الدولية

الحوثيون يحاصرون اليمنيين بالجوع و”الضنك”

البلاد – رضا سلامة

كشف تقريران أمميان لبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية عن تفاقم أزمة نقص الغذاء في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الموالية لإيران باليمن بما ينذر بكارثة، وتفشي حمى الضنك بشكل غير مسبوق، في ظل إهمال المليشيا لتوفير أبسط متطلبات الأمن الغذائي والصحي، ما يضاعف معاناة اليمنيين، الذين باتوا محاصرين بالجوع والضنك، في وقت لم تظهر مؤشرات لنجاح المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن جريفيث، في دفع المليشيا لتنفيذ بنود” اتفاق ستوكهولم” المبرم بينها والحكومة الشرعية قبل أكثر من عام، خلال مباحثاته مع قادتها بصنعاء، التي بدأت منذ الإثنين الماضي، خاصة ما يتعلق بإعادة الانتشار من مدينة وموانئ الحديدة و تبادل الأسرى وصرف مرتبات الموظفين في مناطق سيطرة المليشيا، التي لم تنفذ أيًا من بنود الاتفاق، حيث واصلت السيطرة على الموانئ وخرق الهدنة العسكرية يوميًا،

واستهدفت الشهر الماضي مقر الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار بالحديدة بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، إضافة إلى تقييد عمل وحركة اللجنة الأممية لتنسيق إعادة الانتشار، وتكثيف عمليات حفر الخنادق وزراعة الألغام بمحيط ميناء الحديدة وتحويل الأحياء السكنية إلى ثكنات عسكرية، ولم تظهر أي مؤشرات إيجابية على حدوث إختراق في المباحثات تجاه تنفيد”اتفاق ستوكهولم”.

بينما أكد رئيس الوزراء اليمني، معين عبدالملك، تزامنًا مع الزيارة، أن جماعة الحوثي المدعومة من إيران غير جادة في الوصول إلى حل سياسي، وترفض كل فرص السلام، بما في ذلك اتفاق ستوكهولم. وقد ذكر تقرير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن تراجع مستويات انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحوثيين باليمن، المصنفة بأنها الأشد تضررًا من الجوع “ينذر بكارثة”، رغم عمل البرنامج الأممي خلال العام الجاري على زيادة أعداد المستفيدين من مساعداته الغذائية الشهرية، من 8 ملايين مستفيد مطلع العام إلى نحو 12 مليون مستفيد في الوقت الحالي.

وأضاف التقرير، أنه ضاعف المساعدات الغذائية لمناطق خاضعة للحوثيين تعد الأكثر تضررًا باليمن؛ جراء انهيار الوضع الغذائي والاقتصادي، اللذين خلفا قرابة 240 ألف شخص يواجهون ظروفًا أقرب ما تكون إلى المجاعة. وكانت أرقام أممية موثقة، قد أفادت بأن نحو 20 مليون شخص، يعانون من انعدام الأمن الغذائي في اليمن، غالبيتهم بمناطق خاضعة للاحتلال الحوثي، من بينهم ربع مليون شخص على حافة الموت من الجوع، جراء الصراع المتواصل في البلاد، بفعل الانقلاب الحوثي ورفض المليشيا للحلول السلمية ولقرارات الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة. بينما أكد تقرير لمنظمة الصحة العالمية، تفشي حمى الضنك في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية باليمن، مشيرًا إلى أنه تم تسجيل 59 ألفا و486 حالة مشتبها في إصابتها، بما في ذلك 219 حالة وفاة في الأشهر الـ 11 الأولى من هذا العام، رغم أن تشخيص الإصابة بالمرض وجمع البيانات يمثلان تحديًا في ظل ظروف الصراع الحالية.

وأشار التقرير إلى أن المرض ينتشر وسط التجمعات المزدحمة بالسكان، الذين شردتهم الحرب المشتعلة منذ الانقلاب الحوثي، حيث أصبحوا بفعل تدهور الأوضاع بمناطق سيطرة الحوثيين أكثر ضعفا وأقل مناعة في ظروف غير صحية يعيشون فيها.
يذكر أن حمى الضنك هي أسرع الأمراض انتشارًا التي ينقلها البعوض، وتتسبب في أعراض شبيهة بالإنفلونزا، ويمكن أن تؤدي الحالات الشديدة منها إلى نزيف داخلي يسبب الوفاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *