البلاد – محمد عمر – رضا سلامة
أعلنت البعثة الدبلوماسية الليبية العاملة في مصر وكافة الملحقيات الدبلوماسية التابعة لها، انشقاقها عن حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج وانحيازها التام للشعب الليبي وجيشه الوطني وبرلمانه المنتخب.
وأكدت البعثة في بيان أن طاقمها، بدءا من السفير والقائم بالأعمال والقنصل والملحقيات العاملة بالسفارة، لا يعترفون بحكومة الوفاق بعد توقيعها اتفاقيات غير معترف بها مع الجانب التركي، داعية البعثات الدبلوماسية الليبية في العالم للانشقاق عن حكومة السراج وفك ارتباطها بها؛ بسبب دعمها للإرهاب وتفريطها في حقوق الشعب الليبي.
وأعلنت البعثة انحيازها التام للجيش والبرلمان الليبي، مؤكدة ضرورة الوقوف صفا واحدا مع القوات المسلحة التي تخوض المعارك لتخليص ليبيا من العصابات الإجرامية والإرهابية.
ويأتي قرار البعثة بعد أيام من الإعلان عن توقيع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج مذكرتي تفاهم أمنية وبحرية مع تركيا، وهو ما اعترض عليه الليبيون معتبرين أن ذلك يمثل اعتداء على حقوقهم وانتهاكا لسيادة بلدهم، وتفريطا بثرواتها لصالح الأتراك.
وتقدم البرلمان الليبي بمذكرات للجامعة العربية والأمم المتحدة وكافة المنظمات الإقليمية؛ لإلغاء وإبطال الاتفاقية وسحب الاعتراف الأممي بحكومة السراج.
وأعلن الجيش الليبي، أن قواته الجوية دمرت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التركية ومواقع لتخزين الطائرات المسيرة والمعدات العسكرية، خلال قصف جوّي على الكلية الجوية بمصراتة.
وأوضح الجيش الليبي أنه بعد متابعة دقيقة لمعلومات استخباراتية متواترة عن شحن كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمدرعات والمعدات العسكرية المتنوعة من عدة منافذ تركية بحرية وجوية إلى المنافذ البحرية والجوية التي تسيطر عليها ميليشيات حكومة الوفاق.
تم رصد وصول هذا الدعم العسكري التركي لمنافذ مدينة مصراته البحرية والجوية وتم تتبع نقل هذه الشحنات العسكرية من هذه المنافذ إلى مواقع تخزينها المختلفة بما فيها الكلية الجوية بمدينة مصراتة، لاستخدامها ضد الجيش الليبي.
وأضاف البيان أنه “على إثر تلك المعلومات وذلك الرصد قام سلاح الجو الليبي بالتخطيط الدقيق لاستهداف مواقع تخزين الطائرات المسيرة التركية بالكلية الجوية العسكرية بمصراتة وتم تخصيص القدرات المناسبة واللازمة لتنفيذ هذه المهمة، ثم تم تدميرها بنجاح ودقة عالية، وقد نتج عن هذه الاستهدافات انفجارات متتالية واحتراق هناجر الطائرات التركية المسيرة”.
في سياق متصل، أشارت القيادة العامة للجيش في البيان نفسه، إلى أن لديها معلومات استخبارية دقيقة جدا عن عمليات شحن جديدة لمعدات عسكرية تركية على سفن عسكرية ومدنية تركية وغير تركية، تم إبحار بعضها من موانيء تركيا إلى موانئ مصراتة وطرابلس والخمس، مشيرا إلى أنّ هذه الخطوة تعتبر خرقا جديدا وعلنيا وفاضحا لقرار حظر الأسلحة إلى ليبيا، وحذرت في هذا السياق السلطات التركية من استمرار نقل المعدات العسكرية إلى جميع منافذ ليبيا، حتى لا تكون هدفا مشروعا لسلاح الجو الليبي.
وفيما يواصل الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، تقدمه نحو وسط العاصمة الليبية طرابلس، عقد فايز السراج رئيس حكومة الوفاق مع وزيري الخارجية والدفاع التركيين بحضور رئيس الأركان يشار غولر، أمس السبت، مباحثات حول الوضع في ليبيا وتفعيل مذكرتي التفاهم البحرية والأمنية بين البلدين.
وتقدم الجيش الليبي عبر محاور صلاح الدين وعين زارة وأبو سبيم ووادي الربيع، قصفت قوات الوفاق مقر السجل المدني في منطقة قصر بن غشير، مدعية أنه أحد مقرات قيادة قوات الجيش الليبي، وهو ما نفاه مسؤول بالمؤسسة الحكومية، وأعلن الجيش الليبي أن قواته الجوية، دمّرت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التركية ومواقع لتخزين الطائرات المسيرة والمعدات العسكرية، خلال قصف جوّي على الكلية الجوية بمصراتة.
وبحث السراج مع وزيري الخارجية والدفاع بحضور رئيس الأركان التركي، تطورات المشهد الليبي وتفعيل مذكرتي التفاهم بين البلدين حول تحديد مناطق النفوذ البحرية والتعاون العسكري والأمني، والذي قوبل برفض محلي من البرلمان الليبي وعلى الصعيد الإقليمي ومن الاتحاد الأوروبين، باعتبار أن حكومة السراج لم تحظى بشرعية البرلمان، كما ليبيا وتركيا لا تلتقيان بحدود بحرية، فضلًا على تعارض الاتفاق مع حقوق دول الجوار.
وكان المشير حفتر قد أعلن”ساعة الصفر” لبدء المعركة الحاسمة لاسترداد طرابلس من حكومة الوفاق غير المعترف بها من البرلمان ، وتطهير ليبيا من المليشيات الإرهابية المتحالفة معها، قائلا: “اليوم نعلن المعركة الحاسمة والتقدم نحو قلب العاصمة”، متعهدًا بـ”منح المسلحين في طرابلس الأمان مقابل إلقاء السلاح”، وموصيًا قوات الجيش باحترام حرمات البيوت.