استكمالاً للموضوع السابق عن الشهادات المزيفة وتأثيرها على الأشخاص، فإن من سمة الواثقين من أنفسهم علمياً، الحاصلين على الدرجات العلمية بجدارة واقتدار، من سمتهم التواضع وحسن التعامل، بينما يظهر على النقيض تماماً سلوك أولئك الأدعياء المزيفين والفارغين بزعم حصولهم على الدكتوراه! دون أن يعلموا أن المجتمع لا تخفى عليه الحقائق،
لأنه يعرف مسيرتهم ويفهم واقعهم ويدرك تردي مستواهم، حتى لو تظاهروا بالتذاكي في إطار لهاثهم للارتقاء بالوهم لتصورهم بأن الناس لا يعرفون حقيقة شهاداتهم المزورة وأنها ستنطلي عليهم، فيتمسكون باللقب مستمتعين بسماعه وكأنه سيرفع من قيمتهم، دون أن يعلموا أنه يخفف من القيمة ويزيدهم رخصاً بعد أن أرخصوا أنفسهم.
فالذين يطلقون عليهم حرف الدال يسخرون منهم حقا، وقد سمعنا أشخاصاً يميلون للطرافة يقولون بأننا نطلق عليهم اللقب لا لنرضي غرورهم ولكن لنظهر ضعف عقولهم، وكأنما يعلنون عن زيفهم أمام الجميع، وقد ينطبق عليهم حديث الرسول عليه السلام ( مازال الرجل يكذب ويكذب حتى يكتب عند الله كذّابا )وقد اختاروا لأنفسهم هذا الهوان بعد أن ابتعدوا عن البر وسلكوا الطريق المعاكس، حتى لو حققوا بشهاداتهم المزيفة بعض المكاسب الصغيرة أو الكبيرة فهم في الآخر خاسرون.
وسيدركون لاحقاً أن المجتمع قادر على التمييز بين العملة الصحيحة والمزيفة ! وأن شراء تلك الشهادات الوهمية يمثل وصمة في جبينهم وتاريخهم، وليس بخاف على أحد في الوقت الراهن دكاكين بيع تلك الشهادات المضروبة. لدرجة أن أحد المتاجرين بها والذي يزعم أنه يمثل إحدى الجامعات الأجنبية المعروفة يقنع المهووسين باللقب بأن جامعته تعتمد نظام المعادلة فكل ست أو سبع سنوات خبرة في أي مجال تعادل درجة علمية بدءاً من البكالوريوس والماجستير حتى الدكتوراه ،
أما الرسالة العلمية لمن ليس له رصيد خبرة فإنها لا تزيد عن تقرير من عدة صفحات لا تشترط فيها المراجع ونحوها وبلا مشرفين! وذلك في سبيل الحصول على قيمة الشهادات بشكل سريع، والتي تخضع للمساومة !! لدرجة أن عددا غير قليل ممن أعطوا الشهادات الكرتونية لجامعة أجنبية لا يعرفون كلمة انجليزية واحدة مما يكشف الجهل ويعري الموقف.