سيناريو حياتنا اليومية – لمعظمنا – يبدأ صباحا او بعد منتصف الليل، والبعض الآخر بعد صلاة الفجر، وآخرون يستمر نشاطهم طوال اليوم والساعات والدقائق، وأقصد بالسيناريو هنا هو تصفح بريدنا اليومي على الواتس أب والفيس بوك والبريد الإلكتروني، وغيرها من وسائط التواصل الاجتماعي.
فهناك من الزملاء او افراد العائلة، من يبعث برسائل مقتضبة ومحددة ومهمة، وآخرون يعيدون إرسال جميع ما يصلهم من رسائل وبريد إلكتروني تلقائيا الي جميع قائمة الاسماء في هواتفهم او علي صفحات الواتس اب دون ادراك منهم، او ادنى اعتبار لحجم المعاناة التي يفرضرونها علي زملائهم او زميلاتهم، والادهى ان البعض يعيد ارسال رسائل هو اصلا لم يقرأها، كل ذلك يتم دون مراعاة لاهتمامات الاصدقاء من المواضيع والاخبار التي يجب ان ترسل اليهم كل على حدة وفق اهتماماته وحاجته لتلك المعلومة.
ارسال الرسائل عبر – وسائط التواصل الاجتماعي – للآخرين يدخل ضمن آداب وبروتوكولات السلوك العصرية الحديثة، وما اناقشه معكم اليوم لا يقتصر على الرسائل الاجتماعية، بل يتعداه الي رسائل البريد الالكتروني والاعلانات التي تصل الينا من الشركات وخصوصا شركات الهاتف التي تفرض علينا موسيقي او اغاني بقصد ترويجها دعائيا،بل تنهال دون تقدير للوقت المتاح للعميل كي يتصفحها او يقرأها اويسمعها.
وباختصار، أرى ان هؤلاء الزملاء والشركات يفرضون واقعا اليما ومعاناة تجبر المرسل اليهم مسح رسائلهم دون قراءتها أو إهمالها بل يجبرون علي شطب صفحة المرسل أو حجبها من البرامج والتطبيقات.
والسؤال الملح في هذه الحالة هو، هل توجد وصفة سحرية نتبعها كي تقودنا الى الحد من الرسائل ؟ . الاجابة ( لا) ، هذا الامر متروك للفرد وتقديره وحكمته ومدى عمق معرفته بزملائه، وما هي اهتماماتهم ورغباتهم وماذا يحبون وماذا يكرهون وكيف يفكرون،الخ. ونفس الامر ينطبق علي الشركات التي ترسل اعلاناتها ليل نهار دون معرفة باحتياجات العملاء بل دون احساس لحجم الازعاج الذي يفرضونه علي عملائهم.
واقتراحي للزملاء والشركات، هي تحديد المكانة والصورة الذهنية التي يريدون ان يعكسوها للآخرين عن شركاتهم وشخصياتهم ومكنوناتهم وطريقة تفكيرهم وما هي الرسالة التي يريدون توجيهها عبر الوسائط في الفضاء الالكتروني.
هذا الامر يتطلب من المدارس والجامعات والشركات خاصة، وضع برامج ومناهج وسياسات تثقيفية للطلبة والموظفين في كيفية التعامل مع وسائط التواصل الاجتماعي وادابها والسلوكيات المطلوبة في اعادة النشر والارسال والنقاش وابداء الرأي وبروتوكولات التواصل، حتي لا تتحول هذه النعمة الي نقمة.