متابعات

نصف قرن من العمل والتـــطلعات في خدمة الأمة

جدة – البلاد

ما أعظم تطلعات الأمة الإسلامية وما أصعب التحديات التي واجهتها وتواجهها، فعلى مدى نصف قرن من الزمان لمسيرة “منظمة التعاون الإسلامي” كثاني أكبر منظمة عالمية تضم 57 دولة وتعبر عن آمال أكثر من 1.6 مليار مسلم، حققت خلاله إنجازات كبيرة على كافة الأصعدة لتحقيق الأهداف التي قامت من أجلها، وفي مقدمتها:

الحفاظ على القيم الإسلامية النبيلة المتمثلة في السلام والتراحم والتسامح والدفاع عن قضايا الأمة والأقليات المسلمة، وتقوية أواصر وحدتها وتضامنها، ودفع التنمية المستدامة والتقدم والازدهار، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة بما يساعدها على اندماج فعلي في الاقتصاد العالمي، واحترام السيادة الوطنية لجميع الدول الأعضاء، واستقلالها ووحدة أراضيها، وصونها والدفاع عنها، والمساهمة في السلم والأمن الدوليين، والتفاهم والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، واحترام حق تقرير المصير وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، واحترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي كل دولة عضو. وبدعم لا محدود من دولة المقر، المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة وسياستها الحكيمة ، تؤكد منظمة التعاون الإسلامي على أهمية دورها في هذه المسيرة في خدمة الأمة وشعوبها وصوتها الموحد لاستكمال المسيرة ومواجهة التحديات المعاصرة ومستجداتها.

ومؤخرا ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- ، شهد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، بحضور نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز، احتفال منظمة التعاون الإسلامي بمناسبة الذكرى الخمسين على تأسيسها، تحت شعار «متحدون من أجل السلم والتنمية» تأكيدا على رعاية مملكة الخير والسلام والوئام لدور المنظمة وتعزيز رسالتها تجاه الأمة.

مواصلة الأمل بالعمل والإنجازات على كافة الأصعدة

كان البدءُ حلمًا توحيديًا بين الزعيمين الكبيرين الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية رحمه الله، والملك الحسن الثاني ملك المملكة المغربية، رحمه الله، لمواجهة ظرفٍ ورسم طريق، وهو اليوم واقعٌ ترويه الوقائع متجاوزًا أعوامَ الأمل نحو العمل، والمصاعب نحو المكاسب، والخطط نحو الإنجازات، ولتصبح منظمةُ التعاون الإسلامي المنظمة الأكبر بعد الأمم المتحدة محتوية تحت مظلتها سبعًا وخمسين دولة منتشرةً في أربع قارات، ومكونةً من الأمانة العامة للمنظمة في جدة ومكاتبها السبعة الموزعة في أرجاء المعمورة؛ وأربع وثلاثين منظمة متفرعة عنها ومتخصصة ومنتمية إليها في حقول اقتصادية وتنموية وثقافية وتربوية وعلمية وفقهية وإعلامية وإنسانية وشبابية هدفها خدمة الأمة الإسلامية وفق ما يحقق رسالتها ويفي بتطلعاتها وينجزُ أهدافَها، ويجمع مشاعر أكثر من مليار وست مائة مليون مسلم بما يحقق ولاءهم لأمتهم وانتماءهم لقضاياها.

لقد تحقق الحلم ولم تنتهِ الأحلام، وكبرت المنظمة وظلت فتية، والفضل لله بدءًا ثم لدعم قادة الدول الأعضاء وتفاعلهم واهتمامهم ورعايتهم، وفي مقدمتهم الدعم المادي والمعنوي لحكومة دولة المقر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، كما نستذكر جهود أمناء المنظمة السابقين والعاملين فيها على امتداد نصف قرن؛ فقد قدَّموا وتقدمت، وبذلوا فأعطت، وأخلصوا فتميزت، مشيرا إلى أن الرصيد الذي قدمته المنظمة في هذه المناسبة «الذهبية» هو لونٌ في لوحة، وضوء على دوحة آتت وستؤتي، وعبرت أمسًا لتستقبل غدًا، سائلا الله تعالى العون وندعوه السداد.

د. يوسف العثيمين، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي

مواكبة معطيات العصر

نجتمع اليوم بكل اعتزاز وفخر بمناسبة بلوغ منظمة التعاون الإسلامي عامها الخمسين, مستذكرين بذلك رائد التضامن الإسلامي الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله, وأشقاءه الملوك ورؤساء وأمراء الدول الإسلامية واجتماعهم التاريخي التأسيسي لهذه المنظمة في الرباط عام 1969 الذي حددوا فيه التعاون الشامل بين الدول الأعضاء في جميع المجالات.

دافعت منظمة التعاون الإسلامي عن قضايا العالم الإسلامي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية؛ الهاجس الأكبر للأمة العربية والإسلامية، ومحور اهتمام المنظمة ومحط أنظارها، حتى حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الشرعية غير القابلة للتصرف في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية والرفض القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالوضع التاريخ والقانوني للقدس الشريف. ونذكر بوقوف المنظمة مع الأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية بما فيها الروهينجيا.

نجحت المنظمة في الحفاظ على الهوية والقيم الحقيقية للإسلام والمسلمين وإزالة التصورات الخاطئة عن الأمة الإسلامية عبر التعاون بين الدول الأعضاء في مجالات التربية والعلوم والثقافة.

إن الاحتفال فرصةٌ لتقييم مسيرة المنظمة، ودراسة أوجه التطوير، ودعم آليات عمل المنظمة، التي تتواكب مع معطيات العصر الحديث ومتطلبات تحقيق السلم والتنمية لشعوبها.إن مسألة الإصلاح الشامل لمنظمة التعاون الإسلامي، وتطويرها، وإصلاحها، باتت ضرورية وملحة لمجابهة التحديات الإقليمية والدولية التي تمر بها الأمة.

• الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعودوزير الخارجية (المملكة العربية السعودية)

حماية الأقليات

اتشرف بان أرفع بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشاء المنظمة أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وإلى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، حفظهما الله. وصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، وأشكرهم كذلك على الثقة الكبيرة التي منحوني إياها لتقلدي منصب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في منظمة التعاون الإسلامي، والشكر موصول أيضا إلى معالي الأمين العام للمنظمة على الدعم الذي لقيته منه في أداء مهامي. إن إدارة الشؤون السياسية التي تجمع العديد من الملفات للمناطق العربية والآسيوية والإفريقية والمنظمات الدولية فضلا عن ملف الأقليات المسلمة، تعد في مجملها العمود الفقري للأمانة العامة للمنظمة ومحور عملها السياسي منذ بدء عملها قبل خمسة عقود، وهي بالتالي تشكل العنصر الأهم في أداء المنظمة.

• يوسف بن محمد الضبيعي – الأمين العام المساعد للشؤون السياسية

فلسطين.. القضية المركزية

يسعدني أن أهنئ الدول الأعضاء ومنظمة التعاون الإسلامي وأمينها العام الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين وجميع الزملاء بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشاء المنظمة، واعتبر عملي كأمين عام مساعد لشؤون فلسطين والقدس في منظمة التعاون الإسلامي، شرف كبير حظيت به على مدى سنوات خدمتي لهذه القضية المركزية للمنظمة التي تأسست على إثر حريق المسجد الأقصى المبارك. وفي هذا الصدد تستمر جهود المنظمة في دعم قضية فلسطين والقدس الشريف لتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف بما فيه حقه في تقرير المصير وتجسيد سيادة دولة فلسطين على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشريف، ونسأل الله العلي القدير ان يوفقنا لما فيه خير الامة الإسلامية ويعيننا في خدمة هذه القضية النبيلة.

• السفير سمير بكر ذياب – الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والقدس

الوحدة والتضامن


قبل 50 عامًا، نجت قبلتنا الأولى من شفا كارثة، عندما هاجم رجل المسجد الأقصى المبارك وأضرم النار فيه، مما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة به. بالنسبة للأمة المسلمة، كان هذا الهجوم الشرير بمثابة صحوة وإنذار وحقق هدفنا المنشود منذ أمد طويل وهو الوحدة والتضامن لحماية المسجد الأقصى الشريف والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

منذ أول اجتماع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في الرباط، أعربنا باستمرار عن التزامنا بهدفنا المهم، تحرير القدس الشريف، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية وإنفاذ الحقوق التي لا يمكن إنكارها للفلسطينيين لإقامة دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

• مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية (جمهورية تركيا)

تهنئة مغربية


أنقل إليكم تحيات السيد وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج.

يسعدني بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن بلدي أن أتقدم بالتهنئة على مرور خمسين عاما على إنشاء منظمة التعاون الإسلامي، التي انطلقت في مؤتمر القمة الذي عقد في مدينة الرباط عاصمة المملكة المغربية.

وإيمانا منها بالدور الذي تتبناه المنظمة الموقرة في صون قضايا الأمة الإسلامية، قررت المملكة المغربية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، رئيس لجنة القدس، تنظيم احتفالية بذكرى مرور خمسين سنة على تأسيس المنظمة وذلك يوم الخميس 12 ديسمبر 2019.

• نزهة الوافي الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج

(المملكة المغربية)

فخر وأمل


تظل القضية الفلسطينية بلا شك في قلب اهتماماتنا ونؤكد مرة أخرى بضرورة تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة وإنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة، داخل حدود آمنة وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. إن إفريقيا ملتزمة بشدة وتجّدد التزامها التام بكافة أهداف ومبادئ منظمة التعاون الإسلامي الواردة في ميثاق المنظمة وتساهم بكوادر بشرية مؤهلة من مختلف دول المجموعة الافريقية في بلورة تلك الأهداف والمبادئ عبر الاجهزة المتخصصة والمنتمية والمتفرعة التابعة للمنظمة. ب 17 دولة عضو من 57، المجموعة الأفريقية هي عنصر أساسي في منظمة التعاون الإسلامي، وتشارك مع جميع الدول الاعضاء في الاحتفال بالذكرى الخمسين لإنشائها بكل فخر وأمل وثقة.

• لونغا ماكيندا وزيرة الدولة للشؤون الخارجية (جمهورية الغابون)

العلوم والتكنولوجيا

أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للدول الأعضاء على دعمها الكبير للمنظمة وثقتها الغالية في العاملين في الأمانة العامة، وأنا شخصيا حريص كل الحرص على تقديم ما أقدر عليه خدمة للأمة الإسلامية.
ستكون خدمة القضايا العلمية والبحث العلمي والتكنولوجي ضمن مهام الإدارة التي تعد جديدة نسبيا وواعدة في كنف منظمة التعاون الإسلامي والتي تعمل من ضمن ما تقوم به بمتابعة قضايا الصحة، المياه، والبيئة، والتعليم العالي. لقد دخلت إدارة العلوم والتكنولوجيا مرحلة جديدة مع عقد القمة الأولى لمنظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا التي عقدت في أستانا في 10-11 سبتمبر 2017 والتي حظيت بدعم كبير تمثل باعتماد القمة “جدول أعمال المنظمة 2026” بشأن تحديد الأولويات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار في بلدان المنظمة، وستكون سنوات عملي القادمة منصبه على المضي قدماً في تنفيذ هذه الاستراتيجية بما يحقق للأمة الإسلامية المزيد من الفائدة والتقدم والازدهار.

• السفير عسكر موسينوف – الأمين العام المساعد لشؤون العلوم والتكنولوجيا

الإنجازات الملموسة


أغتنم هذه السانحة لأعرب عن تهاني الحارة لـلعالم الإسلامي والدول الأعضاء بشكل خاص ومنظمة التعاون الإسلامي بالطبع وعلى رأسها معالي الأمين العام ومنسوبي الأمانة العامة، بهذه المناسبة العزيزة على قلوب الأمة الإسلامية. إن إدارة الشؤون الإنسانية والثقافية والاجتماعية تعد من الإدارة الهامة في منظمة التعاون الإسلامي ليس لكونها مسؤولة عن ثلاثة ملفات؛ (شؤون الأسرة والشؤون الثقافية والشؤون الإنسانية) فحسب بل لأنها كذلك ثلاثة عناوين يأتي تحتها الكثير من القضايا المهمة التي تتعلق بيوميات الفرد المسلم في كل مكان من هذا العالم، وتتصل بتفاصيل حياته مباشرة، لهذا أرى أن هذه المجالات التي تحققت فيها العديد من الإنجازات الملموسة في اطار العمل الإسلامي المشترك تحتاج أيضا إلى الكثير من العمل والجهد وسنبذل المزيد من الجهود حتى تتحقق النتائج المرجوة ونسأل الله سبحانه وتعالى العون والنجاح في المهمات القادمة.

• السفير طارق علي بخيت – الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية والثقافية والاجتماعية

الاقتصاد والتنمية


أتقدم بالتهنئة إلى الدول الأعضاء على دعمها للمنظمة، وأخص كذلك الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين. المنظمة مكان متنوع يجمع خليطا حضاريا من القارات الإفريقية والآسيوية والأوروبية، ومنسوبو الامانة يمثلون 57 دولة عضو بالمنظمة. إن مسؤوليات إدارة الشؤون الاقتصادية تنصب على العمل فيما يتعلق بسياسات المنظمة في المجالات الاقتصادية والتنموية وخاصة البرامج الاقتصادية الخاصة بالدول الأعضاء والعمل على تطويرها منذ بدء المنظمة ومواكبة وترجمة ما جاء في برنامج العمل العشري الأول والثاني لا سيما بعد الجهود التي بذلتها الأمانة العامة للمنظمة من أجل تعزيز التنمية ومكافحة الفقر في الدول الأعضاء، فقد قامت المنظمة بجهد كبير في هذا المجال من أجل تعزيز التعاون التجاري الداخلي بين الدول الأعضاء ومشاركة الفرص الواعدة لتحقيق التنمية.

• السفير أحمد سنيومو – الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية

المجالات الإدارية


أود أن أعرب في مناسبة مرور خمسة عقود على إنشاء منظمة التعاون الإسلامي عن تهانيّ للدول الأعضاء والأمة الإسلامية جمعاء. وشخصيا تعد منظمة التعاون الإسلامي محطة مهمة للغاية بالنسبة لي في حياتي، ويسرني أن أقدم نتاج خبرتي للعمل في هذه الإدارة التي حظيت مؤخرا بمنصب أمين عام مساعد في سياق عملية الإصلاح التي تمر بها المنظمة منذ نشأتها وحتى اليوم. وأعرب عن اعتزازي الكبير بمنظمة التعاون الإسلامي، المنظمة الدولية الكبيرة، التي تعد ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة والصوت الجماعي للأمة الإسلامية. كما أعرب عن سعادتي للمساهمة في توجيه المجالات الإدارية والمالية للمنظمة النبيلة. وأنا على استعداد للمساعدة في دفع الإصلاحات الجارية في منظمة التعاون الإسلامي إلى الأمام وذلك تحت قيادة الأمين العام الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين.

• السفير موسى كولاكليكايا – الأمين العام المساعد للشؤون الإدارية والمالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *