المحليات

ملايين الأبحاث تؤكد أن السرطان حقيقة وليس أكذوبة

جدة – ياسر بن يوسف

تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام، مقاطع وكتابات غير موثقة، مفادها أن مرض السرطان مجرد وهم وأكذوبة، وأنه ليس له وجود وإنما هو اختراع من قبل بعض الاطباء وشركات الأدوية، وقد أطلق هذه المعلومات مواطن أمريكي مدعيا أن نقص فيتامين ( د 17 ) هو المسؤول عن غزو الأورام الخبيثة جسد الإنسان ، وسرعان ما انتشر المقطع في جميع أنحاء العالم مثل النار في الهشيم، وتم تداول المقطع بين الملايين حول العالم ، خصوصا المصابين بالأورام الخبيثة ، كما كان للمختصين في الطب البديل دور في انتشار مثل هذه المعلومة المغلوطة، غير أن الأطباء فندوا كل ما يثار حول أن السرطان مجرد أكذوبة مؤكدين أن المرض الخبيث حقيقة، ويصيب الإنسان وله عدة أنماط مؤكدين أن ما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي ينم عن جهل كبير بحقيقة هذا المرض الخطير والذي يمكن الشفاء منه بإذن الله إذا اتبع المريض العلاج، كما أن هناك خطوات يمكن بواسطتها الحفاظ على الصحة منها تناول الخضروات الورقية والفواكة واتباع الحمية الصحية والرياضة لمدة 30 دقيقة يوميا وعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة.

«البلاد» بدورها حملت هذا الهاجس الذي يجتاح فضاء التواصل الاجتماعي وتواصلت مع عدد من الأطباء والذين دحضوا المعلومات المتداولة حول السرطان، مؤكدين أن الأورام الخبيثة ليست أكذوبة أو وهما وأنما هي حقيقة ملموسة، لافتين في الوقت نفسه أن التعامل مع الأورام الخبيثة موثق وأن هناك ملايين الأبحاث التي تستقصي جينات المرض، كما أن هناك الكثير من الدراسات حوله في المجلات العلمية المتخصصة، وأضافوا أن التشكيك بالسرطان كمرض جاء من خلال عدة فرضيات أهمها كونه مرضا غامضا، وله عدة أنواع.

وفي هذا السياق أكد أستاذ علم الأجنة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور صالح عبدالعزيز الكريم، أن مصدر القول بأن السرطان اكذوبة عصرية ليس مصدرا علميا رسميا ولم يصدر هذا الكلام من عالم متخصص، لأن السرطان مرض حقيقي يصيب الانسان ومشاهدة خلاياه من خلال الأجهزة الطبية التقنية كما أن التعامل معه موثق والأبحاث التي تستقصي جيناته بالملايين والمجلات العلمية المتخصصة باسمه بالعشرات.

وكشف البروفيسور صالح أن التشكيك بالسرطان كمرض جاء من خلال عدة فرضيات أهمها كونه مرضا غامضا جدا ولم تعرف حقيقته الى الآن انما وضعت له حوالي أربع نظريات ولأنه ليس له نمط واحد وإنما هو عشرات من الأنواع ومنه من هو “غول ” سريع يقضي على المريض ومنه ماهو بسيط يتعايش مع صاحبه فترة طويلة، فضلا عن الآثار السلبية فيما بعد الجراحة باستخدام العلاج الكيميائي والإشعاعي وكلاهما له اثار جانبية على مناعة وخلايا المريض، وكل هذا أفرز ادعاءات أطباء الطب البديل لترويج فكرهم ضد العلاج بالطب الحديث والقول بأن السرطان ليس مرضا انما هو اكذوبة يمكن معالجته كمرض عادي بالطب البديل وهو كلام غير منطقي.

واتهام نقص فيتامين ب ١٧ بأنه هو سبب السرطان معلومة غير علمية على الإطلاق.

مافيا الأدوية
وأضاف الدكتور الكريم أن مافيا الأدوية على الصعيد العالمي استغلت حاجة المرضى لعلاج السرطان وبدأت في زيادة أسعار الدواء الامر الذي يرهق مريض السرطان واسرته.

وخلص الدكتور الكريم الى القول إن الإجابة التي تؤكد أن السرطان مرض حقيقي تتمثل في عدة محاور منها إصابة الملايين من الناس به على تفاوت في أنواعه واكتشافه مبكرا أو متأخرا وكذلك علاجه فهو حقيقة مشاهدة ويمكن احداثه معمليا بمواد كيميائية او إشعاعية ومشاهدة تحوله حتى على المستوى الخلوي.

وحتى الذين يزعمون بأنه اكذوبة يتعاملون معه ويذكرونه بالاسم بأنه سرطان مما يدل أنهم لا يملكون إسما بديلا له، كما يمكن مشاهدته والحصول عليه وفحصه بعد عملية ازالته من المريض، واخيرا إن صرف انظار الناس عن مرض خطير كهذا بادعاءات غير موثقة يتسبب بعدم علاجه ويفاقم من معاناة المرضى.

لا مجال للتشكيك
ويتفق استشاري الأطفال الدكتور نصر الدين الشريف مع الرأي السابق ويقول: مرض السرطان معروف منذ القدم ويصيب الكبار والأطفال، ولا مجال للتشكيك في هذا المرض القائم على طب البراهين، فكم من حالات شفيت بتلقي العلاج المتضمن العلاج الإشعاعي والكيماوي، وللأسف من يشكك في عدم وجود هذا المرض إنسان ينقصه الوعي.

