الدولية

الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الصحفيين الفلسطينيين لطمس جرائمه

البلاد – مها العواودة

يتعرض الإعلام الفلسطيني إلى تصعيد خطير في اعتداءات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي، مابين قتل متعمد واصابات واعتقال ومطاردة للصحفيين، وإغلاق للمؤسسات والمكاتب الصحفية وتدمير محتوياتها، وذلك في محاولة لتكميم الأفواه وحجب حقيقة ما يجري من عدوان وتهويد على الأرض العربية الفلسطينية المحتلة ومقدساتها.

الاستهداف المتعمد والمستمر للصحفيين الفلسطينيين في كافة الأراضي الفلسطينية بات بنك أهداف للاعتداءات الإسرائيلية، من خلال إطلاق النار بشكل مباشر على فرسان الحقيقة الذين لم تشفع لهم كاميراتهم ومعداتهم، ولا حتى ستراتهم الواقية، فكانوا ضحايا للاحتلال المجرم الذي أخذ على عاتقه استهدفهم الممنهج، ومن بينهم المصور الصحفي الشاب معاذ العمارنة الذي فقأت رصاصات الاحتلال عينه اليسرى أثناء توثيق عدسته مواجهات اندلعت بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفلسطينيين في بلدة صوريف جنوب الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى اعتقال الاحتلال واعتدائه على طاقم تلفزيون فلسطين في المدينة المقدسة ومنعهم من العمل نهائيًا، ومطاردة كل من يزود التلفزيون الفلسطيني الرسمي بالصور أو مقاطع الفيديو التي توثق جرائم وبطش الاحتلال في العاصمة من تهويد وقتل وهدم.


إعلاميون فلسطينيون أكدوا لـ (البلاد) أن قمع الاحتلال الإسرائيلي لحراس الحقيقة لن يثنيهم عن مواصلة عملهم لكشف جرائم الاحتلال أمام العالم أجمع، وأن الصحفيين الفلسطينيين باتوا بحاجة ماسة للحماية الدولية وضرورة ملاحقة الاحتلال على جرائمه بحق الإعلام الفلسطيني، داعين الاتحاد الدولي للصحفيين والمؤسسات الدولية ذات الاختصاص إلى تكثيف تحركاتهم لدعم حرية العمل الإعلامي في فلسطين وعدم إفلات مجرمي الاحتلال من العقاب، وأن تكون لهم مواقف واضحة تتعدى إصدار البيانات.

في السياق وثقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أكثر من 650 اعتداء على الصحفيين الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري 2019 من بينها 150 إصابة بالرصاص، مشيرة أن ذلك يعد انتهاكًا واضحًا للمادة الرابعة من اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949، التي بموجبها منح القانون الدولي الإنساني الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الحماية القانونية الشاملة من أي اعتداء مسلح.

الصحافة ليست جريمة
تؤكد خلود عساف رئيسة تحرير وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الصحافة ليست جريمة، حتى يتم منعها والاعتداء على ممارسيها، مشيرة أن الاعتداءات والجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال يوميًا بحق الإعلام الفلسطيني لن تزيد المؤسسات الإعلامية والصحفيين الفلسطينيين إلا إصرارًا على مزيد من التغطية لكشف حقيقة الاحتلال وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني.

ولفتت إلى أن سلطات الاحتلال تتماهى عبر قرار منع تلفزيون فلسطين من العمل في القدس مع مواقف الإدارة الأمريكية وقراراتها الأخيرة، بحق العاصمة المحتلة ظنًا منها أنها تستطيع إرهاب الصحفيين عبر ملاحقتهم واعتقالهم ومنعهم من ممارسة أعمالهم بمهنيتهم المعهودة التي يشهد لها العالم.

مخططات ممنهجة
بدوره قال داوود داوود مدير الإعلام المرئي والمسموع في وزارة الإعلام الفلسطينية إن اعتقال الاحتلال لطاقم تلفزيون فلسطين في القدس يأتي ضمن استمرار استهداف الحقيقة والعاصمة المحتلة، ويعتبر اعتداء صارخا على القوانين الدولية الخاصة بحماية الصحفيين والإعلاميين، ويأتي ضمن مخططات ممنهجة لطمس الحقيقة وتغيير الواقع التي تسعى سلطات الاحتلال لتنفيذها ضد القدس المحتلة، وضد الإعلام الفلسطيني.


فضح الأكاذيب
في السياق، قال الإعلامي الفلسطيني محمد الصانوري إن الإعلام الفلسطيني بات لعنة على الاحتلال وممارساته الوحشية بحق الشعب الفلسطيني وفضح كل أكاذيبه أمام العالم، وعليه باتت كل وسائل الإعلام والصحفيين في فلسطين عرضة لاعتداءات قوات الاحتلال وبقرار من مختلف أجهزة دولة الاحتلال السياسية منها أو الأمنية لمعرفتهم بمدى تأثير الإعلام الذي استخدم من قبلهم لترويج أكاذيبهم فانقلب السحر على الساحر، وبات الإعلام الفلسطيني لهم بالمرصاد يفضح جرائمهم ولهذا أصبح مستهدفا بشكل كبير.

قدسية الرسالة
أما الإعلامي أحمد برغوث مدير موقع دولة فلسطين الإلكتروني فيؤكد أن الاستهداف الإسرائيلي المتعمد لإسكات الصوت الفلسطيني وإخراس صوت الحقيقة الذي يفضح ممارسات الاحتلال وجرائمه مستمر، وعلى الرغم من ذلك لن يخضع ولن يستسلم الإعلام الفلسطيني لتلك الإجراءات الهمجية ، مشيرا إلى أن الإعلام الفلسطيني وخاصة الرسمي يعرف أهمية وقدسية الرسالة التي يحملها، وعلى رأسها فضح جرائم الاحتلال وإطلاع العالم عليها.

سجن وتعذيب
من جهته، قال عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين لؤي الغول إن الاعتداءات على الصحفيين الفلسطينيين لاتتوقف عند القتل أو الإصابة، فهناك 24 صحفيًا يقبعون داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي يتعرضون لأبشع صور التعذيب والتنكيل في استهداف واضح للحريات الإعلامية، داعيًا المؤسسات الصحفية العربية والدولية للتضامن معهم والضغط على الاحتلال للإفراج العاجل عنهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *