريين في فروع الوزارة ومكاتبها في مناطق المملكة المختلفة، بالإضافة إلى جميع من تعاون في الوزارة بالإبلاغ عن المخالفات وخاصة فيما يتعلق بالإساءة للحيوان، داعية ملاك المشاريع والقائمين عليها إلى التعاون مع مراقبي الوزارة والتقيد بالأنظمة والتعليمات التي تصدرها الوزارة، التي تهدف إلى تنظيم عمل مشاريع الثروة الحيوانية وحماية المجتمع من أخطارها وتعزيز قيم الرفق بالحيوان والاهتمام بحقوقه في المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *