المحليات

إمام الحرم المكي: عدم مجاراة أهل الجهل من مظاهر الحكمة

مكة المكرمة-المدينة المنورة – واس

أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي أن العبد المؤمن جاد في سيره إلى الله، مثابر في طريقه للوصول إلى مرماه، لا يوقفه عن هدفه عارض، ولا يعيقه عن الوصول إلى مبتغاه عائق، لأن ما هو فيه من المهام العظام والمقاصد الجسام يمنعه أن يلتهي عنه بشيء يُرديه، أو أن يلتفت عنه لما لا يعنيه، حيث عزم على السير وجد، وشمر عن ساعد الجد.

وأكد في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، أن العاقل لا يلتفت إلا إذا كان لالتفاته معنى، فتكون هذه الالتفاتةَ منه في محلّها وليست عبثاً، فقد يحتاج المرء أن يلتفت لأمر يسترعي انتباهه ويستدعي التفاته، مشيرًا إلى أنه لم يكن عليه الصلاة والسلام مقتصراً على ترك الالتفات في الطريق الذي يسلكه وحسب بل كان لا يلتفت لما هو أعظم من ذلك؛ إذ كان لا يكترث بمن كان يقف في طريق دعوته، ومن يضع العراقيل أمامه ليصده عن مَهمته. ولفت الدكتور غزاوي إلى أن الجَوابَ لِبابِ الشَرِّ مِفتاحُ وَالصَمتُ عَن جاهِلٍ أَو أَحمَقٍ شَرَفٌ وَفيهِ أَيضاً لِصَونِ العِرضِ إِصلاحُ وعدم مجاراة أهل الجهل والباطل وعدم الالتفات لقولهم هو من مظاهر الحكمة ودلائل العزة؛ حيث أثنى الله على قوم ديدنُهم أنهم متى سمعوا كلاماً لا يليق، وُجه إليهم من السفهاء أعرضوا عنه كأنهم لم يسمعوه ولم يَشغَلوا أنفسهم بالرد عليهم، ولم يخاطبوهم بمقتضى جهلهم الصريح فيقابلوهم بمثله من الكلام القبيح.

وأكد فضيلته أن الواجب على المرء أن لا يلتفت لما يقوله الناس عنه إذا كان على الجادة، وينبغي ألا يُؤثِّر عليه كلامُهم، إذا كان في الإصغاء إليهم ترك ما يجوز أو فعل ما لا يجو. وأوضح فضيلته أن الالتفات في الصلاة يشمل أيضاً التفاتَ القلب، وذلك بأن يشتغل الشخص بأمور الدنيا ويشتغل عما هو فيه من الإقبال على الله تعالى بوجهه وبدنه بأن لا يلتفت إلى سواه جل وعز، وقال: وكلا الالتفاتين البدنيِّ والقلبيِّ يَنقُص الثواب والأجر في الصلاة. وفي المدينة المنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن طالب بن حميد أمس في خطبة الجمعة عن سورة العصر، موصيًا المسلمين بتقوى الله، عزوجل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *