لا شك أننا اعتدنا كبشرٍ أن نتطلع إلى الأجمل، كلما امتلكنا جميلاً، وأن نهفو إلى الأغلى كلما اقتنينا غالياً، ومن منطلق هذه الفطرة البشرية أقول: بحكم سفري ومشاهدتي للعديد من مطارات العالم، المصنفة ضمن أجمل المطارات العالمية.
تأكدت أننا لسنا بعيدين كثيراً عن ذلك التصنيف، وليس صعبا علينا أن نتبوأ مقعدنا بينها.. طالمـا لدينا كل مقومات التحدي، ولا تنقصنا أسباب النجاح والتفوق. هذا ما شعرت به وأنا أتأمل مطاراتنا ما لها وما عليها، فهي أول لوحة تطالع القادم إلى بلادنا ومن خلالها يتعرف على بقية اللوحات، وهي أيضاً منافذ المغادرة والوصول، وبوابات الدخول إلى أرض الحرمين الشريفين.
فلا بد أن تبدو زاهية وباهية، في أجمل صورة وأحلى منظر وهي تستقبل وفود الحجاج والمعتمرين والزوار عبر آلاف الرحلات القادمة من شتى بقاع العالم، إلى جانب الرحلات العادية (داخلية وخارجية)، ومن ذلك تستمد المطارات أهمية، وتكتسب خصوصية تستوجب مضاعف العناية الفائقة.
وتستدعي الاهتمام الدائم بها، حتى تكون في المستوى الذي يليق بمملكة الإنسانية ويشرف هذا الشعب الكريم المضياف. الذي خصه الله تبارك وتعالى بما لم يخص به غيره، وأكرمه بخدمة ضيوفه من حجاج ومعتمرين. إننا على يقين أن الآمال ستبقى آمالاً، وأن الأحلام ستظل أحلاماً. مالم نعترف بالقصور في مطاراتنا، والسلبيات المتمثلة في: (جفوة تعامل العاملين للركاب وطريقة التعامل المنفرة، وضعف خدمات شركات التشغيل والصيانة والنظافة، وازدحام المسافرين الناتج عن قلة عدد الموظفين، والأعطال المتكررة للأجهزة الخاصة بالكاونترات مما يؤخر إنهاء المعاملات ويزيد أوقات الانتظار ويتسبب في الطوابير والزحام).
ومن أهم مكملات جمال اللوحة نرجو أن نرى اهتماماً أكثر وعناية أكبر بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة مع توفير مراكز للاستعلامات لمساعدة المستفسرين. كما ننتظر من خطوطنا الجوية، وعبر قطاع التدريب فيها، أن تكثف الجرعات التدريبية التأهيلية لكافة موظفيهـا، في مختلف إدارات الهيئة وأقسامها، لترقية الأداء وتحسين الخدمات، تأهيلاً لكوادرها العاملة على أساليب التعامل الراقي، ولغة التفاهم المثلى وكيفية التخاطب المهذب. فليس صعباً علينا بلوغ الهدف، ليصبح الإعجاز إنجازاً والمستحيل ممكناً، والحلم حقيقة مادمنا نثق في قدرتنا، واستعداد قيادتنا الرشيدة وحكومتنا المجيدة لبناء وطن رائع وجميل.
Loay@altayarpr.com