وأشار الى ان السرطان هو مصطلح طبّي يشمل مجموعة واسعة من الامراض التي تتميز بنموّ غير طبيعي للخلايا التي تنقسم بدون رقابة ولديها القدرة على اختراق الأنسجة وتدمير أنسجة سليمة في الجسم، وهو قادر على الانتشار في جميع أنحاء الجسم، واحتمالات الشفاء من المرض آخذة في التحسن باستمرار في معظم الأنواع، بفضل التقدم في أساليب الكشف المبكر عن السرطان وخيارات علاج السرطان.

وخلص إلى القول ان السرطان يتولّد من جراء ضرر (تغيّر طفرة) يحدث في سلسلة من الحمض النووي الريبي المنزوع الأكسجين (دنا – Deoxyribonucleic Acid – DNA) الموجودة في الخلايا، وسلسلة الدنا في جسم الإنسان تحتوي على مجموعة من الأوامر المُعَدّة لخلايا الجسم، تحدد لها كيفية النمو، التطوّر والانقسام.

مثبت طبيا
ولم يختلف رأي طبيب الجلدية الدكتور هيثم شاولي حول قضية السرطان فيقول: مرض السرطان موجود ومثبت طبيا بالأبحاث والدراسات، ويعد سرطان الجلد مثلا احد هذه الأمراض، إذ يمكن أن يتعرّض جلد الإنسان للإصابة بالسرطان، والذي يتمثل بنموّ غير طبيعيّ لخلاياه، وهناك ثلاثة أنواع رئيسيّة لسرطان الجلد، أحدها يُدعى سرطان الخلايا القاعدية، والآخر يدعى سرطان الخلية الحرشفية، ويعتبر هذين النوعين من أكثر أنواع سرطانات الجلد شيوعاً وانتشاراً، بالإضافة إلى عدم اعتبار هذه الحالات في أغلب الأحيان خطيرة أو مُهدّدة لحياة المصاب، وهناك نوع آخر لسرطانات الجلد يُدعى الميلانوما أو سرطان الخلايا الصبغية، وقد تنشأ الميلانوما أيضاً نتيجة تحوّل الشامات الحميدة المنتشرة في الجسم إلى شامات سرطانيّة، إذ يمكن أن يظهر هذا النوع من السرطان في أي جزء من الجسم، وهنا يجدر التنبيه إلى أهميّة الخضوع للتشخيص المبكّر الذي يجعل نجاح علاج سرطان الجلد أمراً ممكناً في مراحله الأوليّة.

وأكد أن هناك دراسة بقيادة علماء من الولايات المتحدة، حللت أكثر من 33 نوعا من الأورام السرطانية في أكثر من 10 آلاف مريض، وتوصلت إلى إمكانية إعادة تصنيف الأورام إلى 28 مجموعة تشترك في جزئيات متشابهة.

ويقول الباحثون، الذين نشروا دراستهم في مجلة “سِل” الطبية، إن إعادة تصنيف الأورام سيقود في النهاية إلى تحديد وسائل علاج أفضل وأكثر دقة.

لكن في الدراسة الجديدة، التي نُشرت بعنوان “أطلس الأورام السرطانية”، حلل العلماء 23 نوعا من السرطان الأكثر شيوعا، وكذلك 10 أنواع نادرة، لرصد أوجه التشابة والاختلاف على المستويين الوراثي والخلوي.

وتوصلت الدراسة، إلى أن قرابة ثلثي مجموعات السرطان التي تشترك في أوجة تشابه جزيئية رئيسية وجدت في أكثر من منطقة من الجسم.

وأظهرت أن نوعا ما وجد في 25 مكانا بالجسم، ما يعني أنه من البديهي علاجه بصورة مختلفة اعتمادا على المنطقة الذي ظهر فيها.

طرق بسيطة للوقاية من السرطان

وفقا للأبحاث التي اجريت على مرض السرطان في المملكة المتحدة، لا يمكن أن نمنع مرض السرطان بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع الأمراض الأخرى باستخدام اللقاحات وليس كل أنواع السرطان يمكن الوقاية منها.

ولكن مع بعض التغييرات في نمط الحياة، يمكن أن نقلل من مخاطر الإصابة بالمرض وفقا لتقرير الدكتور KM Sunesara والذي أكد أن تغيير نمط الحياة يمكن أن يخفض خطر الإصابة بالسرطان.

ومن طرق الوقاية إنه إذا كان لديك أواني للطبخ مخدوشة، عليك استبدالها على الفور، والاقلاع عن التدخين لأنه من عوامل الإصابة بالسرطان ،وعلى الرغم من أن الشمس هي واحدة من أفضل مصادر فيتامين D الا أن هذا الفيتامين قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات المناسبة.

كما يجب الحفاظ على وزن صحي لأن زيادة الوزن أيضا تزيد من فرص تطوير أنواع مختلفة من السرطانات.

إضافة إلى الفحص مرة واحدة في السنة على الأقل.

وتغيير النظام الغذائي الخاص بك عن طريق إضافة خمس حصص من الفواكه والخضار إلى حميتك.

وهذا التغيير يساعد على خفض مخاطر الإصابة بالسرطان بشكل كبير.

فضلا عن مواصلة النشاط البدني لأنه يساعد ليس فقط لمنع أنواع السرطان ولكنه يفيد أيضا الصحة العامة الخاصة بك.

واستخدام الهاتف الخلوي الخاص بك بشكل أقل، لأن الترددات التي تنبعث من الهاتف يمكن أن تتلف خلايا الدماغ ويمكن أن يسبب سرطان الدماغ على المدى البعيد.

تناول كميات أقل من اللحوم لأن تناول اللحم بكميات كبيرة يزيد من فرص الاصابة بالسرطان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *