الدولية

أردوغان يقامر بمستقبله السياسي بغزو ليبيا

البلاد- هاشم آل هاشم

أجمع محللون سياسيون أتراك على أن قرار البرلمان إرسال قوات إلى ليبيا سيكون القشة التي ستقصم ظهر نظام أنقرة، مشيرين إلى أنه يقامر بمستقبله السياسي، متوقعين أن تندلع احتجاجات ضد سياساته حال تفاقم تكلفة التدخل التركي فى ليبيا بشريًا أو ماديًا، خاصة والاقتصاد يمر بمرحلة صعبة ومعاناة المواطنين تتضاعف، وغزو ليبيا سيرتب تكلفة مرتفعة فضلًا عن الإضرار بسمعة تركية، التي تأثرت كثيرًا نتيجة تدخلها في شمال سوريا، وارتكابها والمليشيات المتحالفة معها مجازر بحق المدنيين.

يقول المحلل السياسي التركي جودت كامل: إن الشعب التركي وحده من سيدفع فاتورة إرسال قوات إلى ليبيا؛ حيث بطبيعة الحال ستحتاج تلك القوات إلى معدات ومؤن وتكلفة مالية كبيرة، مما سينعكس على الداخل في مزيد من المعاناة الاقتصادية في ظل أوضاع صعبة تمر بها البلاد، وقد يلجأ أردوغان إلى فرض ضرائب جديدة أو تحريك جديد لأسعار البنزين والمازوت، حيث بلغ سعر لتر البنزين إلى أكثر من 7 ليرة في أكتوبر الماضي ، مضيفا بأن سعر لتر البنزين قد يتجاوز 8 ونصف ليرة مع الشهور الأولى من إرسال القوات التركية إلى ليبيا، مما سيؤثر سلبًا على أسعار وسائل النقل والسلع الأساسية.

وتوقع “كامل” أنه مع سقوط قتلى من الضباط والجنود الأتراك في ليبيا، فإن الاحتجاجات ستندلع ضد الرئيس التركي، وستتصاعد وفقًا لحجم الخسائر التي سيتكبدها الجيش، خاصة أن هناك أصواتا معارضة بقوة لنهج أردوغان السياسي والاقتصادي المتخبط.

وختم بأن أردوغان يقامر بمستقبله السياسي، خاصة وسمعة تركيا تدهورت بسبب غزو شمال سوريا في العملية المسماة “نبع السلام”، حيث مارست والمليشيات المتطرفة المتحالفة معها انتهاكات بحق المدنيين الأبرياء، وصفت بأنها “جرائم حرب”، والأمر مرشح للتكرار في ليبيا، مما سيضيف مزيدًا من السمعة الدولية السيئة لتركيا، ستنعكس على أوضاعها السياسية والاقتصادية.

• ذريعة للبطش
واتفق معه في الرأي المحلل السياسي التركي بافوز أكار الذي أكد على أن الرئيس التركي يريد أن يسكت المواطنين الذين يشتكون ضيق العيش، من خلال الترويج لحرب يخوضها الجيش في ليبيا، ومن سينتقدها سيتهم بالخيانة العظمى وتكون حجة لزيادة قمعه وبطشه بالأتراك.

وأضاف لـ(البلاد)، أن هذا البطش سيؤدى إلى خروج الأتراك في احتجاجات شعبية، حيث إن الشعب التركي منقسم حول الموقف من التدخل في ليبيا، بين مؤيدين من أنصار فكر العدالة والتنمية والاتجاهات القومية المتطرفة من جهة، ورفض من قطاعات رأي عام واسعة تتطلع إلى تحسين أوضاعها المعيشية والنهوض بالاقتصاد، وتجنب الاشتباك في صراعات بالخارج.

وشدد “أكار” أيضا على أن هناك قمعا كبيرا، يمارس الآن فى تركيا، وأنه في حال تفاقم تكلفة التدخل التركي فى ليبيا بشريًا أو ماديًا ستندلع موجة جديدة من التظاهرات ضد أردوغان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *