في الندوة التي أقامتها كلية الشريعة، والدراسات الإسلامية، بجامعة أم القرى الأسبوع الماضي، بعنوان (جهود المملكة العربية السعودية في خدمة قضايا العالم العربي)، وأدارها بنجاح وكيل الكلية للتدريب وخدمة المجتمع، الدكتور إبراهيم بن عطية الله السلمي، كان صوت الوطن حاضرا، باستضافة الدكتور مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي، رئيس لجنة التعليم بمجلس الشورى، الحاصل على درجة الدكتوراه في الفقه المقارن، من جامعة اكستر البريطانية، ولعل سيرته الأكاديمية والوظيفية وحضوره العديد من المؤتمرات والندوات، تحمل بين سطورها مناصب عديدة تشرَّف بها، لخدمة دينه ومليكه ووطنه، أهلته ليتعايش مع قضايا أمته العربية، من خلال ترؤسه لأكبر برلمان عربي، يعُج بالكثير من القضايا المُلحَّة.
واستحق بجدارة القيام بهذه الأعمال البارزة، فكانت مساهماته محل التقدير الرسمي والمجتمعي، مُتحدثا عن الأثر والتأثير، في محاضرة بتلك الدقة والموضوعية، في وقت تعيش الأمة العربية تحديات كثيرة، ويُحسب لجامعة أم القرى، ولحسن إدارة مديرها معالي الأستاذ الدكتور عبدالله بن عمر بافيل، اختيار الزمان والمكان وعنوان الندوة، في مثل هذه الأحداث والصراعات الراهنة،
أمّا المكان فلنا أن نتصور عظمته وقدسيته، والفضل بعد الله لقادة المملكة، وهُم يستشعرون مسؤوليتهم الدينية والقومية، بإقامة المؤتمرات العربية والإسلامية، أمام بيت الله العتيق، ليشهد التاريخ أن المملكة تبرأ لله، من التقصير أو التساهل وتستنكر بشدة الدسائس التي تحاك ضد مصالح وكيان الأمة العربية، وكفاحها وكرامتها وحقوقها، التي سُلبت منها بسبب الزعامات الهامشية لبعض القيادات، والمملكة وهي تفخر بأدوارها وسياستها المُعلنة، بشجاعة وإرادة وإيمان بالله، وتعامل أخلاقي هو سمة هذه الأرض وحُكَّامِهَا، وهو ما أكده المحاضر بأن دور المملكة، مُتأصِّل ومُتجذر منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، عندما وضع أولى اهتماماته بقضايا أمته، في مقارنة تتساوى مع مكانة بلاده وشعبه السعودي، بالشجاعة والعزيمة التي عُرف بها، وظلت منهجا حتى تاريخ اليوم، قدّمت المملكة وضحَّت بمالها ورجالها، بدون مِنّة أو تحالفات ظالمة وضغوط وهيمنة سياسية.
تمت ممارستها من أولئك المغلوب على أمرهم، وليسمح لي المحاضر بالخروج عن النص، نتيجة ما نراه على الأرض، في الوقت التي تحلم الأجيال العربية، برؤية سياسية تُعيد لها بعض مكتسباتها، يوم كانت كلمة العرب هي الفصل، والمحك الرئيس لقرارات تاريخية أعادت للأمة مجدها، والأمثلة أكثر من أن تذكر بهذه العجالة، إلاّ أنها تتلخص في مواقف قادة المملكة البطولية، وأثبت التاريخ أن حكيم الأمة العربية، (في زمن قلَّ فيه حُكمَاهَا)، فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحمل هُموم أمته على راحتيه، ويترجمها قولا وفعلا ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رمز الشباب والنّخوة والأصالة والشهامة العربية.