جدة – مهند قحطان .. تصوير خالد بن مرضاح
مع إطلالة كل صباح جديد، تزحم صهاريج المياه المحلاة شرايين العروس، ما يتسبب في إرباك الحركة على الطرقات، خصوصا في أوقات الذروة، ورغم الضوابط والاشتراطات القانونية المنظمة لحركتها والحملات المرورية المكثفة لمتابعتها، وتحديد أوقات سيرها ومسارات عبورها، إلا أن وجودها يسبب ازدحامات مرورية داخل وخارج الاحياء، وفقا لعدد من المواطنين والذين أكدوا ضرورة، إيجاد آليات لـ “تقاعد” الصهاريج في عروس البحر الاحمر، مؤكدين في الوقت نفسه أن جدة ربما تكون هي المدينة الوحيدة التي ما زالت بعض أحيائها تعتمد على الصهاريج في إمدادها بالمياه المحلاة، الامر الذي يتسبب في إرباك الحركة المروية.
وفي الوقت الذي أكدت فيه إدارة مرور جدة أن دورياتها تتابع سير الصهاريج في شوارع جدة وتضبط السائقين المخالفين، فإن المؤسسة العامة لتحلية المياه أكدت نجاح خطتها التشغيلية بزيادة ضخ المياه لأحياء جدة، لافتة إلى استمرار كافة الجهود التخطيطية والتنسيقية لتحقيق مزيد من النجاحات والإنجازات التي تساعد على تلبية الطلب المتزايد من المياه المحلاة، وتحقيق الأمن المائي الذي يُعد أحد أبرز أهداف رؤية المملكة 2030.
في البداية أوضح بدر عبدالمحسن أنه من غير المعقول أن تظل صهاريج المياه تزحم الطرق وتشوه المشهد البصري لمدينة جدة، لافتا إلى أن عملية إيصال المياه المحلاه يبدو أنها ليست موجودة في أية مدينة اخرى، لذا يتوجب أن تغيب هذه الوايتات من شوارعنا، لأن مشهدها غير حضاري ولأنها تتسبب في تلوث البيئة، فضلا عن ارباك الحركة المرورية، وفي حال استمرت هذه الوايتات فإنه يتوجب أن يتم وضع جدول لتجوالها في الشوارع وذلك بواسطة إدارة مرور جدة.
من جهته أكد احمد بامجلي إن وايتات المياه سلاح ذو حدين فهي تعمل لإيصال المياه المحلاة إلى الاحياء التي ليست بها شبكة، ولكنها في نفس الوقت تتسبب في الاختناقات المرورية بشكل كبير خصوصا وقت الذورة.
وأضاف بامجلي أتمنى من إدارة مرور جدة أن تضع جدولا لتحركات الصهاريج، خصوصا في أوقات الذروة أثناء خروج الموظفين والطلاب، أو ذهاب العائلات من منازلهم الى الأسواق.
وقال لؤي الانصاري إن خدمات توصيل المياه المحلاة إلى المنازل والمباني التي لم تصلها شبكة المياه التحتية، وما زالت مستمرة، وهذا السيناريو اليومي يتسبب في عرقلة الحركة المرورية داخل الأحياء خصوصا في أوقات الذروة، وما يفاقم هذه المسألة أن الصهاريج ليست لها مواقف مخصصة في الأحياء، ونجد أن بعض السائقين يعمدون إلى إيقافها في برحات الأحياء ويتسببون في ارباك الحركة، كما أن هذه الوايتات ترتكب مخالفات مرورية قد تؤدي إلى وقوع الحوادث بسبب وقوفوها الخاطئ.
وأتمنى أن تصل شبكة المياه المحلاة إلى جميع أحياء بجدة حتى “تتقاعد” الوايتات ويرتاح السكان من ضجيجها وإرباكها لحركة السير في المدينة، كما يجب اخضاع مالكي هذه الشاحنات بالمحافظة على المعايير الاساسية المطلوبة لنقل المياه وتقنين هذه الخدمة بأوقات وساعات عمل متزامنة مع حاجة المستفيدين، وأيضا من الحلول المطروحة فتح باب المنافسات الاستثمارية في قطاع تحلية المياه.
تشوه بصري
من جانبه أوضح عماد الصالحي بقوله أنا من سكان مخطط الكوثر في الحمدانية وتعاني شوراع الحي من الضجيج والحفر التي تسببها صهاريج المياه المحلاة، إضافة إلى أنها تتسبب في تشويه المشهد البصري للشوارع، وللأسف فإن البلدية ما تكاد تنتهي من سفلتة طريق دمرته الوايتات حتى يعود المشهد كما كان في السابق، لذا نطالب شركة المياه بتسريع ربط جميع الأحياء بالشبكة، وإيقاف الصهاريج بصورة نهائية، في مدينة جدة والتي تعد من المدن السياحية.
جدول زمني
وفي نفس السياق أوضح أحمد البدر أن الوايتات ناقل مهم جدا وحل بديل لإيصال المياه إلى خزانات الأحياء الطرفية التي ليست بها شبكة للمياه المحلاه، لذا نتمنى أن تصل المياه إلى جميع الأحياء لأن التداعيات المرتبطة بالوايتات كثيرة فهي تدمر أسفلت الشوارع وتربك الحركة المورية، فضلا عن أنها تزعج السكان بصورة كبيرة، ويحتاج الأمر إلى وقفة متأنية من أجل وضع جدول زمني يومي لمرور هذه الوايتات.
واوضح بسام عبد الله وبكل صراحة وجود هذه الوايتات يتسبب في ارباك الحركة المرورية في الشوارع فوجودها بالطرقات العامة والمزدحمة يعطل السير، كما أن مشهدها غير حضاري على الأطلاق، إذ أن اغلبها للأسف قديمة، ولا توجد شركات تقوم بصيانة مثل هذه الوايتات، كما أنها تتسبب في وقوع الحوادث في الطرقات وقد حدثت العديد من الحوادث للأسف الشديد بسببها، كما أن نسبة كبيرة من سائقيها متهورين.
تصاريح التنقل
“البلاد ” بدورها تواصلت مع إدارة مرور جدة، فأكدت أن صهاريج المياه مصرح لها بالتنقل على مدار اليوم وفي اوقات الذرة وتقوم دوريات المرور بمتابعتها والتخفيف من تواجدها على الطرق الرئيسية مع التأكيد على السائقين ضرورة الالتزام بالمسار الأيمن والتحقق من عدم وجود مخالفات عليها وإن وجدت يتم تطبيق النظام بحقها ولا يتم منعها من الوصول إلى المواقع المتجهه لها.
زيادة إمدادات المياه المحلاة 300 ألف م3 يومياً لجدة يذكر أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة سبق وأن أكدت أنها نجحت في تحويل خطتها التشغيلية في تحقيق زيادة في الإمداد بلغت 300 ألف متر مكعب يومياً من المياه المحلاة لمدينة جدة، حيث ارتفعت الكميات المنتجة من (مليون و120 ألف متر مكعب يومياً في عام 2017 إلى مليون و420 ألف متر مكعب يومياً من المياه المحلاة العام الحالي 2019.
وأرجعت المؤسسة الزيادة في إمداد المياه المحلاة إلى الخطط والاستعدادات المبكرة لمواكبة زيادة الطلب على المورد المائي، وذلك بتنفيذ عدد من مشاريع الإنتاج والنقل، ومنها توسيع وترقية نظام نقل الشعيبة – جدة قويزة ومحطة تحلية القطاع الخاص.
كما أن الشراكة المثمرة مع شركة المياه الوطنية وشركات إنتاج القطاع الخاص وبالتنسيق والتعاون المستمر أدت إلى تحسين خدمة الإنتاج والإمداد الذي كان نتاجه أخيراً إغلاق محطة الفيصلية ومحطة تعبئة كيلو14 ثاني أكبر محطة أشياب بجدة، والاستغناء عن أكثر من 4 آلاف صهريج مياه.
وأكدت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة استمرار كافة الجهود التخطيطية والتنسيقية لتحقيق مزيد من النجاحات والإنجازات التي تساعد على تلبية الطلب المتزايد من المياه المحلاة، وتحقيق الأمن المائي الذي يُعد وأكدت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة استمرار كافة الجهود التخطيطية والتنسيقية لتحقيق مزيد من النجاحات والإنجازات التي تساعد على تلبية الطلب المتزايد من المياه المحلاة، وتحقيق الأمن المائي الذي يُعد أحد أبرز أهداف رؤية المملكة 2030.