الدولية

النظام الإيراني يستبق الاحتجاجات بجرائم قمعية

البلاد – عمر رأفت

من جديد، يتحسب النظام الإيراني لموجة جديدة من التظاهرات التي من المتوقع أن تضرب كافة أنحاء البلاد خلال الفترة القادمة ، كتداعيات لقمع النظام انتفاضة البنزين، التي اندلعت بعموم البلاد في 15 نوفمبر الماضي، وأشعلت الغضب بشكل حاد.

وتكثف إيران قمعها للمعارضة الداخلية، فيما شهدت الشوارع تواجدا كثيفا لقوات الأمن ومنعت الوصول إلى الإنترنت عبر الهاتف النقال.

ودعا مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إلى تنظيم تجمعات على مستوى البلاد لإحياء ذكرى مئات الأشخاص الذين قتلوا على أيدي قوات الأمن، باستخدام الذخيرة الحية خلال الاحتجاجات.

فيما أظهر مقطع فيديو من بلدة فارديس في مقاطعة طهران، عناصر ميليشيا الباسيج يجوبون الطرقات بالدراجات النارية، وقال رجل يصور المشهد من نافذة أحد المباني: “إنهم يحاولون ترويع الناس”.
وفي شريط فيديو من حي أريشار بالعاصمة طهران، ظهر ضباط يرتدون الزي الرسمي وهم يحتشدون عند أطراف دائرة مرورية في ميدان صادقية.

ونقل تقرير صادر عن وكالة الأنباء الحكومية “تسنيم” عن قائد شرطة طهران حسين رحيمي قوله: إنه لم تقع أية حوادث أمنية في العاصمة، وذلك بفضل استعراض الأجهزة الأمنية للقوة.
وفي خطوة أخرى مصممة على ما يبدو لإحباط دعوات التجمعات المناهضة للنظام، خفضت السلطات الوصول إلى الإنترنت عبر الهاتف النقال إلى 5٪ من المستويات العادية على عدة شبكات، وفقًا لمجموعة مراقبة الإنترنت نت بلوكس ومقرها لندن.
وقبل ذلك، أبلغت وكالة أنباء “ايلنا” أن السلطات بدأت في حجب خدمات الإنترنت عبر الهاتف المحمول في العديد من المقاطعات؛ بسبب المخاوف الأمنية، وستطيل فترة انقطاع التيار الكهربائي حسب الحاجة.

وكانت إيران قد فرضت إغلاقًا شبه كامل للإنترنت على كل من شبكات الهاتف الثابت وشبكات الجوال لمدة أسبوع بعد اندلاع احتجاجات نوفمبر، فيما وصف حشمت الله طبرزدی، وهو ناشط سياسي من طهران، الاعتقالات الأخيرة في إيران بأنها فضيحة، قائلًا إنه رغم طلب الحكومة من عائلات القتلى الالتزام بالصمت والتهديد باعتقالهم في حال الحديث عن مقتل أبنائهم، إلا أن تلك الأسر لم تصمت، بل تم اعتقال بعضهم ، مشيرا إلى اعتقال عائلة أحد المتظاهرين، ويدعى يويا بختياري؛ لأنها قامت بفضح النظام الإيراني عبر وسائل الإعلام.

وأوضح أن الحكومة أطلقت في الخامس من ديسمبر الماضي عددا مهولا من قوات الأمن في جميع المدن، بسبب التظاهرات التي اجتاحت البلاد، وهو ما يشير إلى خوف النظام الإيراني من تجددها.
وأكد أن النظام الإيراني يخاف من الشعب، وبعد 40 عامًا من وصوله للحكم، أصبح يعتقد أنه ستتم الإطاحة بها في أقرب وقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *